تصاميم فنية مبتكرة، وعمل هندسي متكامل، أُنشئ ليشكل حلقة وصل بين مسيرة قائد فذٍّ، بما تحمله شخصيته من صفات فريدة، وبين أسرته الكبيرة، وكل من يرغب في الوقوف على تفاصيل تلك الشخصية؛ ابتداءً من شغفه بالبيئة، وقدرته على جعل الصحراء نموذجاً مشرفاً للحضارة، وتحويل الموارد المحدودة إلى اقتصاد مزدهر، ودوره البارز كراعٍ للتطور والتقدّم، إلى مكانته كرجل سياسة محنّك.

تجارب تفاعلية

تلك الحكاية يرويها «صرح زايد المؤسس»، من خلال مجموعة من التجارب التفاعلية الفريدة، التي يعرضها للزوار بصورة مبتكرة، وتقدم تواصلاً حقيقياً مع شخصية المغفور له الشيخ زايد؛ القائد والإنسان، كيف نشأت تلك الشخصية القيادية منذ الصغر، وتشبعها بالثقافة العربية الأصيلة، وتقاليدها العريقة، وحكمته ورؤيته الثاقبة التي أبهرت العالم.

على مدى ثلاث سنوات من تدشينه، اكتسب «الصرح» مكانة مرموقة بين المعالم السياحية والثقافية؛ لارتباطه بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي شكلت سيرته مصدر إلهام للأجيال، في القيم النبيلة والإرادة والطموح، حيث أسس نموذجاً فريداً أتاح لدولة الإمارات تحقيق الريادة في مختلف ميادين التقدم، حتى عانقت إنجازاتها السماء.

معالم فريدة

ويتيح «صرح زايد المؤسس» لزواره فرصة التعرف - عن كَثَبَ - إلى ما يحتويه من معالم فريدة، حيث يقوم نخبة من أخصائيي الجولات الثقافية من أبناء الوطن في الصرح بتعريف الزوار بشخصية الشيخ زايد، ومنجزاته الرائدة، وقِيَمِهِ النبيلة، ونهجه الحكيم كرمز للوحدة، وصانع للتاريخ والنهضة التي تشهدها دولة الإمارات.

عند زيارة «الصرح»، لا بد من المرور بمركز الزوار، حيث يعيش الزائر لحظات مهمة مع شخصية المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، من خلال مجموعة من المقابلات التي تمت مع الأشخاص الذين عرفوه عن قرب، وعرفوا مناقبه الشخصية، ما ينقل الزائر إلى تلك الأجواء المفعمة بالإنجاز، كما سيستمع الزائر إلى مقاطع صوتية للمغفور له الشيخ زايد، يتحدث فيها بكلماته عن أفكاره، والقضايا التي تبناها، ودافع عنها.

وفي لوحة فنية فريدة ثلاثية الأبعاد، تتوسط «الثريا» صرح المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، حيث تمتاز بطابع ديناميكي، يُظهر ملامحه من زوايا عدة حول الصرح. وتضم «الثريا» 1327 شكلاً هندسياً متناسقاً، وهي معلّقة على أكثر من 1110 كابلات، وتزن حوالي 250 طناً، وصممت الأشكال الهندسية لـ«الثريا»، بحيث تظهر كالنجوم المتلألئة في أُفق السماء تشع نوراً، وتُرشدنا إلى الطريق الصحيح؛ لتحاكي - بذلك - فكر ومسيرة القائد الذي لطالما استنارت به الأجيال.

نباتات وممشى

وتحيط حديقة النباتات التراثية بجناح العمل الفني، وتضم نباتات وأشجاراً تم اختيارها من مزارع المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وتوفر للزوار ملاذاً هادئاً في مدينة أبوظبي النابضة بالحياة. وتُضفي أشجار الغاف والسدر، بظلالها الوارفة، أجواء تحاكي الغابات والطبيعة الخلابة؛ لتبعث في نفوس الزوار الراحة والهدوء. ونُسّقت الأشجار بطريقة توفر مناطق جلوس مظللة للزوار ضمن المساحات المفتوحة، وبطريقة تسمح لهم بمشاهدة العمل الفني من جهات مختلفة.

وترتبط شجرة الغاف، التي توجد بكثرة، بالأصالة الإماراتية، وتعد رمزاً للصمود في الصحراء، وتخضع اليوم لحماية شديدة، حيث تعد الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، والتي كان غصنها رمزاً لعام التسامح عام 2019. يمتد الممشى في «صرح زايد المؤسس» حول جناح العمل الفني «الثريا»، ويرتفع فوق المساحات الخضراء، متيحاً للزوار مشاهد رائعة، تُطلّ على أفق مدينة أبوظبي الغنية بالمعالم البارزة. ويضم الممشى أقوالاً للمغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، تُظهر عمق معرفته وخبرته بالحياة، وتتناول القضايا التي كانت قريبة إليه.

تراث الأجداد

يُعدّ «الفلج»، الواقع مقابل «الثريا»، بتصميمه المعاصر أحد ملامح الصرح المتميزة، التي تقدم إلى الزائر نبذة عن تاريخ الأجداد، وقدرتهم على التعايش مع ظروف البيئة الصعبة، والعمل على توفير المياه لمساحاتهم الزراعية بالتقنيات البسيطة المتاحة، لتحسين ظروف حياتهم، لاسيّما أن «الفلج» أحد أنظمة الري المبتكرة آنذاك، والتي اعتمد سكان الجزيرة العربية عليها في نقل المياه من منبعها. ويرمز «الفلج»، في «الصرح»، إلى تقدير الوالد المؤسس العميق لتراث الأجداد، ولرؤيته الثاقبة، وخطواته الثابتة، حينما أدرك - منذ بدايات مسيرته الزاهرة - أهمية توفير المياه كعنصر رئيس ومهم في النهوض بالدولة، وتنميتها، وتطويرها.

إقرأ أيضاً:  الفن الإسلامي في متحف ماليزيا
 

الزوار استقبال

يستقبل «صرح زايد» زواره مجاناً، بشكل يومي، من الساعة الـ9 صباحاً إلى الـ10 مساءً، للتعرف إلى شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الإنسان والقائد، ورؤيته الثاقبة، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الزوار؛ للاستمتاع بجمال المكان، في ظل الأجواء الطبيعية، والاستفادة من محتواه ورسائله القيمة.