يدخل الماء في تركيب اللعاب والعين والدم والسوائل المحيطة بالمفاصل، كما أنه يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال التعرق، ويحمي من الإمساك من خلال دوره كمزلق يحرك الطعام ضمن الأمعاء، ويقوم الماء أيضاً بنقل الفيتامينات والمعادن والهرمونات، ويساعد خلايا الجسم على التخلص من الجراثيم، لذا لا عجب - بحسب الدكتور كمال حماد - أن يشعر الإنسان بالتعب، عندما لا يحصل الجسم على حاجته الضرورية من الماء بشكل كافٍ.
يشير الدكتور حماد إلى أن الجسم يخسر الماء يومياً أثناء قيامه بوظائفه الحيوية، من خلال طرح البول والعرق وهواء الزفير، لذلك لا بد من تعويض ما نفقده من الماء، ولا يستطيع البالغون العيش من دون ماء أكثر من أسبوع، في حين يموت الأطفال خلال ساعات فقط لدى بقائهم داخل سيارة حارة مغلقة.
ويحصل الجسم على الماء من الصنبور أو العبوات البلاستيكية، وكذلك من المشروبات الأخرى، مثل: الشاي والقهوة والحليب والعصائر والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، كما أن بعض الأطعمة (مثل: الطماطم والبرتقال والبطيخ والخيار، تبلغ نسبة الماء فيها 85-95%) تحتوي على الماء، وبشكل عام يوفر الطعام الذي نتناوله 20% من إجمالي كمية الماء التي يحتاجها الجسم.
إقرأ أيضاً: 5 حلول فعالة للتخلص من الدهون في الذراعين
ويبين حماد أنه من الأفضل للجسم تجنب المشروبات الغازية والطاقة، كونها مزودة بالسعرات الحرارية العالية، فهي غير مرغوبة بالنسبة لمن يتبع حمية لتخفيف الوزن، حيث إن شرب الماء بدلاً من قارورة تحوي 0.6 لتر من مشروب غازي محلى بالسكر، يوفر حوالي 240 سعرة حرارية. ويضيف الدكتور كمال حماد، قائلاً: "تؤثر عدة عوامل في معدل استهلاك الجسم للماء، مثل: الطقس والنشاط البدني والعمر، لكن توصيات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) تقترح، بشكل عام، شرب 1.6 لتر من السوائل في اليوم للنساء (أي حوالي 8 أكواب سعة الكوب 200 ميللتر)، ولترين للرجال (حوالي 10 أكواب سعة الكوب 200 ميللتر)، والأرقام السابقة ترتفع عندما يتم بذل جهد بدني إضافي، أو العيش في جو حار، أو حين معاناة الإسهال أو القيء، وينصح من يمارس نشاطاً بدنياً فيه إجهاد بأن يشرب الماء أثناء النشاط وليس الانتظار حتى الإحساس بالعطش، لأن العطش مؤشر من الجسم أنه في طريقه نحو الجفاف، وينصح الأشخاص الذين يمارسون الرياضات لأكثر من 40 دقيقة بتناول المشروبات التي يضاف لها القليل من السكر والملح والمحضرة منزلياً، لتعويض نقص الماء لديهم.
إقرأ أيضاً: تمارين منزلية تمنحك جسداً مثالياً
وتختلف الاحتياجات للماء من شخص لآخر حسب العمر، فالأطفال يحتاجون لشرب الكثير من الماء، بغض النظر عن صغر أجسامهم، لذلك يجب أن نشجعهم على شرب الماء بشكل منتظم، خصوصاً إذا كانوا نشطين جداً، أما كبار السن فيعانون قلة الشعور بالعطش، فإذا لزم الأمر، تجب مساعدتهم وتشجيعهم على الشرب بصورة منتظمة.
وينفي حماد تسبب شرب الماء مع الطعام بحدوث مشكلات في الهضم، ويقول: "هذا خطأ شائع، إذ لا يتسبب شرب الماء مع الوجبات بأية مشكلات في الهضم، وإنما يساعد في عملية الهضم فيحطّم الطعام ويلين البراز، الأمر الذي يقي الإصابة بالإمساك".