وقع الأميركي ماكس ستانتن، المشهور على مواقع التواصل الاجتماعي بلقب «ماكس الضب»، في حب الإمارات، منذ قدومه إليها قبل نحو 15 عاماً، كغيره من الآلاف الذين يعيشون على أرضها، وينعمون بالأمن والأمان تحت سمائها، وتأثر كثيراً بثقافتها وتاريخها وتراثها، ما جعله يتقن لهجة أهلها، رغم صعوبة الأمر عليه؛ كون اللغة الإنجليزية هي لغته الأم، ولغة عائلته.

يهدف ماكس إلى الترويج، عبر صفحته على «إنستغرام»، للتقارب بين الشعوب وإذابة الفوارق بينها، فهو يرى أن الجميع قد يختلفون في الجنس أو اللغة أو الديانة، لكنهم يتحدثون لغة واحدة هي الإنسانية. ويسعى، من خلال ما ينشره على صفحاته على مواقع التواصل، إلى توضيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن العرب لدى البعض في الغرب، ويظهر جمال اللغة العربية عموماً، واللهجة الإماراتية خاصة.

تحدث ماكس إلى «زهرة الخليج» عن حياته في الإمارات، وسبب اختياره العيش والعمل فيها دون غيرها، وكيف يقضي العيد مع أسرته، والأماكن التي يزورها؛ فكان هذا الحوار:

 

 

 

• كيف تعلمت اللهجة الإماراتية؟

ـ تعلمتها من خلال الممارسة، ومن الحديث مع أصدقائي الإماراتيين، في البداية كان الموضوع صعباً جداً، لكن ما جعله أكثر يسراً هو أن لديَّ عشقاً وشغفاً كبيراً لتعلم اللهجة الإماراتية حتى أكون أقرب إلى أصدقائي الإماراتيين. أنا مؤمن بأن كل إنسان يستطيع أن يحقق أحلامه ويتخطى الصعاب؛ إذا كان لديه الشغف الكافي، ورغم اعتقاد البعض أنني أتقنتها تماماً؛ فإنني مازلت أتعلم ولن أتوقف عن التعلم.

فرحة العيد

• لماذا اخترت تعلم اللهجة الإماراتية بالذات، رغم أن والدك أميركي ووالدتك بريطانية؟

ـ أعيش في الإمارات منذ حوالي 15 سنة، وقد انتقلت للعيش فيها للدراسة بالجامعة الأميركية في الشارقة، لاسيما أن والدي كان يعمل باليمن، وعشنا معه هناك لسنوات. وفي اليمن، بدأ عشقي للغة العربية والثقافة العربية بشكل عام، لهذا بحثت كثيراً عن جامعة في دولة عربية بمستوى أميركا نفسه، ووقع الاختيار على الجامعة الأميركية بالشارقة. وخلال فترات الدراسة الجامعية بالشارقة، أصبح لديَّ الكثير من الأصدقاء الرائعين، وشعرت بتوافق فكري عجيب بيني وبين أصدقائي العرب خاصة الخليجيين، فأنا أعشق مخيمات البر والصيد والتنزه في الصحراء والمغامرات، وهذا ما ربط بيني وبينهم في البداية، وبالفعل كونت أصدقاء كثيرين، وكنا نجتمع في بيوتهم كثيراً، خاصة على المائدة الرمضانية خلال الشهر الكريم.

• كيف وجدت أجواء رمضان والعيد بالإمارات؟ وما الذي يميزها عن غيرها من الدول التي سافرت إليها، خاصة الغربية؟

ـ بالتأكيد يحمل الاحتفال بالشهر الكريم، ومن بعده الاحتفال بالعيد، الكثير من المعاني الجميلة التي يعجز الكلام عن وصفها، وما شاهدته في الإمارات من توافق بين المقيمين، رغم اختلاف جنسياتهم، وأيضاً المحبة والسلام اللذين يعمان المكان من الأمور التي تميز الإمارات. سعادة غامرة وذكريات كلها ود ومحبة من خلال لمة العائلة والأصدقاء طوال السنة بشكل عام، وخلال الشهر الكريم خاصة، وتجمع الناس على موائد الإفطار وسهرات السحور الرائعة، وبعد ذلك يأتي العيد فيصبح الجميع فرحين، وأؤكد أن العيد بالإمارات له طابع خاص ومذاق فريد.. لن نراه في أي مكان آخر بالعالم.

• كيف تقضي إجازة العيد غالباً؟

ـ لا أستطيع أن أترك الإمارات في العيد، وإذا فكرت في السفر؛ فإنني أذهب إلى سلطنة عمان، لكن في اليوم الثاني من أيام العيد، فلابد أن يكون اليوم الأول من أيام العيد بالإمارات للاحتفال مع الأهل والأصدقاء بقدوم العيد، ومعايشة فرحته وذكرياته الجميلة التي يتركها في النفوس كل عام. وفي عمان نتناول «الشوا»، وهي طبخة من اللحم الذي يتم طهيه داخل حفرة كبيرة بالأرض على الفحم يشتهر بها العمانيون، ونستمتع كثيراً مع أصدقائنا هناك بأجواء العيد الرائعة.

 

 

 

حنيذ.. ولقيمات

• ما الأكلات العربية التي تفضلها؟

ـ أعشق الطعام العربي عموماً بجميع أنواعه، من جميع الدول، وأعشق الطعام الإماراتي بشكل خاص، وأحب تناول اللقيمات، وحنيذ اللحم، خاصة أيام العيد، بالإضافة إلى لحم «الشوا» العماني.

• ما الأماكن التي زرتها في الإمارات، وتركت في نفسك أثراً؟

ـ كل مكان بالإمارات له طابع خاص، فعندما ذهبت إلى الظفرة وصحراء ليوا سعدت كثيراً بنقاء الطبيعة، وتقريباً لا توجد إمارة لم أقم بزيارتها، فأنا لديَّ شغف كبير بالتنزه في البر والأماكن المفتوحة، وأتوق دائماً لمشاهدة جمال الطبيعة، وأشعر براحة كبيرة في إمارة الفجيرة، ومن أجمل الفعاليات التي قمت بها هناك الغوص تحت الماء، ومشاهدة الأحياء المائية المدهشة بألوانها المبهجة، حتى البحر والرمال يختلف منظرها البديع من إمارة إلى أخرى، فقد حبا الله الإمارات طبيعة فريدة.

• ما الرسالة التي تريد إيصالها إلى المتابعين، من خلال صفحتك؟

ـ بالطبع التحدث باللغة الإنجليزية هو الأسهل بالنسبة لي، وكان من الممكن أن أتمسك بذلك طوال حياتي، لكنني أرغب في إيصال رسالة لكل من يتابعني توضح روعة وجمال اللغة العربية عموماً، واللهجة الإماراتية خاصة، وأوضح للناس أنه رغم اختلاف الجنسيات والثقافات والديانات في كل دولة، فإننا جميعاً نتكلم لغة واحدة هي الإنسانية، وأرغب في تغيير النظرة السلبية التي قد يستخدمها البعض في الغرب ضد العرب. وأيضاً بالنسبة للعرب أتمنى أن تكون هناك نظرة إيجابية تجاه الغرب، كما أتمنى - من خلال صفحتي - إلقاء الضوء على الأماكن التراثية والأثرية، وجمال الطبيعة في الإمارات.