يرى الصحافي في مجلة "فوربس" برنارد مار، في كتابه "الاتجاهات التكنولوجية في الممارسة"، أن الاتجاهات التكنولوجية الخمسة التالية، سيكون لها التأثير الأعمق على المجتمعات البشرية بشكل كامل، وقد تغير نمط حياة الجنس البشرية بصورة كلية:

1. الذكاء الاصطناعي:

يعرف الكثيرون الذكاء الاصطناعي بأنه قدرة الآلات على التعلم والتصرف بذكاء، واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام وقد يصل مستوى هذا الذكاء لغاية التنبؤ بالنتائج المستقبلية بناءً على ما تتلقاه وتخزنه من بيانات.

ولهذا الذكاء دور محوري في تغير نمط الحياة، قد يكون أكبر مما يتخيله البعض بكثير، ويشير برنارد مار في كتابه لتوفر العديد من المنتجات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، بدءًا من منتجات "أمازون"، مثل: "أليكسا"، و"سيري"، وتوصيات شبكة "نتفليكس"، و"سبوتيفاي" المخصصة، إضافة لكل ما نقوم به في محرك "غوغل"، وكذلك الفحوصات الأمنية لعمليّات شراء بطاقات الائتمان الاحتيالية وتطبيقات المواعدة، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، وغيرها الكثير.

ويبين برنارد في كتابه أن الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يُحدث ثورةً في كل جوانب الحياة دون استثناء، وأنه أكبر حدث في تاريخ البشرية ولكن ستيفن هوكينغ يخشى أن يكون هذا الذكاء آخر حدث لدى البشرية أيضاً، ويتمثل خطر الذكاء الاصطناعي بتلك الأسلحة المدعومة بهذا الذكاء، والتي تتسابق الدول عليها.

وفي جوانب أخرى، لولا الذكاء الاصطناعي لما شهد العالم هذا التقدم المذهل في الإنترنت وعالم الواقع الافتراضي، وعلى سبيل المثال تقنيات المياه الحديثة والسيارات القيادة الذاتية، وغيرها الكثير.

ومن شأن هذا الذكاء أن يغير مفهوم العمالة وقد يؤدي إلى إلغاء الكثير من الوظائف بسبب الأتمتة، وتصبح الروبوتات بديلاً حقيقياً عن البشر في سوق العمل، وقد تحتل جميع الوظائف بلا استثناء.

ولكن الكاتب يعتقد أن هذا الأمر جيد، وسيحسن حياة البشر القادرين على إيجاد وظائف جديدة.

2. تكنولوجيا الجينات

تركز هذه التكنولوجيا على فهم ومعالجة الحمض النووي وجينوم الكائنات الحية. أما التحرير الجيني، فهو عبارة عن مجموعة من التقنيات التي تمكن الهندسة الوراثية من تغيير الحمض النووي والبنية الجينية للكائنات الحية.

  وتتطوّر هذه التكنولوجيا الحيويّة إلى النقطة التي يُمكن فيها تغيير الحمض النووي المشفر داخل الخلية، وهذا من شأنه أن يؤثّر على الخصائص أو السمات التي ستميّز باقي السلالة، سواء كان ذلك في النباتات، أو الحيوانات وحتى البشر.

  وطورت هذه التكنولوجيا قدرة البشر على إجراء العديد من البحوث الخاصة بتعديل الجينات في مجال الرعاية الصحية. ومن أكثرها إثارة للاهتمام، مشروع تصحيح طفرات الحمض النووي التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة، مثل: السرطان وأمراض القلب.

ويطرح عدد كبير من العلماء والبشر مخاوف أخلاقية وقانونية لهذه التكنولوجيا، أكثر من غيرها بكثير، ويتساءلون: "ماذا لو؟"، عندما يتعلق الأمر بالتلاعب والتحرير الجيني؟ لهذا السبب حظرت معظم بلدان العالم تعديل الجينات، ومنها تقريباً جميع الدول الأوروبية.

  3. إنسان بواجهة حاسوب

وتعني تلك الأجهزة والتقنيات التي يرتديها الناس، وتساعدهم على تحسين أدائهم البدني والعقلي وعيش حياة أفضل وأكثر صحة، ومن أكثرها انتشاراً عصابات المعصم لتعقب اللياقة البدنية والساعات الذكية، وهي عبارة عن أجهزة صغيرة وسهلة الارتداء تراقب أنشطتنا البدنية وتوفر رؤى تساعدنا على عيش حياة أكثر صحة ورفاهية وإنتاجية.

وتشمل هذه الأجهزة كذلك الملابس الذكية، مثل أحذية الجري التي يمكنها قياس خطواتك وأدائك، والتقنيات المتطورة مثل الأطراف الاصطناعية الروبوتية، والتكنولوجيا الروبوتية القابلة للارتداء المستخدمة في المواقع الصناعية.

وهذا التقدم التكنولوجي يجعل الكثيرين يعتقدون أن البشر والآلات سوف يندمجون في نهاية المطاف لخلق ما يسمى "البشر المعززون" أو ما بعد الإنسان (transhumans)، أو بشر رقميين 2.0، حيث يُعزز جسم الإنسان بالتقنيات تماماً مثل سيارة رياضية لتحسين الأداء البدني والعقلي على حد سواء. وهذا الأمر من شأنه أن يغيّر عالم الطب، وربما يتحدى في النهاية فهمنا لما يعنيه أن نكون بشراً.

إقرأ أيضاً:  طريقة سهلة لحذف رسائلك كاملة من «Gmail»
 

4. الواقع الممتد

يشمل هذا المصطلح الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط، ويتيح هذا الواقع للأشخاص طرقًا مثيرة وجديدة كلياً لتجربة العالم من حولهم، فهو على سبيل المثال يتيح لنا تجربة المنتجات قبل شرائها، وكذلك القيام بتجارب رقمية مثيرة أكثر، ومن المتوقع أن يغير هذا الواقع طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا بشكل كلي.

وتعد تقنيات الواقع الممتد فكرة للعالم الافتراضي الذي يمكننا أن نكون فيه ما نريد أثناء استكشاف العالم الرقمي للألعاب أو اللقاءات أو الذهاب إلى المناسبات أو أي شيء آخر، مثلما هي الحال في فيلم "ريدي بلاير وان".

ورغم أن تقنيات هذا الواقع باهظة الثمن، فإنه يتوقع ألا تبقى كذلك طويلاً، وأن تصبح بمتناول الجميع بعد سنوات قليلة، وستفرض تحديات على البشرية، منها: حق الخصوصية والآثار العقلية والمادية المحتملة للتكنولوجيات الغامرة جدًا.

5. الطباعة ثلاثية الأبعاد

ويقصد بها إنشاء جسم ثلاثي الأبعاد من ملف رقمي، وتمثل الطباعة ثلاثية الأبعاد مشكلات لأصحاب الملكية الفكرية، نظرًا لأنها تتيح للمزورين إنتاج سلع مرخصة مزيفة بأسعار زهيدة وبسهولة، إلى جانب مشكلة الأسلحة التي يمكن تصنيعها بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بسهولة.

 ويرى الكاتب أن الشيء الوحيد المثير بهذا الطباعة هو الإمكانية التي توفرها لإضفاء الطابع الشخصي الشامل على المنتجات، إذ يمكن تكييف المنتجات والتصميمات لتناسب الطلبات التي تقدم لمرة واحدة، والتي بإمكانها تغطية أي منتج، بدءًا بالأحذية والطعام، وغيرها.

إقرأ أيضاً:  ميزة التجول الافتراضي.. "غوغل" تعزز الثورة الرقمية لخرائطها
 

ويرى الكاتب أنه من الضروري مراقبة هذه التقنيات، التي ستؤثر بشكل كبير على حياة الإنسان والمجتمع بالمستقبل.