لا يمكن تصديق أنه لا يتحدث سكان بلدة لغة الدولة التي ينتمون إليها، والأغرب من ذلك أن معظمهم لا يتقنونها أصلاً، ويتحدثون لغة مختلفة كلياً.

"كومبوسكورو" قرية حدودية إيطالية، تقع في إقليم بيمونتي على الحدود الفرنسية، وتعيش منعزلة عن باقي المدن والبلدات الإيطالية.

واستمراراً لغرائب هذه القرية، ورغم أنها تقع على الحدود الفرنسية، فإن سكانها لا يتحدثون الفرنسية أيضاً، وإنما يعتمدون لغة غريبة، ربما لم يسمع بها أحد من قبل.

وتعتبر اللغة البروفنسالية هي اللغة الرسمية التي يتحدثها سكان "كومبوسكورو" وهي لغة لاتينية قديمة، تتضمن كذلك اللغة الأكستانية، وتعود نشأتها إلى القرون الوسطى.

ويؤمن سكان القرية بأنهم ينتمون لمجتمع ثقافي مضت عليه قرون طويلة، فيما تمزج لغتهم بين الإيطالية والفرنسية وتصنف على أنها خليط بينهما.

تنقلت قرية كومبوسكورو لأكثر من مرة عبر التاريخ، بين الحكم الفرنسي والإيطالي، لذا هم يعتقدون أنهم غير محسوبين على أي من البلدين، لذا فإنهم رفضوا اعتماد أي من اللغتين، وقرروا العودة لنشأتهم التاريخية، ولغتهم القديمة وهي البروفنسال.

وتعترف الحكومة الإيطالية بهذه القرية ولغتها، ففي عام 1999 صدر قرار حكومي رسمي بالاعتراف بما يسمى أقليات الأكستان، التي ينتمي إليها سكان هذه القرية.

إقرأ أيضاً:  لمحبي الطعام.. أفضل 5 مدن للزيارة في ألمانيا
 

وبهذا الاعتراف الحكومي باتت اللغة البروفنسالية لغة معتمدةً أيضاً ومحمية من قبل الحكومة، والقانون الإيطالي، إلا أن منظمة اليونسكو حذرت عام 2010 من أن هذه اللغة مهددة بالاندثار، إذا لم تتوارثها الأجيال، وتنشرها على نطاق أوسع.

"كومبوسكورو"

لا يعيش في هذه القرية سوى عدد محدود جداً من البشر، قدر عددهم بـ30 شخصاً، رغم أن تعداد سكانها أكثر من ذلك، إلا أن معظمهم يرحلون ويتجولون في المدن الإيطالية والفرنسية المختلفة بحثاً عن حياة أفضل.

ويعتبر الرعي المهنة الأساسية التي يشتغل بها السكان، ويعيش معظمهم حياة بدائية، فلا خدمات إنترنت، ولا كهرباء في فصل الشتاء، ومعظم الخدمات متردية جداً فيها.

ويقصدها البعض لقضاء أوقات خاصة بالاستجمام والراحة، خاصة أنها تتميز بطبيعة ساحرة، وتنتشر فيها حقول اللافندر الأرغواني، وتعتبر مكاناً مناسباً جداً للاسترخاء، وإراحة الأعصاب من صخب الحياة.

وتستضيف القرية سنوياً العديد من العروض المسرحية، التي تضم ممثلين يرتدون أزياء تقليدية، والعروض الفنية، والحفلات الموسيقية، ومهرجانات الرقص الشعبي، وكذلك العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تحتفل بتقاليد بروفانس.

إقرأ أيضاً:  6 من أجمل الشواطئ في هونغ كونغ.. تجب زيارتها والاستمتاع بأجوائها
 

إذا رغبت بزيارة هذه القرية، فعليك التوجه إلى المدينة الشهيرة تورينو، ثم استقلال القطار تتبعه بحافلة حتى تصلها، وهذا في حال كنت قادماً من إيطاليا، أما في حال أردت زيارتها عن طريق فرنسا، فوجب عليك الذهاب أولاً نحو مدينة بروفانس ، ثم تكمل رحلتك بالسيارة إلى "كومبوسكورو".