لايزال خبراء البيئة يحذرون من استخدام الأكياس البلاستيكية، معتبرين أنها تشكل ضرراً كبيراً بالبيئة، خاصة تلك التي تستخدم لمرة واحدة.

وفي هذا السياق، تقول المحامية المختصة بالبيئة، سماح سلطان، لــ"زهرة الخليج"، إن ضرر الأكياس البلاستيكية يكمن في كونها تنتهي في المحيطات والبحار بعد التخلص منها، وتؤثر بشكل كبير في أحد أهم المفاصل البيئية الغنية بالكائنات الحية، الذي يعتبر كذلك مصدراً غذائياً للإنسان، عدا قيمة البحار والمحيطات الاقتصادية لجميع دول العالم، والمجتمعات التي تعتاش من العمل في البحار.

وتوضح سلطان أن مشكلة هذه الأكياس تكمن في عدم تحللها أبداً، موضحة أن البدائل متوافرة، وكثيرة منها الأكياس المصنوعة من القماش، التي تستخدم لأكثر من مرة، أو الأكياس الورقية.

وترفض المحامية المتخصصة بقوانين البيئة أن تكون الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل بديلاً لتلك المستخدمة لمرة واحدة، لأن هذه الأكياس لا تتحلل بشكل كامل، وإنما تصبح على شكل جزيئيات صغيرة تبقى موجودة في النظام البيئي.

وتبين أن الغريب في الأمر أن استخدام هذه الأكياس بدأ كوسيلة صديقة للبيئة، بهدف الحد من قص الأشجار التي استخدمت قشورها وجذوعها في صناعة الأكياس الورقية، لكنها ورطت البشرية في مشكلة أكبر بسبب كثرة استخدام البلاستيك، وبتنا بحاجة ماسة لعكس هذه النظرية وإيجاد التشريعات والسياسات وفرض القوانين التي تتبع مبدأ الثواب والعقاب مع مستخدمي البلاستيك، وهو الأمر الذي طبقه فعلاً عدد من الدول حول العالم، وكانت الإمارات سباقة في هذا الشأن.

الإمارات

  خطت دولة الإمارات خطوات جادة في الحد من استخدام البلاستيك غير القابل للتحلل، فقد أطلقت عام 2009 مبادرة "الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية" لمدة 3 سنوات متواصلة، بهدف الخفض التدريجي لإنتاج واستخدام الأكياس البلاستيكية والمنتجات البلاستيكية غير القابلة للتحلل، ولضمان المحافظة على الموارد الطبيعية، وتحقيق الأمن البيئي بدولة الإمارات.

بينما بدأت حكومة أبوظبي، اعتباراً من 1-6-2022، وذلك في إطار سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة التي أطلقتها في 2020، تعزيز الحياة المستدامة لجميع سكان أبوظبي.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي، على حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن "الهيئة دعت منافذ البيع بالتجزئة في الإمارة لتوفير أكياس بديلة صديقة للبيئة، وقابلة لإعادة الاستخدام مقابل رسم رمزي لتشجيع المستهلكين على تبني هذا التغير الإيجابي في السلوك البيئي، دعماً لجهود الإمارة نحو تحقيق مستقبل صديق للبيئة".

كما أطلقت في دبي حملة "دبي تستطيع"، التي تهدف إلى المساعدة في تخفيض استخدام الأكياس البلاستيكية إلى حد كبير، من خلال التوعية بأهمية البدائل البلاستيكية من القوارير والأكياس، باستخدام أحدث الابتكارات التحويلية.

وتهدف هذه المبادرة إلى حظر بيع الأكياس البلاستيكية في محال البيع بالتجزئة، إلى جانب حظر كامل للأكياس البلاستيكية في غضون سنتين.

وفي هذا الشأن، سبق أن أعلنت دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، حظر استخدام الأكياس البلاستيكية في عجمان العام المقبل 2023، وهو النهج الذي تسير عليه جميع الإمارات.

إقرأ أيضاً:  مشاهير أصدقاء للبيئة.. كيف نادى النجوم بأضرار التلوث البلاستيكي؟
 

 الدنمارك

تعتبر الدنمارك أول دولة أوروبية أقرت قانوناً لمنع استخدام الأكياس البلاستيكية واستخدام البدائل الصحية، وكان ذلك في 1993، ففرضت قانوناً بدفع بدل نقدي للحصول على كيس بلاستيكي، ما ساهم في انخفاض استهلاكها بنسبة 60%.

مصر 

في يونيو عام 2019، أصدر محافظ البحر الأحمر قراراً بمنع استخدام البلاستيك، بناءً على مذكرة قدمتها جمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر (هيبكا).

وجاءت المذكرة للتوعية بالأخطار البيئية الناتجة عن استخدام البلاستيك على النظام البيئي، وصدر قرار رسمي في نفس العام يمنع استخدام البلاستيك اعتبارًا من 1 يونيو 2019.

تايوان

فرضت تايوان حظراً على استخدام الأكياس البلاستيكية والقش والأواني البلاستيكية والأكواب في فبراير 2019.

فرنسا

أصدرت فرنسا عام 2015، قانوناً منعت بموجبه استخدام الأكياس البلاستيكية، وقامت بعده بعام بمنع استخدام الأكواب البلاستيكية والأطباق وأدوات المائدة.

رواندا

  فرضت عام 2008 حظراً على جميع الأكياس البلاستيكية، واعتبرت بالفعل أول دولة خالية من البلاستيك في العالم، كما فرضت عقوبات وغرامات على من يستخدم الأكياس البلاستيكية، وقامت باستبدالها بمواد صديقة للبيئة مثل القماش.

كينيا

اعتبرت كينيا من أكثر الدول تشدداً في منع استخدام الأكياس البلاستيكية، فقد أقرت عام 2017 قانوناً يهدف للحد من التلوث الذي تسببه المواد البلاستيكية، ووضعت عقوبة السجن لمدة 4 سنوات أو دفع غرامة 50 ألف دولار، لكل من ينتج أو يبيع أو حتى يستخدم الأكياس البلاستيكية.

ويسمح القانون الكيني للشرطة بملاحقة حتى كل من يحمل كيساً بلاستيكياً. لكن وزيرة البيئة جودي واكهونغو قالت إن تطبيق القانون سيكون أولاً على المصنعين والموردين.

المغرب

فرضت في عام 2016 قانوناً، يمنع استخدام البلاستيك، حفاظاً على البيئة وكوكب الأرض.

إقرأ أيضاً: حظر الأكياس البلاستيكية في أبوظبي
 

الصين

أقرت الصين عام 2018 قانوناً يحظر استيراد النفايات البلاستيكية، وذلك بهدف تخفيض المواد البلاستيكية والتخلص منها، لتكون بذلك خطوة إيجابية نحو حياة بيئية مستقرة.