يتعلم الطفل، من خلال الممارسة ومع مرور الوقت، كيف يكون لطيفاً مع شقيقه، ويتعامل معه بحنان وعطف ومشاركة، لكي تجمعهما علاقة أخوة حقيقية في الكبر. من خلال هذا المقال نقدم لكِ بعض الطرق والنصائح لتقوية علاقة الأخوة بين أطفالك:

أنتِ مثال لهم
ما تفعلينه وتقومين به بشكل يومي بالغ الأهمية، إذ إن أطفالكِ يراقبونك من دون أن تشعري، وبالتأكيد سيقلدونكِ عندما تسمح لهم الفرصة، لذلك احرصي على أن تتعاملي مع الآخرين، خاصة أخوتكِ، بلطف وحنان وتعاطف.

 

 

الانتباه إلى تعبيرات الوجه
عندما يكون طفلكِ منزعجاً، بعد توبيخه أو معاقبته أو خسارته في لعبة معينة، قولي لشقيقه: (هل أخوك منزعج؟ كيف ترى تعابيره؟ اذهب واطمئن عليه وخفف عنه)، وبتكرار الأمر سيصبح الطفل أكثر مسؤولية تجاه شقيقه، إن كان أصغر منه أو أكبر، وينتبه لتصرفاته التي تزعج شقيقه ليتجنبها خوفاً على مشاعره، كما سيحرص على ملاحظة تعابير وجهه من تلقاء نفسه، ليخفف عنه في حالة الضيق، ويفرح معه في حالة الفرح. 

مشاركة الألعاب
راقبي أبناءك من بعيد خلال اللعب، وإذا كان أحدهم لا يسمح للآخر بلمس ألعابه، فانتظري حتى يترك اللعبة، واجلسي معه وحدك لتسأليه كيف كانت اللعبة؟ وهل كان سعيداً؟ ثم اسأليه هل شقيقه أيضاً كان سعيداً باللعب معه، لتنصدمي بأنه لم يسمح له باللعب معه، وبعبارات هادئة وإنسانية تجعلينه يشعر بتأنيب الضمير لعدم سماحه بمشاركة شقيقه، لكن احرصي على عدم التوبيخ أو العقاب.
وعندما تشترين ألعاباً لأطفالكِ، خصصي لكل واحد منهم لعبة، واحرصي على أن يلعبوا بكل الألعاب معاً، مع احترام ملكية كل واحد منهم للعبته.

 

 

قصص ورسوم متحركة
اقرئي لهم قصصاً، وضعي لهم أفلاماً، يكون جوهرها علاقة الأخوين ببعضهما، وكيف يعطفان على بعضهما، ويساعدان بعضهما، وفي كل مرة أثني على هذه العلاقة، وامدحي هذه التصرفات. فالطفل يقلد ما يراه، ويعزز الأمور التي تجلب له الثناء.

المنافسة
ابتعدي كل البعد عن أسلوب المنافسة، كأن تقولي لأطفالك: (دعونا نرى من يرتب ألعابه أولاً، أو من يلون هذه الرسمة أسرع)، فبهذه الطريقة أنت تخلقين المنافسة الشرسة بينهم، وتعززين شعورهم بالغيرة. والطريقة الصحيحة هي أن تقولي لهم: (هيا رتبوا ألعابكم، أو كل واحد منكم يلون رسمته المفضلة)، ثم تجعلين من ينتهي أولاً، يقوم بمساعدة باقي أخوته.

 

 

العطف على الصغير.. واحترام الكبير
منذ ولادة طفلكِ الثاني، اجعلي شقيقه الأكبر يساعدكِ بمختلف الأمور البسيطة، فيمكنك الابتعاد قليلاً عند بكاء الرضيع، والقول للشقيق الأكبر: (أرجوك ساعدني، اذهب وقبله لعله يتوقف عن البكاء)، أو عندما تريدين إطعام الصغير اطلبي من الكبير أن يتذوق لقمة، ويخبرك ما إذا كانت حرارة الطعام تناسب الصغير، وعندما يبدأ بالذهاب إلى المدرسة، نبهي الكبير لأن الصغير مسؤوليته خارج المنزل، فينتبه إليه ويحرص على أن تبقى ملابسه نظيفة مثلاً، فبهذه الطريقة تعززين شعوره بالمسؤولية تجاه شقيقه الأصغر سناً.
أما كيف تجعلين طفلكِ الأصغر يحترم شقيقه الأكبر، فمثلاً عندما يأخذ لعبة تخص شقيقه، ولا يريد الأخير أن يعطيه إياها، اجعليه يعيدها له، ويعتذر منه مع قبلة، أو عندما يحين وقت استحمامهما، أو يريدان اللعب بنفس اللعبة، تقولين للصغير: (انتظر قليلاً.. فأولاً هو دور شقيقك الأكبر).

وتذكري دائماً أن غالباً ما تتوقعيه من أطفالك سيحصل في الحقيقة، فإذا تعاملتِ معهم على أنهم على ما يرام، سيكونون كذلك، وإذا تعاملتِ على أنهم يحبون ويساعدون بعضهم، ويتبادلون شعور العطف والحنان في ما بينهم، فسيكونون كذلك أيضاً.