في عالم من البراءة والطفولة، تطوف عدسة المصورة الإماراتية، مسك السويدي، تلتقط عذوبة التفاصيل، ونقاء اليفاعة في لقطات مبدعة، تخبئ بها ألق ذكريات خالدة لأجمل فترات العمر، متكئة على موهبة واسعة المناهل، تضع بصمة استثنائية للمشهد الفني الفوتوغرافي.. في هذا الحوار، اطلعنا على تجربتها المميزة في تصوير وصناعة المحتوى للأطفال:

• متى بدأ شغفك بالتصوير، وأي مسار فني اتبعتِه؟

- بدأ شغف التصوير لديَّ في المرحلة الابتدائية، في الصف الخامس تحديداً، فكانت مُعلمتي تسمح لي بإحضار كاميرتي الصغيرة في احتفالات المدرسة، مثل اليوم الوطني؛ لأوثّق بها زينة الفصل، وألتقط بها حُلَل الصديقات بالأثواب العربية. كانت مُعلماتي - على مدى السنوات الدراسية - بمثابة المُحرك والدافع الأساسي في بداياتي، فما إن يتم الإعلان عن مسابقة تصوير فوتوغرافي؛ حتى يسارعن لترشيحي فيها. إحدى هذه المسابقات كانت لوزارة الثقافة والشباب، وحزت المركز الأول على مستوى الدولة.

جزء من مسك

• لماذا «البورتريه».. ما الذي يجذبك في الوجوه؟

- مع بداية «إنستغرام»، بدأت متابعة مصورين في مجالات مختلفة، وجربت العديد منها، مثل: تصوير الحياة الصامتة، و«البورتريه»، والأطعمة، والمناظر الطبيعية. لكنني أدركت أنني أميل إلى «البورتريه»، خاصة تصوير الأطفال. فبدأت أولى تجاربي على أبناء إخوتي، وبدأت أدوات التصوير الخاصة بي تزيد شيئاً فشيئاً، إلى أن أصبحت لها بصمة في كل ركن بالمنزل، وبالتحديد مجلس النساء؛ فقد كان بمثابة مخزن لمعدّات وإكسسوارات التصوير، بل بمثابة استوديو مُصغر. إلى أن قام أبي بتخصيص مساحة من مُلحق المنزل للاستوديو، وفيه بدأت استقبال طلبات التصوير بشكل رسمي. وفي سنة «الجائحة» 2020، حاز الاستوديو المركز الثالث كأفضل مشروع مبدع ومبتكر.

• ما نوع الصور التي تحبين التقاطها؟

- أجد نفسي في عالم الأطفال، ليس لما يحمله من نقاء وعذوبة فقط، بل لأن جزءاً من مسك الصغيرة يرافقني في رحلة النضج، ذاته الجزء الخيالي المرِح. فتراني أسرح في ترنُّم خيوط الشمس بين أوراق الشجر، في انعكاس الضوء على زُجاجة، وفي أجراس حبات المطر. كما أن اهتمامي بتصوير الأطفال لا يقتصر على الصور الفوتوغرافية، إنما صناعة محتويات طفولية هادفة، من خلال إنتاج أغانٍ وأفلام قصيرة، تعزز القيم التربوية. أحد هذه الأعمال كان كتابة كلمات وسيناريو كليب «سكّة»، الذي يسرد قصة مُلهمة عن كفالة الأيتام، وقامت بأدائه النجمة المبدعة وديمة أحمد.

قصة.. وصورة

• أين تبحثين عن الإلهام الفني في صورك؟

- أجد الإلهام في بيت شعر، لحن أُغنية، مشهد سينمائي لافِت، وأحياناً في قلب نَص. 

إقرأ أيضاً:  كيف تمنعين أطفالك من الإصابة بالإدمان الإلكتروني
 

• إلى أي مدى تشعرين بالرضا عن تحقيق الأفكار الرائعة وراء صورك؟

- أشعر بقدر كبير من الرضا عن المستوى الذي وصلت له، وما يسعدني حقاً أن تُعرف أعمالي في المعارض دون النظر إلى الاسم؛ فهذه البصمة التي صنعتها هي التي تدفعني، الآن، إلى المواصلة والابتكار في هذا المجال.

• هل هنالك لقطة مفضلة لديك.. وما القصة وراءها؟

- كل لقطة تأخذها عدستي هي قصة مُصورة، تحمل في طياتها الكثير من المشاعر، وكل صورة تسرد حكاية مختلفة. واحدة من صوري المفضلة هي صورة الأخوات الخمس، ففي تفاصيلها نرى الاختلاف في ملامح الأخوات، إلا أن ما يجمعهن هو الحُب والأُلفة؛ فعفوية هذه الصورة جعلتها من مُفضلاتي.

إقرأ أيضاً:  طريقة سهلة لحذف رسائلك كاملة من «Gmail»
 

• ما المشاريع التي ترغبين في إنجازها مستقبلاً عبر عدستك؟

- نوعية الأعمال التي أتطلع إلى تنفيذها في المستقبل ستسلط الضوء على الأزياء التراثية، وإبراز جماليات تفاصيلها. أما بالنسبة لأعمال الفيديو، فستطرح قضايا مجتمعية، تُعنى بالطفل ونشأته.