يعد المفكر المصري والكاتب في الأدب المعاصر، الدكتور طه حسين، من أعظم أعلام الحركة الفكرية والفلسفية الحديثة المسماة حركة التنوير. وخلال هذه الرحلة الثرية، واجه العديد من التحديات، رغم فقدانه نعمة البصر في سن الثالثة؛ نتيجة خطأ علاجي من قبل ممارس غير ماهر، وهي الحالة التي سببت له قدراً كبيراً من الألم طوال حياته؛ وهو صاحب رؤية ثقافية مستنيرة بارزة، وحصل على لقب «عميد الأدب العربي»؛ لخلقه مشروعاً متكاملاً يتناول الأدب من جميع زواياه.

ولد طه حسين في الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1889، وبالتحديد في قرية بالقرب من مدينة مغاغة، بمحافظة المنيا، وسط صعيد مصر، ووالده هو الشيخ حسين علي، الذي كان يتخذ من التصوف منهجاً لحياته. 

 

 

اختير الأديب طه حسين الشخصية المحورية لمعرض أبوظبي للكتاب 2022، الذي سيعقد في مايو المقبل، وقد علق الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، بأن اختيار المركز «عميد الأدب العربي» وجهاً محورياً للمعرض، في نسخته الحادية والثلاثين، يأتي تقديراً لدوره في الحياة الثقافية العربية، وأعماله الأدبية التي أثرت الثقافة، وأظهرت جمالياتها المكنونة وثراءها.

ترك الدكتور طه حسين، بعد وفاته، إرث قيم أخلاقية، يقدر بأكثر من 380 كتاباً في مجال الأدب والنقد، وأعمالاً أدبية أخرى اتسمت بطابع إبداعي خاص في الكتابة والعرض، الشيء الذي جعلها مثيرة للجدل من قبل النقاد والمثقفين؛ فصدر الكثير من الكتب التي تتناول بالنقد تجربته المعرفية، ما أسهم في إثراء الفعل الثقافي العربي بمكونات خلاقة.

الجدير بالذكر أن طه حسين درس في الأزهر التراث العربي والإسلامي، مع تعمقه في دراسة إنتاج الكثير من المستشرقين القدامى، وصدرت له مؤلفات باللغة الفرنسية؛ ما أكد انفتاحه الناقد على المعارف الغربية، التي قاربها بمنهجه الخاص، حينما كان يعد رسالته للدكتوراه في فرنسا؛ فصدرت له مؤلفات، منها: «نظام أرسطو الأثيني»، و«آلهة اليونان»، وله أيضاً «فلسفة ابن خلدون»، وهذا الكتاب كان أطروحته للدكتوراه عند دراسته في جامعة السوربون، والرسالة كانت باللغة الفرنسية، ثم ترجمها - لاحقاً - الكاتب محمد عبدالله عنان إلى اللغة العربية. وقد اتسمت سيرة طه حسين الأدبية بتمسكه بأصالته، حيث ظل وفياً لواقعه المصري.. رأياً ورؤية.

إقرأ أيضاً: رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» لمحمد النّعاس تفوز بـ«البوكر 2022»