العلم مع الدراية وتراكم الخبرات عوامل تصنع النجاح، وإذا أضيف إليها تضافر جهود شقيقتين مبدعتين في مجالات الهندسة المعمارية والداخلية وأنظمة الإنارة؛ تتضاعف النجاحات، وتثمر الأعمال. جنان وحيد توما، وجويل وحيد توما، ابنتا حلب البارَّتان المقيمتان في دبي وبيروت، وحّدتا المسيرة والمسار في شركتهما التي تحمل اسم «JWT Design Studio»، بعد أن غرّدتا منفردتين لسنوات طويلة، واكتسبتا خبرات جمة من أعمالهما ومشاريعهما السابقة. التقينا المهندستين الشقيقتين، في حوار مطول؛ للتحدث عن مشوارهما المهني، المفعم بالمشاريع الهندسية المتميزة:

  • جنان

• كيف تعرّفان نفسيكما؟

- جنان: درست في حلب، وأكملت دراستي العليا في الهندسة المعمارية بأميركا. بدأت عملي الخاص عام 2004 في حلب، وملّمة بأعمال التصميم الداخلي أيضاً. أقيم في دبي، ويعمل فريق التصميم في شركتنا منذ 12 سنة. جويل أسست نفسها، ومؤخراً اتحدنا معاً في «JWT Design Studio» في دبي، وكما تعرفين فدبي هي المحور، ولدينا مشاريع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج. كانت لديَّ شركة في سوريا قبل الأحداث الأليمة، لكنني أغلقتها وأبقيت على فريق العمل المؤلف من 12 شخصاً، كانوا يعملون كامل الوقت الذي مضى عن بُعْد، أينما كانوا. وحالياً، أنا متحمسة لنجاح شراكتي مع شقيقتي، وسعيدة باتحادنا في العمل، وواثقة جداً بقدراتنا وخبراتنا، وهو ما كنا نرغب فيه قبل الحرب، كما أنني أحب منظومة العمل الراقية في الإمارات، ولا أشعر بأنني أستطيع العمل في أي مكان آخر.

  • جويل

- جويل: بعد تخرجي في «الليسيه»، انتقلت إلى لبنان، ودرست الهندسة المعمارية الداخلية في جامعة «ألبا». وبعد تخرجي عام 2010، عدت إلى حلب، والتحقت بالعمل مع شقيقتي، ثم بدأت الأحداث آنذاك؛ ما جعل الأعمال تتوقف، وصادف أن حضرت عرساً لإحدى قريباتي في لبنان، ووجدت فرصة للعمل؛ فالتحقت بالشركة، وبقيت في لبنان. عملت بمجال المبيعات، فالهندسة الداخلية، ثم في شركة لأجهزة الإنارة لمدة 5 سنوات، حيث تعلمت كل شيء، وإلى جانب ذلك كنت أتولى مشاريع هندسية منفردة. وقد تكونت لديَّ خبرة بالتصميم الداخلي والإنارة. ونقوم - من خلال شركتنا - بتصميم وتنفيذ مشاريع المباني السكنية الفخمة، والمكاتب، وصالونات التجميل، والمطاعم، والفنادق، كما لدينا اهتمامات بقطاع الترفيه في المستقبل.

أعمال العائلة

• ماذا عن اسم الشركة «JWT Design Studio»؟

- جويل: اسم الشركة مستمد من الحرف الأول من اسم جنان وحيد توما وجويل وحيد توما، و(W) تيمناً بوالدنا الذي توفي عندما كنا صغيرتين.. جويل كانت بعمر 14 سنة، وأنا كانت بعمر 21 سنة.

• كيف تقومان بالمشاريع معاً؟

- جنان: أساساً هي أعمال العائلة، مع العلم بأن خلفية عمل العائلة في قطاع المطاعم والضيافة، لكن كان لدينا شغف بالهندسة المعمارية، والداخلية، والتصميم. ووالدتنا هي ملهمتنا الأولى؛ فلطالما كانت تحثنا على التوجه إلى كل ما له علاقة بالتصميم، فمنذ صغرنا كانت تسجلنا في دروس للرسم؛ فهي رسامة أيضاً، وتحب تزيين المنزل والمطاعم. وأول مشروع لي كان تحويل حوش حلبي تقليدي (بيت قديم) إلى مطعم حلبي أصيل لوالدي، وتعلمت كثيراً من تنفيذ أعمال هذا المطعم. ويسود الانسجام من ناحية العمل في ما بيننا. جويل لديها عملاء يعرفونها، وأنا أيضاً، ولها ميول نحو التصميم المودرن والتراندي، وأنا أميل إلى التصميم المعاصر والأصيل.

إقرأ أيضاً:  أفكار لجعل المطبخ الأبيض العصري يبدو أكثر جمالاً
 

• من الألف إلى الياء.. ما الأعمال التي تقدمها شركتكما؟

- نبدأ من الصفر، وننفذ كل شيء؛ فإذا أتى العميل إلينا ولديه فكرة بباله، يحب - مثلاً - بناء فيلا أو مطعم أو أي مشروع آخر؛ فإننا نبدأ من هذا الموجز الذي يقدمه لنا؛ فنستمع إليه جيداً، ونقطة قوتنا أننا ننفذ بستايلات مختلفة، وهذا ما تعلمته في أميركا، حيث تخصصت في تصميم المباني السكنية. نحن نبدأ من التصميم المعماري، أي تخطيط المساحة، والتصميم الداخلي، والإنارة، ونحدد مواصفات الستائر والمفروشات، وحتى التنفيذ - في حال طلب منا ذلك - نقوم به بكل تأكيد بذلك.

• هل تصممان المفروشات وفق الطلب؟

- في مشاريع عدة، في حال أردنا تصميم البار والطاولات والكونسولات، وغيرها؛ نقوم بذلك، وهي توقيعنا للمشاريع.

عروض ثلاثية الأبعاد

• هل ما نراه على مشروع الـ«3D» ينفذ كما هو على أرض الواقع؟

- جنان: يمكن تنفيذ أي مشروع كما هو، ولا يمكن تفريقه عن الحقيقي؛ ففي مشاريعنا لا يمكنك التفريق بين الـ«3D» والحقيقي، لأن قوة المهندس تكمن في أنه عندما يعطي العميل تصميماً، يجب أن يعرف أموراً عدة، مثل: أن يكون التصميم قابلاً للتنفيذ، وكيفية تنفيذ التصميم حسب ميزانية العميل، وأن يكون خبيراً بتحديد مواصفات المواد المستخدمة في تصميمه. أنا ضد الأفكار التي تذهل العميل، وعند التنفيذ تصبح مكلفة للغاية، وهذا لا نفعله أبداً؛ فنحن واقعيون جداً، حتى إن المواد التي نستخدمها تكون متوفرة أصلاً، ولا نقوم بتخيلها. لكن بالطبع نحن نبحث، دائماً، عن أحدث المواد والابتكارات في عالم التصميم، ونختار المواد الجريئة، والمتميزة، التي لم تستخدم إلا نادراً. فعندما يأتي العميل إلينا فهو يريد بناء حلمه المتمثل في منزل الأحلام، والأمر عبارة عن رحلة شخصية، نكتشف فيها شخصيته، وخلفيته، وأسلوب حياته، نمشيها خطوةً خطوةً معه؛ ليعبر التصميم عنه، وعندما تفهمين عميلك جيداً؛ تستطيعين تنفيذ ما يطلبه بالضبط. 

• إلى أي مدى أسهمت التكنولوجيا في تسهيل مشاريعكما وتنفيذها بشكل أفضل؟ وما مدى أهميتها؟

- إنها مهمة جداً طبعاً؛ فالتكنولوجيا هي كل شيء، بدءاً من تصميم الفكرة، إلى عرض الـ«3D»، فنحن ننفذ مشروعاً سبق أن شاهده العميل، وهذا أمر مهم جداً. ثانياً التكنولوجيا تكمن، أيضاً، في وسائل التواصل الاجتماعي، فكل إنسان لديه شركته الإعلانية الخاصة. مثلاً، حساب «إنستغرام» التابع لنا هو بمثابة قناة إعلاناتنا الخاصة، التي نعرض - من خلالها - مشاريعنا في كل أنحاء العالم. إضافة إلى أن التكنولوجيا أتاحت أمام العميل معرفة ما ينتظره، ويتوقعه. واعتماداً على ميزانيته، قد نأخذه في مسيرة افتراضية داخل المشروع؛ فيشعر كأنه يمشي في منزله. أمر رائع أن يرى العميل منزله بأبعاد ثلاثية، ويدلي بتعليقاته وملاحظاته حوله، ويتحرك المنزل وهو يمشي داخله. أيضاً، هناك برنامج إلكتروني اسمه «BIM» نقوم بالبناء من خلاله، ويعطي معلومات عن كمية بلوك الأحجار التي يحتاج إليها تشييد المبنى، ويعطي الـ«VOQ» لكل مادة تستخدمينها في المشروع. 

نمو وازدهار

• كيف أثر عملكما معاً في نمو وازدهار أعمالكما؟

- جويل: طبعاً «together is better»؛ لأن جنان لديها علاقات متشعبة في دبي، وأنا لديَّ علاقاتي في بيروت؛ فجمع مدينتين أمر مفيد جداً، كما أننا نعمل في كل الدول، ونحن متكاملتان، كما أن جنان خبيرة بقطاع الترفيه أيضاً، لأنها عملت في شركات عدة، واكتسبت خبرات جمة. نحن نعمل بجد ومثابرة، واكتسبنا خبرات كبيرة، وطموحنا كبير. 

• في رأيكما.. ما أبرز الاتجاهات في عالم الهندسة المعمارية والداخلية؟

- جنان: لاحظت اتجاه سكان الخليج نحو البساطة والأصالة؛ فستايل «البوهو»، مثلاً، مطلوب ومرغوب؛ فجوه البسيط يبعث على الفرح، وينعكس تصميم المنزل على الشخصية، إذ تمنح بساطة الأسلوب شعوراً بالراحة.

جويل: هناك «تراندات» عدة في التصميم الداخلي، تمزج بين القديم والجديد، والبراعة تكمن في كيفية استخدام «التراندات»، وجعلها مودرن، وإضافة لمسات مبتكرة وخاصة لكل ما موجود من قبل. لكن، شخصياً، أشعر بأنه ليس هناك اتجاه واحد؛ فهناك: الماكسيمالية والمينيمالية، والمعاصر والمودرن، والفينتج والريترو.. هناك مزيج من كل شيء. 

إقرأ أيضاً:  مرآة غرفة نوم.. أفكار تصميم لإلهامك
 

• ما الذي يمكن أن تخبرانا به عن مشروع «SK» في لبنان، الذي نستعرض صوره؟

- مشروع «SK» يقع في منطقة أدما، بمساحة إجمالية 380 متراً مربعاً. كان نطاق عملنا عبارة عن تصميم وتنفيذ كامل؛ لإنجاز تغيير كامل للمنزل. وكانت علينا مراجعة تخطيط المساحة بالكامل، بما في ذلك مراجعة العمارة الداخلية، رغم التحديات الهيكلية. وتصميم الفيلا الداخلي حديث وعصري وأنيق، وتم ابتكاره كمفهوم فردي ومصمم خصيصاً لتكييف الشكل والمظهر المرغوب فيهما من قبل العميل، مع مراعاة وظائف وجماليات الكمال.