الهرمونات هي مواد كيميائية، ينتجها الجسم عن طريق بعض الخلايا الموجودة في بعض الأعضاء، أو عن طريق خلايا متفرقة في أنحاء الجسم. وتعمل هذه المواد على تنظيم عمل عضو، أو مجموعة من الأعضاء في الجسم، وتتميز الهرمونات بكونها تفرز في مكان معين من الجسم، لكنها تؤدي وظيفتها في أماكن بعيدة عن هذا المكان، لكن بعض الهرمونات تؤثر كذلك في مكان قريب من مكان الإفراز، كما تؤثر الهرمونات على الخلايا ذاتها التي أفرزتها، بحسب موقع healthline.

ويمكن تقسيم الهرمونات إلى مجموعات حسب مكان الإفراز، حسبما يلي:

1.  هناك هرمونات يتم إفرازها من الغدة المعروفة بتحت المهاد "Hypothalamus" في المخ، وهي التي تؤثر على عمل الغدة النخامية.

2.  تفرز الغدة النخامية، بدورها، عدداً من الهرمونات التي تؤدي وظيفة مباشرة، مثل: هرمون النمو (Growth hormone)، وهرمون إدرار الحليب (Prolactin)، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الهرمونات التي تؤثر على عمل العديد من الغدد الصماء.

3.  الغدد الصماء الأخرى، التي تفرز الهرمونات التي تؤدي العديد من الوظائف. من بين هذه الغدد الغدة الدرقية التي تفرز هرمون الثيروكسين، وهرمون الكالسيتونين، والغدة الجار درقية، التي تفرز هرموناً بنفس اسمها. كما أن هناك الغدة الكظرية الموجودة أعلى الكلى، والتي تفرز العديد من الهرمونات مثل الكورتيزون والألدوستيرون من الجزء المسمى بالقشرة، والأدرينالين والنور أدرينالين من النخاع الموجود بداخلها. كما يعمل المبيض والخصية كغدد صماء كجزء من وظيفتهما، حيث يفرز الأول الهرمونات الأنثوية الإستروجين والبروجستيرون، أما الأخيرة فتفرز الهرمون  الذكوري التيستوستيرون بشكل أساسي. وتعمل المشيمة أثناء الحمل على إفراز الإستروجين والبروجيستيرون، بالإضافة إلى هرمون الحمل المعروف بالهرمون البشري المشيمي الموجه للغدد التناسلية HCG. أما البنكرياس، فهو يعمل على تنظيم مستوى الغلوكوز في الدم، من خلال إفراز الأنسولين والغلوكاجون. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الهرمونات التي يتم إفرازها من العديد من الأعضاء الأخرى، مثل: الكبد والكلى والمعدة.

وبصفة عامة، تنقسم وظائف الهرمونات إلي ثلاث وظائف أساسية كبيرة، هي:

-  النمو والتطور.

-  تنظيم عمليات الأيض.

-  تنظيم عملية إنتاج الطاقة واستخدامها وتخزينها في الجسم.

وتعتمد وظيفة النمو والتطور على علاقات ووظائف بين العديد من الهرمونات، مثل: هرمون النمو (الكورتيزون)، وهرمون الثيروكسين، بالإضافة إلى الهرمونات التي يتم إفرازها من الأعضاء التناسلية، مثل الإستروجين والبروجيستيرون. وتتم هذه العملية تحت رقابة وتنظيم من الهرمونات التي يتم إفرازها من الجزء الأمامي من الغدة النخامية.

إقرأ أيضاً:  6 من أجمل الشواطئ في هونغ كونغ.. تجب زيارتها والاستمتاع بأجوائها
 

أما تنظيم عملية الأيض، فيتم من خلال تنظيم العديد من العناصر، مثل مستوى الغلوكوز في الدم، الذي يتم عن طريق إفراز الأنسولين من البنكرياس، والذي يعمل على خفض مستوى الغلوكوز. في المقابل، يعمل العديد من الهرمونات الأخرى على رفع مستوى الغلوكوز في الدم عند الحاجة، وتشمل هذه المجموعة: الكورتيزون، والغلوكاجون، والأدرينالين، وهرمون النمو.

ولا يقتصر الأمر علي الغلوكوز، فتنظيم مستوى الكالسيوم يتم هو الآخر تحت رقابة دقيقة من العديد من الهرمونات التي تشمل هرمون الغدة الجار درقية، بشكل أساسي. ويعمل هذا الهرمون في حالة انخفاض مستوى الكالسيوم بالدم على رفع مستواه عن طريق إعادة امتصاص الكالسيوم عن طريق الكلى، وزيادة مستوى فيتامين (د) في الدم.

هناك، أيضاً، دور مهم للهرمونات في تنظيم أيض الماء، ومستويات الصوديوم والبوتاسيوم عن طريق هرمون الألدوستيرون من الغدة الكظرية، والهرمون المضاد للتبول Antidiuretic Hormone (ADH)، الذي يفرز بواسطة الغدة النخامية.

 أما وظيفة تنظيم الطاقة، فهي تتم بشكل كبير تحت ضبط الهرمونات في الظروف الطبيعية، أما في حالة زيادة الاحتياج للطاقة في حالة الجوع الشديد، أو بذل مجهود عضلي كبير، أو الضغط العصبي، فيزداد مستوى العديد من الهرمونات، التي تعمل على زيادة مستوى المواد الغذائية، وتسريع عملية الأيض لإنتاج الطاقة. وعادة يصحب هذه العملية العديد من التغيرات الفسيولوجية، مثل: زيادة عدد ضربات القلب، وإنتاج العرق في الجسم.

ويؤدي حدوث اضطرابات في الهرمونات إلى العديد من المشاكل، وهذه الاضطرابات عادة تكون في صورة نقص أو زيادة مستوى الهرمون، كما أن هناك حالات يقاوم فيها العضو أثر الهرمون، رغم وجوده بنسبة كافية.

وقد يحدث هذا النقص منذ الولادة، أو في مرحلة لاحقة، كما أن زيادة مستوى الهرمونات قد يحدث نتيجة زيادة الإفراز أو نتيجة تناول أدوية تحتوي على هذا الهرمون من الخارج.

إقرأ أيضاً:  ممارسة هذه الرياضات تساعدك على نحت جسمك بشكل مثالي
 

وتتوقف الأعراض والمشاكل التي قد يسببها الهرمون على طبيعة الاضطراب (نقص أو زيادة)، وعلى نوع الجهاز أو العضو الذي يؤثر فيه هذا الهرمون.

ولعل المثال الأشهر هو مرض السكري الذي يمثل مشكلة عالمية، وهو المرض الذي ينتج عن نقص هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، أو مقاومة الأعضاء لتأثيره (هذه المقاومة تحدث بشكل خاص في السكري من النوع الثاني)، وهو ما ينتج عنه ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم. وفي المقابل، قد ترتفع نسبة الهرمون بالدم في حالة وجود ورم يفرزه من البنكرياس بشكل غير طبيعي، وهو ما يظهر في صورة انخفاض كبير في نسبة الغلوكوز بالدم.