عبر الناقد السعودي، الدكتور عبدالله الغذّامي، عن سعادته بحصوله على جائزة الشيخ زايد للكتاب، ونيله لقب شخصية العام الثقافية، تكريماً لمسيرة طويلة من العطاء أنجز خلالها الكثير من الدراسات والمشروعات البحثية المهمّة، التي أسهمت في إثراء الحِراك الثقافي إقليمياً وعربياً.
واعتبر الغذامي، في لقاء خاص مع "زهرة الخليج"، أن الجائزة تكريم للثقافة، ولهذا تبحث عن شخصية ترمز لهذا المعنى التكريمي، راجياً أن يمثل الجانب الرمزي للثقافة، وأن تبقى الثقافة هرماً عظيماً، وقال: "هي جائزة مرموقة، وتحمل اسماً مهماً ومرموقاً، والإنسان يسعده أن يتشرف بهذه الرمزية".

 

 

وأشار الغذامي إلى أن الباحث يقوم مقام المرسل، والبحث نفسه هو الوسيلة، ويبقى بعد ذلك الاستقبال والأجيال التي تستقبل، وقال: "نحن الآن نستقبل الجاحظ رغم أنه مات، لكن فكره يعيش مرة أخرى بين أيدينا، والفكر يظل حياً، وإن مات صاحبه المؤلف".
وأضاف: "هذا الرهان الثقافي المعرفي الأجيال تتعاقب عليه، وتصنع امتداداتها باستمرار".
وحول نظرته لإبداع المرأة، وما إذا كان يؤمن بوجود امرأة جميلة ومثقفة، قال: "عندي أربعة كتب عن المرأة واللغة، والمرأة مبدعة منذ الأصل قبل الكتابة منذ أن كانت الثقافة شفاهية، من خلال الحكاية أبدعت نفسها، وحكايات ألف ليلة وليلة إبداع نسوي وإن دون بأيدي الرجال، أعطت رمزياتها وتفكيرها وقوتها، وحين تعلمت المرأة في القرن الأخير كتب واستعملت القلم مثلما استعملت اللسان، وعبرهما عبرت عن وجودها وكينونتها وإحساسها".
وتابع: "المرأة إذا دخلت إلى الثقافة تبدأ بتغيير صيغ الثقافة بمعنى تأنيث اللغة وتأنيث المكان وتأنيث السردة اللغوية وبالتالي تدخل عبر النسق اللغوي".

إقرأ أيضاً: "زهرة الخليج" تلتقي الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2022

ويرى الغذامي أن الانفتاح الذي شهدته المملكة العربية السعودية في السنوات الماضية انعكس على المجتمع كقيمة وفاعلية، وذلك ما نشهده من خلال تزايد عدد النساء اللاتي يعملن في الشركات ويبدعن وينتجن وينافسن، وانعكس على الرجال أنفسهم، وأصبح هناك منافس آخر لهم، وبالتالي أصبحت الدولة مبنية على التنافسية الشريفة والإنتاجية والإبداعية، وهو ليس تنافساً مبنياً على شعار تمكين المرأة بمعني خلق وظائف للمرأة، فالمسألة أبعد من ذلك بكثير وهي خلق فرص ومجال وإزاحة عقبات.
وقال: "جيل الشباب الآن هم الذين يصنعون رؤية البلد برؤية 2030، وبرؤية شبابية مستقبلية متحررة من ضغوط الماضي، ومنطلقة بشروط الإبداع".