في أول زيارة له إلى دولة الإمارات، تفقد باسكوال جونيور ناتوزي، المدير الإبداعي لشركة ناتوزي للمفروشات الإيطالية الفاخرة، صالة عرض ناتوزي في دبي، حيث التقى مديري وموظفي الشركة، واستعرض معهم أحدث تطورات وإبداعات صناعة الأثاث، مبديًا إعجابه بالذوق الرفيع الذي يتمتع به مواطنو وسكان الإمارات، ومدى الانسجام الثقافي بين الإمارات وإيطاليا، بلده الأم، وشغفهما بالطبيعة والبساطة والضيافة، التي تعتبر من أبرز العناصر الطبيعية للابتكار والإبداع، خاصة في صناعة الأثاث.

وفي حوار خاص مع "زهرة الخليج"، استهل ناتوزي حديثه عن نشأته في الشركة، مشبهًا إياها بقطعة ألماس تحولت إلى عقد ألماسي، ثم إلى سلسلة من الألماس، معربًا عن امتنانه لوالده المؤسس باسكوال ناتوزي، الذي علمه شغف الصناعة والحب واحترام الأشخاص الذين أوصلوه إلى ما هو عليه الآن. ولم تكن رحلة ناتوزي سهلة، فقد أمضى حياته في الشركة متدرجًا من مسؤولية إلى أخرى، ولم يكلّ لأنه يؤمن بالجدارة التي لا يمكن منحها أو وراثتها من أحد، بل شيء عليك أن تكتسبه بنفسك.

وقال ناتوزي: "كنت طموحًا للغاية، بدأت أتدرب بدعم من فريق من الخبراء المتخصصين في مختلف مرافق الشركة، وفي ذلك الوقت كنت أشرف على قسم الاتصالات والتسويق، إلى أن بدأت أطلب المزيد من المسؤولية، وأن أثبت جدارتي للعائلة والشركة. وبعد هذه الرحلة التي استمرت ما يقرب من عشر سنوات، تم تعييني قبل عام الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية، فأنا الآن أشرف على عمليات التسليم كاملة والتصميم الداخلي وهندسة المتاجر والترويج والاتصالات والتسويق والترويج المرئي والمالية، وكل شيء فعليًا".

وتابع ناتوزي: "صحيح أنني أرتدي العديد من القبعات ما يجعل رأسي ثقيلًا، لكن رقبتي أصبحت أقوى، وكنت دائماً أقول لفريق عملي: دعونا نعمل كشركة ناشئة، لنفكر كشركة ناشئة، لأننا بذلك نقود للتغيير، ونعيش فترة الانتقال ونغيّر الكثير. وهاذا ما حققناه مع (ناتوزي) في جيلها الثاني، لكننا بالطبع بحاجة للسعي والجهد والاستثمار في قدراتنا قبل أن نحقق الأرباح. فأنا أستثمر وقتي حتى لو تطلب الأمر مجهوداً إضافيًا، فإنني أؤمن بما أفعل حتى النهاية".

وفي سياق حديثه عن جائحة "كورونا"، وماذا غيرت في نمط الحياة وصناعة الأثاث، قال ناتوزي: "بعد الوباء، ما أراه فعلاً هو العودة إلى القيم الأكثر أصالة، والتطلع إلى شراء منتجات تدوم لفترة أطول ومريحة أكثر وبأعلى مستوى الجودة والاستدامة، بحيث يشعر الناس بأنهم يشترونها لتكون خالدة وحقيقية، كالعودة إلى الجذور، أو كأن يكون لديك عش خاص بك تحتضنه وتحميه وتعتني به، فالهدف هنا ليس اقتناء منزل لمجرد أنه رائع، بل ليكون لديك منزل مستدام تعيش فيه لمدة أطول وبراحة أكبر".

وعن التناغم بين شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، ركز ناتوزي على التقاليد الأصيلة، التي تتمتع بها هذه الشعوب، مثل: البساطة والضيافة وحب الطبيعة، التي تنتج أفضل الإبداعات والابتكارات كالمطبخ الشرق الأوسطي الذي يرتكز على المكونات الطبيعية والبسيطة؛ لينتج أفضل النكهات والأطباق، إذ يقول: "هذا ما نفعله في ناتوزي، إذ إننا لا نريد أن نأخذ أكثر الأشياء فخامة أو جنونًا أو صعوبة، بل نريد الاستفادة من البساطة ورعايتها وحصادها وتطويرها إلى شيء أكثر إفادة".

 

 

أما عن الاتجاهات، فقال ناتوزي: "أعتقد أن الإبداع تجب دراسته جيداً قبل تقديمه، فأنت لا تريد فقط القيام بأشياء يمكن أن تكون خيالية ومجنونة لمجرد أنك تريد ذلك، فعليك التركيز على ما هو مناسب للناس، فهو مزيج بين أن تكون مبدعًا بما يكفي لإنشاء تصميمات جديدة، ووظائف جديدة، وأن يكون لديك فهم راسخ لاتجاه الشركة وحمضها النووي. في الحقيقة، لا توجد قواعد محددة يمكنك اتباعها، لكن من المؤكد أنه إذا كنت موجودًا، ولديك الفضول لمعرفة كيف يتغير العالم، ويتطور في عوالم مختلفة، مثل: عالم الأزياء والتصميم والسينما والفن والتصوير الفوتوغرافي، بإمكانك إحداث التغيير، وهذا ما أحرص عليه دائمًا". 

ويعتقد ناتوزي "أن شعوب منطقة الشرق الأوسط، بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، تتشارك معنا في صلة الدم، فإن هذا الدفء الذي يجري في عروقنا يجعلنا حقًا أفضل الناس في حسن الضيافة". وأضاف: "أحيانًا، يطلب العملاء من شركة ناتوزي تصميم طاولة طعام طولها عدد كبير من الأمتار، فعلينا استضافة الناس، ونريد غرفة جلوس كبيرة. صحيح أن المنازل هنا أكبر من منازلنا، لكن فكرة الضيافة والترحيب بالناس هي شيء نشعر به، ونتشاركه في كل مكان".

كما اعتبر ناتوزي أن منتجات "ناتوزي" تحظى باهتمام واسع من سكان الإمارات، قائلاً: "إننا معروفون جيداً هنا، فمعظم السكان في هذه المنطقة من المسافرين، وهذا ما يجعلنا قريبين جداً عالميًا وخارجيًا، ومحط تقدير لدى الناس".

وتطرّق ناتوزي إلى مجموعة "ناتوزي" الجديدة، تحت مسمى "مجموعة الانسجام" (Circle of Harmony)، التي جمعت عدداً من مصممي الأثاث والديكور المبدعين، مؤكداً لأنه لا حدود لـ"ناتوزي" في الإبداع والتصميم، ويقول: "إنني لا أبحث عن أشخاص يرغبون فقط في إقامة علاقة تجارية مع (ناتوزي)، فأنا منفتح للعثور على أشخاص يمكنهم أولاً، وقبل كل شيء، التعبير عن إبداعهم في أفضل حالاته، وثانيًا أشخاص يثقون بي، ويؤمنون بإمكانات (ناتوزي)، حتى يتجلى شغفهم، ويصبح حقيقة وينتشر، فإن (Circle of Harmony) هي حقًا المكان الذي يحدث فيه هذا السحر، وإذا صح التعبير إنها كحديقة المواهب أو بستان الزيتون، حيث نقوم أنا والمصممون المبدعون بمزج الحمض النووي للإبداعات لتطوير الحمض النووي لـ"ناتوزي"، وصنع أفضل مزيج، وهذا ما نفعله، نحن نمزج الإبداع، وأنا أحب التنوع وأحاول دائمًا العثور على أكثر التصميمات تنوعًا، والأكثر جنونًا، لأننا إذا اخترنا نفس التصميمات والاتجاهات، فسنصبح في نهاية المطاف مملّين. لذلك نبحث عن شخص جديد، شخص مجنون، شخص مختلف، حتى نتمكن معًا من خوض التجربة وإنتاج الأفضل".

 

 

إقرأ أيضاً: إكسسوارات «ناتوزي إيطاليا».. إبداع وحرفية
 

تأسست "ناتوزي" لصناعة الأثاث الإيطالي الفاخر عام 1959 من قبل باسكوال ناتوزي. وتصنع مجموعة "ناتوزي" للتصميم وتبيع مجموعة واسعة من المجالس والكراسي والأثاث وإكسسوارات المنازل. ومجموعة "ناتوزي" هي أكبر شركة أثاث إيطالية، واللاعب العالمي الوحيد في هذا القطاع مع سبعة مصانع للإنتاج، و12 مكتباً للمبيعات، وأكثر من 1200 نقطة بيع في جميع أنحاء العالم. وتعد الأخلاق والمسؤولية الاجتماعية والابتكار والمصنعية والإدارة المتكاملة للسلسلة القيمة بأكملها نقاط قوة، جعلت مجموعة "ناتوزي" الشركة الرائدة في السوق العالمية.