يحتاج الأطفال إلى الكثير من النوم للمساعدة على نموهم وتطورهم، لكن 15 إلى 25% من الصغار، يعانون صعوبة في النوم والاستمرار فيه. ووفقًا للخبراء الأميركيين فإن قلة النوم لها عواقب سلبية كثيرة، تراوح بين صعوبة التركيز والسمنة، لهذا السبب يميل بعض الآباء إلى إعطاء أطفالهم مكملًا للنوم مثل الميلاتونين أثناء الليالي المضطربة. 
لكن هل يعتبر الميلاتونين آمناً؟ وهل له أي آثار جانبية على الأطفال؟ إليكم هذا التقرير الذي يجيب عن أسئلتكم. 


كيف يعمل الميلاتونين؟
قبل أن تفكر في تناول مكملات ما قبل النوم بصفتك أحد الوالدين، يجب أن تفهم دورات النوم. وإليك طريقة عملها: يبدأ دماغنا بإفراز الميلاتونين، وهو هرمون ينتج في الغدة الصنوبرية، حيث يحل الظلام ليلاً لمساعدتنا على النوم. في الصباح، عندما نحتاج إلى الاستيقاظ، يتوقف الميلاتونين في الغالب. ويعمل الميلاتونين بشكل أساسي من خلال تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية، والمعروف أيضًا باسم "ساعتك الداخلية".
المكملات هي شكل اصطناعي من الميلاتونين الطبيعي، وعادة ما تجعل الأطفال (أو البالغين) ينعسون في غضون 30 دقيقة. إنها متوفرة دون وصفة طبية على شكل علكة أو حبوب أو سوائل أو أقراص قابلة للمضغ. وتظهر الأبحاث أن مكملات الميلاتونين يمكن أن تساعد الأطفال الذين يعانون التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واضطرابات النمو العصبي الأخرى على النوم بشكل أسرع، وقد أظهرت بعض الدراسات آثارًا مماثلة في الأطفال الذين يطورون عادة.

هل الميلاتونين مضر للأطفال؟
قد تكون الجرعات المنخفضة من الميلاتونين آمنة للأطفال. ومع ذلك، لايزال الباحثون لا يعرفون الآثار الجانبية طويلة المدى لأخذ أي كمية، حتى عند الحاجة. تقول جوديث أوينز، مديرة مركز النوم في مستشفى بوسطن للأطفال: "الميلاتونين دواء، ويجب النظر إليه على أنه كذلك".
وقد يؤدي إعطاء الكثير من الميلاتونين، أو إعطاؤه في الوقت الخطأ، إلى إفساد جدول نوم طفلك. ويحذر الدكتورة أوينز، أيضًا، من أن تركيز الميلاتونين الذي يُباع دون وصفة طبية في المكملات الغذائية يمكن أن يختلف، وقد يحتوي على مواد كيميائية أخرى، مثل السيروتونين. ووجدت إحدى الدراسات أن بعض الأقراص القابلة للمضغ، التي تدعي أنها تحتوي على 1.5 ملليغرام من الميلاتونين تحتوي على ما يصل إلى 9 ملليغرامات.

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض الأطفال من آثار جانبية لتناول الميلاتونين، والتي قد تشمل: الصداع والغثيان والتعرق والدوار والتبول في الفراش والنعاس في الصباح. ومن المهم ملاحظة أن إدارة الغذاء والدواء (FDA) لم توافق على استخدام الميلاتونين للأطفال.

جرعة الميلاتونين للأطفال
تحدث دائمًا إلى طبيب طفلك قبل إعطائه الميلاتونين. ويمكنه المساعدة في تحديد ما إذا كان المكمل ضروريًا، ويمكنهم أيضًا تقديم المشورة بشأن الجرعة والتوقيت. سيوصي معظم الخبراء بالبدء بجرعة منخفضة - عادة حوالي 1 إلى 2 ملليغرام للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات، و2 إلى 3 ملليغرامات للأعمار من 6 إلى 12 عامًا. يجب استخدام الميلاتونين مع التدخلات السلوكية الأخرى، ولأقصر وقت ممكن.

نظرًا لأن الميلاتونين قد يفسد جداول النوم عند تناوله في الوقت الخطأ، لا يجب أن تعطيه للأطفال في منتصف الليل.

إقرأ أيضاً: النظام الغذائي الياباني.. لماذا يعتبر مثالياً لكِ؟