يعاني بعض الأزواج والزوجات تأخر الإنجاب من دون معرفة السبب في ذلك، ما يؤثر في حياتهم الزوجية، ويكون سبباً مهماً للخلافات والتوتر والضغط العصبي، التي تعتبر، بحسب الدكتور وليد السيد استشاري الإخصاب وتأخر الحمل والمدير الطبي لشبكة هيلث بلاس للإخصاب في دولة الإمارات، سبباً مهماً من أسباب ضعف الخصوبة، وبالتالي تأخر الحمل. لكن مع التقدم والتطور التكنولوجي، حيث يصل العلم يوماً تلو الآخر إلى المزيد من الحلول الطبية، ظهرت أساليب علاجية جديدة لمشاكل الخصوبة، والتي أعطت الأمل للعديد من الأزواج الذين يعانون هذه المشكلة. "زهرة الخليج" التقت الدكتور وليد السيد، للحديث عن تأخر الإنجاب والأسباب وطرق العلاج، وذلك تزامناً مع "الأسبوع الوطني للتوعية بالعقم"، الذي يصادف الأسبوع الأخير من شهر أبريل الجاري، وكان الحوار التالي: 

  • الدكتور وليد السيد

 

مشاكل الخصوبة
ما أسباب التأخّر في الإنجاب؟
ثمة أسباب مختلفة، منها العقم عند الرجال، بسبب نقص في عدد الحيوانات المنوية، وقلة حركة الحيوان المنوي، وحدوث تشوه في الحيوان المنوي، وعادة يكون التشوه في الحيوان المنوي شكلياً وليس وراثياً، ما يعني أنه لا يؤثر على حدوث تشوه خلقي لدى الأطفال. 
أما مشاكل الخصوبة لدى النساء، فتعود بشكل أساسي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، أو حدوث تكيّس في المبايض، ما يؤدي إلى عجز المبيض عن إنتاج بويضة كل شهر، أو حدوث التصاقات أو التهابات في قناة فالوب، وهي نقطة التقاء الحيوان المنوي مع البويضة وتلقيح البويضة وتكوين الجنين، والتي يمكن أن تنتج عن أي تدخل جراحي.
ولا ننسى العقم الناتج عن زواج الأقارب، حيث يزيد من إمكانية حدوث نقص مخزون المبيض عند الابنة في عمر الخصوبة. كما أن هنالك عدداً من الأمراض التي تؤثر في خصوبة المرأة، ومنها مرض بطانة الرحم المهاجرة، الذي يجب علاجه مبكراً لتفادي المضاعفات. 

الضغط على الزوجين
ما العوامل التي تؤثر في خصوبة المرأة؟
العوامل المؤثرة في الخصوبة تنقسم إلى عوامل خارجية، منها: عدم ممارسة الرياضة بطريقة منتظمة، حيث إن ممارسة الرياضة تسهم في تحسين الدورة الدموية وضخ الدماء بشكل كافٍ في الأعضاء، فضلاً عن تناول المأكولات الجاهزة، واتباع العادات السيئة، مثل التدخين سواء السجائر أو بدائل السجائر، والعوامل المرتبطة بطبيعة العمل، إذ إن أماكن العمل التي تحتوي على مواد سامة، أو فيها درجة حرارة عالية، أو مواد مشعة قد تؤثر في الخصوبة على المدى الطويل.
وهناك أيضاً عوامل اجتماعية مثل الزواج المتأخر، حيث ارتفعت سن الزواج بشكل ملحوظ في مجتمعاتنا مؤخراً، دون أن نُغفِل العوامل النفسية ولعل أهمها إلحاح العائلات على أن يرزق المتزوجون حديثاً بالأطفال خلال العام الأول من الزواج، ما يشكّل عنصر ضغط على الزوجين، ويصيبهما بالتوتر الذي يؤثر بدوره على الإخصاب. 

أطفال الأنابيب
هل لك أن تحدثنا عن سبل العلاج؟
يوجد العديد من طرق العلاج بالنسبة للعقم، منها التلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب. فإن كنا نتحدّث عن التلقيح الاصطناعي، فهو يتضمن تحفيز عملية الإباضة عند الزوجة من خلال الهرمونات والإبر، ثم حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم. أما أطفال الأنابيب، فيتم خلالها تنشيط المبيض كي ينتج عدداً كافياً من البويضات، ثم يجري سحب البويضات خارج المبيض، وحقنها بالحيوانات المنوية في المختبر، ويتم الانتظار لمدة 3 – 5 أيام بعد حدوث التلقيح، ثم يتم نقلها إلى الرحم. 

ويتم انتقاء الأجنة التي من المتوقع أن تمسك بالرحم بحسب جودتها، كما يتم في بعض الحالات الفحص الوراثي للأجنة للتأكد من خلو الجنين من الأمراض الوراثية، التي تزيد نسبة نجاح أطفال الأنابيب في بعض الحالات، حسب الحالة الطبية والتاريخ الطبي للزوجين.