يظن معظم الناس أن موسم الأمراض والعدوى تنتهي بنهاية فصل الشتاء! وأن فصل الصيف هو موسم تخفيف الملابس والانطلاق بحرية، لكن الدكتور كمال حماد يلفت النظر إلى أن الناس معرضون للإصابة بأمراض متفاوتة الخطورة، بحسب طبيعة أجسامهم وأوزانهم وتنوعهم الغذائي.
يقول حماد: "يزداد تلوث الطعام بالجراثيم الممرضة، كلما ارتفعت درجة حرارة الجو، لأن الجراثيم تتكاثر بشكل أسرع في الأجواء الدافئة والرطبة".
ويعتبر "التسمم الغذائي" أهم المشكلات الصحية، التي يمكن أن تصيب الإنسان في أشهر الصيف.
يعرف حماد "التسمم الغذائي" بأنه مجموعة الأمراض التي قد تصيب أياً منا إذا تناول طعاماً ملوثاً بالأحياء المجهرية، وهي غالباً من الجراثيم (البكتيريا). وهذه الأحياء المجهرية تحب أن تعيش وتتكاثر في الأجواء الحارة والرطبة.
وبينما تتم معظم حوادث التسمم من تناول الطعام في المطاعم، إلا أنها قد تحصل أيضاً في البيت، إن لم تُراعَ شروط النظافة في تحضير الطعام أو تناوله أو تخزينه.
وتشمل أعراض التسمم الغذائي: الإسهال والغثيان والقيء والحمى، وكذلك المغص أو الألم المعدي، وكذلك نقص الشَّهية أو فقدانها، إضافة إلى الألم العَضلي والقشعريرة أو النّوافض.

 

إقرأ أيضاً: توم كروز يبكي بعد فوزه بـ"السعفة الذهبية".. في مهرجان "كان"

 

وقد تبدأ هذه الأعراض أو بعضها بعد ساعات إلى أيام من تناول الطعام الملوث، كما أنها تدوم من ساعات إلى أيام (بل أسابيع)، وذلك تبعاً للعامل الممرض، ولكمية الطعام الملوث المتناول، ولعمر وصحة المصاب.
ويعتبر المسنون والأطفال والحوامل، والمصابون بالأمراض المزمنة، مثل: داء السكري وقصور القلب أو الكليتين أو الكبد، والسرطان، هم الأكثر استعداداً للإصابة بالتسمم الغذائي.
يحدث تلوث الطعام بالجراثيم في أي مرحلة من مراحل تحضيره، من الزرع والحصاد (بالنسبة للنباتات)، إلى التخزين (بالنسبة للنبات والحيوان)، أو النقل أو الطبخ.
وأغلب مصادر التلوث تأتي من تناول الطعام الخام غير المطبوخ (كما هي الحال في أطباق السلطة)، لأن العوامل الحية الممرضة تكون مازالت فيه، أو من تماس الطعام المعد للأكل بطعام ملوث.
وتقسم العوامل الممرضة المجهرية إلى جراثيم (بكتيريا)، وهي الغالبية، وحمى راشحة (فيروسات) وطفيليات، ويبلغ عدد الأنواع الأكثر انتشاراً منها حوالي 10.
وأهم العواقب تتمثل في الإصابة بالتجفاف نتيجة الإسهالات المتكررة، التي تفقد المصاب حصة كبيرة من ماء الجسم وأملاحه، التي يحتاجها في كل عمليات الجسم الفيزيولوجية.
وكثيراً ما يستطيع الإنسان الصحيح أن يتدارك هذا النقص بشرب السوائل، خاصة إن كانت درجة التسمم لديه خفيفة، لكنّ معظم المسنين والأطفال وذوي العلل المزمنة يحتاجون لتعويض هذه الخسارة عن طريق الوريد، تحت إشراف طبي في المستشفى، وقد تؤدي حالات التجفاف الشديدة في بعض المرضى للوفاة.
ويشير حماد إلى أن طرق الوقاية من التسمم الغذائي بسيطة، وباستطاعتنا جميعاً تطبيقها. وتشمل:
- غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون، قبل تناول أي طعام، وقبل تحضير أي وجبة.
- تنظيف كل الأدوات التي نستخدمها في تحضير أو تناول الطعام بالماء المغلي والصابون.
- الفصل بين اللحوم النيئة غير المطبوخة، وبقية أنواع الطعام المعد للأكل، سواء عند التحضير أو التخزين.
- تسخين الطعام إلى درجة الحرارة الكافية لقتل الجراثيم وتحييد زيفانها، فاللحوم مثلاً يجب أن تطبخ بدرجة لا تقل عن 70 مئوية.
- على سيدة البيت أن تضع الطعام المعد للأكل في الثلاجة خلال ساعة أو ساعتين من شرائه أو تحضيره.
- نقل الطعام المجمد إلى الثلاجة لبضع ساعات، قبل نقله إلى جو المطبخ الدافئ.
- نقل كل ما تبقى من طعام بعد تناول الوجبة إلى الثلاجة، ولا يترك في الأجواء الدافئة أكثر من ساعة. 
- في حال كان هناك أدنى شك في سلامة الطعام المحضر (مثلاً إذا ترك الطعام في جو البيت العادي فترة طويلة)، على سيدة البيت أن تتخلص منه دون تردد.
يتم تشخيص وعلاج "التسمم الغذائي" لدى الطبيب أو المستشفى، "بعد أخذ القصة المرضية والفحص السريري، ويطلب الطبيب عادة فحوصاً دموية لتقدير درجة التجفاف وتأثير الجراثيم الممرضة، كما يطلب تحليلاً للبراز (زرع عينة من البراز)؛ لمعرفة العامل الممرض".
ولعل أهم خطوتين في العلاج بالمستشفى، هما: تعويض السوائل والأملاح المفقودة عن طريق حقنها بالوريد، وإعطاء الصادات المناسبة، التي يتم تحديدها حسب نتائج زرع البراز.