في أحد الأيام كنت ذاهبة لعمل فحوصاتي الدورية، واعتدت من طبيبة العائلة أن تسأل عن صحتي بشكل عام، وعن صحة الأسرة، وإن جَدَّ جديد بشكل عام. لكنني فوجئت بسؤال منها: كيف حالي «روحانياً»؟ وكيف هي نفسيتي؟ وبماذا أحس؟

لعله تأثير فيروس «كورونا» (COVID-19) في الصحة العقلية لملايين لا حصر لها من الكبار والصغار.. منهم أولئك الذين يعانون المرض نفسه، أو الذين يتعين عليهم التعامل مع من فقدوا أحد أحبائهم، أو الذين فقدوا مصادر دخلهم، والأطفال الذين لم يعودوا قادرين على مقابلة أصدقائهم. كل هؤلاء، وغيرهم، يواجهون تهديدات جديدة لصحتهم العقلية والنفسية. وهناك العديد من العوامل التي يجب الالتفات إليها، فالصحة العقلية والنفسية للجميع تعتمدان كلياً على البيئة المحيطة بنا، التي يجب أن تقوم على الحب والألفة والعاطفة والثقة، لكن للأسف بعض المجتمعات تنظر إلى الصحة النفسية على أنها مرض ووصمة عار، وإحساس بالخجل مما يُنظر إليه على أنه ضعف، بحيث يشعر العديد من الذين يعانون، الأطفال وغيرهم، بعدم القدرة على الوصول إلى الراحة والمساعدة والشفاء.

اليوم، ينصَبُّ تركيزنا على التحديات التي نواجهها، خاصة أطفالنا. ويمكن أن تنشأ هذه التحديات لأسباب عدة، ومخاطبتهم أمر أساسي في أي مجتمع يهتم بصدق برفاهية مواطنيه، فمن الذي يستحق عنايتنا واهتمامنا الخاص أكثر من أطفالنا؟!

الصحة النفسية موضوع يحتاج إلى أن نقف عنده دائماً، وأن نوليه اهتماماً كبيراً؛ لأنه يؤثر في جميع شرائح المجتمع. ولطالما حرصت دولة الإمارات على حماية أطفالها، والاعتزاز بهم، حتى يكونوا مجهزين بكل ما يحتاجون إليه لعيش حياة سعيدة ومنتجة وكريمة. ولتحقيق ذلك، من الضروري أن نهتم ليس فقط بصحتهم الجسدية، لكن بصحتهم العقلية أيضاً.

حان الوقت للتطلع إلى عالم يُنظر فيه إلى الرفاهية على أنها هدف عقلي وجسدي للجميع.

فمتى كان فحصك الأخير؟ ومتى اطمأننت على صحتك وصحة أسرتك النفسية؟