تشير دراسة، أجريت في إنجلترا، إلى أن كبار السن الذين يترددون على المعارض الفنية والمتاحف، ويحضرون العروض المسرحية والحفلات الموسيقية، قد يعيشون أطول من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.
حتى بعد حساب مجموعة واسعة من العوامل الصحية والاجتماعية الأخرى، وجد باحثون من كلية لندن الجامعية أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، ويقبلون على متابعة الأنشطة الفنية، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 31%، خلال متابعة استمرت 14 عاماً، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعطون أهمية كبيرة للفنون.
وقالت ديزي فانكورت، الأستاذة المساعدة في علم النفس وعلم الأوبئة بكلية لندن الجامعية: "تدعم هذه النتائج التحليلات الإحصائية السابقة، والأبحاث الأنثروبولوجية، التي تشير إلى احتمال وجود فوائد للفنون مع التقدم في العمر".
وكتب الباحثون، في الدورية الطبية البريطانية، أن نتائج الدراسة تتسق مع الأبحاث السابقة، التي أشارت إلى أن الفنون قد تساعد في طول العمر، من خلال تحسين الصحة العقلية، وتعزيز العلاقات الاجتماعية والنشاط البدني، وتقليل الشعور بالوحدة.

 

 

في سياق متصل، اكتشف باحثون أن العلاج بالموسيقى ربما يحسن أيضاً الحالة المعنوية للمصابين بمرض الخرف. لكن التقرير المنشور، في دورية "كوكرين لايبراري"، أشار إلى أن فريق البحث لم يجد أي فوائد لهذا النوع من العلاج، عندما تعلق الأمر بمشكلات الإدراك والسلوك، مثل: الاهتياج، والسلوك العدواني.
وقالت جيني فان دير ستين، رئيسة فريق البحث الذي أجرى الدراسة والباحثة في إدارة الصحة العامة والرعاية الأولية بالمركز الطبي بجامعة ليدن في هولندا: "على الرغم من أن فوائد العلاج بالموسيقى ليست كبيرة، فإن الآثار الصغيرة لها قيمتها أيضاً، لأن التحسن حتى لو كان بسيطاً يعد أمراً شديد الأهمية لدى مرضى الخرف والقائمين على رعايتهم، وكذلك الحفاظ على مستوى معين في الوقت الذي يتوقع فيه أن تشهد فيه صحة المريض تراجعاً".
وأضافت: "هذه النتائج ترتبط بشكل وثيق بجودة المعيشة، وربما تكون لها صلة أكثر بتحسين أو تأخير التدهور في الإدراك لدى المرضى الخاضعين للدراسة، ومعظمهم مرضى في دور الرعاية".
وقال الدكتور ألكسندر بانتليات، وهو أستاذ مساعد لطب الأعصاب في كلية طب جامعة جونز هوبكنز، والمدير المشارك لمركز جونز هوبكنز للموسيقى والطب: "النتائج الجديدة قد يكون لها أثر كبير على مرضى الخرف، وليس مفاجئاً أن العلاج بالموسيقى قد يساعد مرضى الخرف".