أثار الشاعر المصري، ناصر دويدار، جدلاً واسعاً في الشارع المصري، بعد أن تعمد الإساءة لأم كلثوم وتاريخها، خلال ندوة أقامتها لجنة التذوق الأدبي والفني باتحاد الكتاب، استضافت فيها الشاعر دويدار، الذي قال عن أم كلثوم: "تزوجت وصاحبت 11 رجلاً، واستغلت دور الشاعر الولهان اللي لعبه أحمد رامي، ولعّبته على الشناكل، لأنه وقع في يد واحدة موالدية"، ويقصد أنها تربية موالد.

وأضاف الشاعر، خلال الندوة ذاتها، واصفاً أم كلثوم: "وبالمناسبة.. منظر أم كلثوم ملخبط".

ولم يكتفِ الشاعر بهذا القدر، بل استمر بالإساءة لكوكب الشرق، قائلاً: "أم كلثوم أنانية ورقصت رامى على الشناكل، ورامى عنده عطل عاطفي، كما أن أم كلثوم سرقت أغنيتين لشاعر شاب وادتهم لكبار الشعراء يشتغلوا عليهم.. والعلاقة بين أم كلثوم ورامي كانت علاقة ذئب بفريسته، ويقال إن هناك شاعر اسمه علي مهدي أعطى أم كلثوم قصيدتين وراح يشيع أن الست ستغني له، وقامت أم كلثوم بتفصيص القصيدتين ومنحتهم لشعراء كبار ليبنوا عليهم".

  • الشاعر المصري، ناصر دويدار

وتسبب تسريب الفيديو، بعد عشرة أيام من إقامة الندوة، في صدمة كبيرة بالوسط الفني المصري لما حملته هذه الفيديوهات من إساءة كبيرة بحق واحدة من أهم رموز الثقافة والفن في تاريخ مصر، وكذلك لشاعر مصري كبير، وعلى الفور أصدرت نقابة المهن الموسيقية في مصر بياناً شديداً، استنكرت فيه هذا التصريحات، ورفضت أي إساءة لأم كلثوم، ولأيٍّ من شعراء مصر الكبار، الذين شكلوا علامة ثقافية بارزة في تاريخها.

وبدأ البيان بالقول: "مصرُ حاضرةٌ في الزمان وراسخةٌ كالطودِ في المكان، ومهما حاول الطامعون والطامحون لتصغيرها فإنها تعلو ولا تُهان حين يتطاول على رموزها".

إقرأ أيضاً:  مصطفى قمر: اقترحت أن تغني نانسي «يا طبطب يا دلع»
 

وجاء في البيان كذلك: "محاولة النيل من تاريخها كل صغير وممول فإن كيده في نحره، ولن ينال غير الخسران". وأضاف بيان نقابة المهن الموسيقية: "نقابة المهن الموسيقية لكونها القلعة التي يحتمي ببرجها التراث الفني والثقافي من كل متطاول وعابث ومتآمر، فإنها تقف لهؤلاء بالمرصاد وتدين كل محاولات النيل من تراثنا ورموزنا الفنية مثل كوكب الشرق سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي كانت توحد الأمة العربية في كل شهر على قلب رجل واحد، لسماع شدوها الذي يأسر القلوب والألباب".

وأدان البيان حديث الشاعر دويدار، بالقول: "تدين نقابة الموسيقيين أي تطاول على شعراء مصر الذين ترسخوا في وجدان المصريين والعرب جميعاً، وصاروا من علامات ثقافتها ونهضتها، ومنهم الشاعر الفذ أحمد رامي، وأمير الشعراء أحمد شوقي، والشاعر أحمد شفيق كامل، والشاعر عبدالوهاب محمد، وغيرهم ممن تغنوا بحب مصر وأمجادها".

إقرأ أيضاً:  ركين سعد تحمس المشاهدين لمسلسل «ريفو».. وهذه تفاصيل شخصيتها
 

واختتم البيان بالقول: "تحذر نقابة المهن الموسيقية كل صغير ومتجاوز وممول من التطاول في حق رموز شكلت وجدان وتاريخ المصريين والعرب، وتؤكد على الشعبين المصري والعربي أن الهجمة الشرسة على الفن والثقافة المصرية ورموزها هو أمر ممنهج لتصغير دور الفن المصري، حتى يسهل غزو ماضينا وتراثنا لترسيخ ثقافة وفن لا يحملان سمات وأخلاقاً مصرية وعربية عريقة.. تحيا مصر ثقافة وفناً وحضارة وقيماً أخلاقية باقية، رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين".

ولم تتوقف ردود الفعل في مصر عند نقابة المهن الموسيقية، فعبرت أسرة أم كلثوم عن غضبها الشديد مما حدث في الندوة، مؤكدة أنها ستلجأ للقضاء لمحاسبة الشاعر على ما صدر منه.

وكذلك قررت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، برئاسة مدحت العدل، التقدم ببلاغ للنائب العام، ضد الشاعر ناصر دويدار، بتهمة الإساءة للشاعر الكبير أحمد رامي، الذي يُعد أحد رموز ومؤسسي جمعية المؤلفين والملحنين، وكذلك كوكب الشرق الفنانة الراحلة أم كلثوم.

الشاعر يعتذر

وبعد هذه الجلبة التي أحدثتها تصريحات الشاعر ناصر دويدار، قام ذات الشاعر بتوجيه اعتذار، معلناً براءته مما نسب إليه، رغم أنه جاءت في مقاطع فيديو موثقة، وقد جاء في اعتذار الشاعر: "من أكون أنا حتى أسيء لسيدة الغناء، وشاعر كتبت عنه مقالات مطولة تؤكد حبي واحترامي له؟".

وأضاف أنه يعاني جلطة تؤثر به ولا يعلم بها النقيب علاء عبدالهادي والطبيب المعالج له، مؤكداً أن الفيديوهات المنشورة اقتطعت من سياقها، وأنه لم ينسب الكلام لنفسه، وإنما كان ينقل بعض الروايات، وأنه وبكل شجاعة يعتذر إلى روح سيدة مصر العظيمة أم كلثوم، والشاعر العظيم أبو الشعراء أحمد رامي.