يهتم الكثيرون بالقراءة والمطالعة، ويمنحونها وقتاً طويلاً من يومهم، بهدف التزود بالمعلومات أو تقوية اللغة، وغيرها من فوائد القراءة، سواء كانت لكتاب أو مجلة أو صحيفة أو قراءة أحد المواضيع عبر المواقع الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي.

وتعاني الكثيرات عدم قدرتهن على حفظ المعلومات التي يقرأنها، بسبب مشاغل الحياة والتفكير بأمور متعددة فيها قد تشغل بالهن، وهو ما يلغي فائدة القراءة بشكل كبير فليس مهماً عدد الكتب التي تقرئينها ولكن الأهم حجم المعلومات التي بإمكانك تخزينها وحفظها والإفادة منها وإليك بعض النصائح التي ستساعدك على تذكر هذه المعلومات الموجودة داخل الكتب أو أي شيء تطالعينه.

تقول الأستاذة المساعدة في علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة تكساس، أليسون بريستون، في إحدى دراساتها: "نعتقد أن إعادة عرض الذكريات أثناء الراحة تجعل الذكريات السابقة أقوى، ولا تؤثر فقط على المحتوى الأصلي، بل تؤثر أيضاً على الذكريات القادمة. فلا شيء يحدث في عزلة، وعندما تتعلم شيئاً جديداً، فأنت تذكر كل الأشياء التي تعرفها والتي لها علاقة بتلك المعلومات، عندها فقط تُدخل المعلومات الجديدة في معرفتك الحالية".

وتقدم الدكتورة أليسون، خلال هذه الدراسة، عدداً من النصائح، وتالياً أهمها:

1. حدِّدي عقلياً النقاط أو المفاهيم الرئيسية.

2. دوِّني بعض الملاحظات، واختاري الأكثر أهمية منها.

3. ضعي في اعتبارك تشعبات أو آثار المحتوى.

4. فكِّري في كيفية ارتباط المحتوى بشخصيتك وتجاربك.

وبناء على هذه النصائح، يجب عليك تحديد ماذا ستقرئين، ولماذا ستقرئين تحديداً هذا الكتاب؟

إقرأ أيضاً:  أكاديمية الشعر تطلق طبعات جديدة لكتب صدرت على نفقة الشيخ زايد
 
ومن الأمثلة على ذلك أنك عند قراءة مقال علمي، ستكونين على علم مسبق بحاجتك الكبيرة إلى التركيز المفرط، بهدف فهم المصطلحات الصعبة والمعقدة بداخله أو الرسوم والنتائج والأرقام.

كما ينصح بعض الخبراء بالبدء بطرح أسئلة عميقة حول المحتوى المخصص للقراءة، وتقمص دور المحقق وطرح الأسئلة التالية على المادة التي تقرئينها وعليك إجابتها بنفسك وهذه الأسئلة هي: (ما؟ متى؟ أين؟ لماذا؟ كيف؟)، على أن يتم طرح هذه الأسئلة مع كل صفحة تتم قراءتها.

  بعد ذلك، بإمكانك الانتقال لمرحلة أكثر نضجاً، وطرح ما هو أكثر عمقاً، على سبيل المثال لنطرح الأسئلة التالية:

  · ما نية المؤلف أو جدول أعماله؟

  · ما ظروف السلطة الحاكمة؟

  · من المستفيد إذا كان ما تقرأه صحيحاً؟

  · متى يكون هذا البيان غير صحيح؟

  · ما الحجة المضادة؟

 · ما العواقب؟ ما الذي يتغير إذا كان يتم طرحه صحيحاً؟

  فكلما طرحت هذه الأسئلة، وأجبت عليها بطريقة أكثر عمقاً فإن المعلومات ستعلق بذاكرتك بشكل أفضل، وستتذكرينها بشكل طبيعي؛ لأنك كنت تختبرين القراءة بشكل عام.

إقرأ أيضاً:  رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» لمحمد النّعاس تفوز بـ«البوكر 2022»
 

  وفي لمحة بسيطة، سنضع بين يديك أهم أسباب عدم تذكرنا لما نقرأ، ذلك أن الكثير من الناس لا يطلعون بشكل صحيح على المفردات التي يقرؤونها، وبالتالي لا يعرفون معناها، إضافة لعدم وضع هدف للقراءة، أو تخصيص فترات زمنية محددة لها، عدا أن القراءة السريعة ومسح الفقرات مسحاً يصعبان كثيراً تذكر المعلومات، وعلى الأرجح لن يتذكر الشخص أي شيء منها.

  وبالتالي، لا بد من تجربة القراءة مع فهم المصطلحات، ووضع هدف وغاية منها، وفهم كل صفحة بشكل كامل قبل الانتقال للصفحة التي تليها.