من الطبيعي أن يشعر الطفل بالغيرة بعد استقبال الأم مولوداً، لأنه يرى أن هذا المخلوق الجديد دخيل على العائلة، ويهدد أمانه واستقراره، وأنه سيحتل مكانته بالنسبة للوالدين، خاصة أن الرضيع يحتاج إلى العناية "رضاعة – تغيير حفاض.."، كل ساعتين أو ثلاث تقريباً، وهذه الأمور قد لا يفهمها الطفل، معتقداً أن والدته تهتم بالرضيع بدافع الحب فقط، وأنها تخلت عنه هو.

والغيرة من الشقيق الرضيع تختلف من طفل لآخر، فمنهم من يصبح أكثر عدائية، أو أكثر عناداً مع الصراخ والبكاء المتكررين، ومنهم من يحلم بالكوابيس ليلاً، أو ممارسة سلوكيات قديمة كان قد تخلص منها، كالحبو مثلاً.

ورغم أن غيرة الطفل من شقيقه الرضيع أمر طبيعي، وبعيد عن حالة الإزعاج التي يسببها للوالدين، فإن هذه الغيرة والمشاعر التي يختبرها الطفل تسبب له إرهاقاً نفسياً كبيراً، لذلك من الضروري أن يكون الهدف من القضاء على غيرة الطفل من شقيقه الرضيع، هو إنقاذ الطفل من أي مشاعر قد تسبب له أي خلل نفسي.

لذلك، نقدم لك خطوات تتبعينها بهدف تخليص الطفل من مشاعر الغيرة التي ترافقه مع ولادة شقيقه:

مواجهة الطفل

عندما تلاحظين على طفلك العدائية أو العناد والصراخ أو أي سلوك غير محبب، لا تعاقبيه أو توبخيه، بل كوني صريحة وتحدثي معه حول غيرته من شقيقه الرضيع، لكن بطريقة غير مباشرة، أي قولي له مثلاً: "قد يكون من الصعب أن تكون الشقيق الأكبر، وفي بعض الأحيان ستشعر بالحزن أو الغضب، أو قد تفعل أموراً، أنت تعرف أنها سيئة، لكنك لا تقصد القيام بها، ولا بأس بذلك لأننا نحبك ونتفهم ما تختبره، وسنساعدك على تجاوز هذا الشعور".

تخصيص وقت للطفل

خصصي وقتاً لطفلك من دون وجود الرضيع، قد يكون هذا الوقت من 10 إلى 20 دقيقة يومياً فقط، لكن من الضروري وجودك معه واللعب معه وحده من دون شقيقه الأصغر. كما من الضروري تناول الوجبات الرئيسية برفقته، والحفاظ على مواعيد نومه واستيقاظه، حرصاً على عدم شعوره بالإهمال من قبلكِ.

حب وحنان

من أهم الأمور التي تزيد غيرة الطفل من شقيقه، هي شعوره بالحرمان من حنان والديه وحبهما له، لذلك مهما كنتِ مرهقة، احرصي على إظهار محبتكِ له في كل فرصة، وقومي من وقت إلى آخر، باحتضانه وتقبيله خلال وقت رضاعة شقيقه الصغير.

ولا تنسي أنكِ ستجلبين الكثير من الأغراض من أجل مولودك الجديد، وستعطيه أغراض شقيقه القديمة، لكن هل فكرتِ عند حدوث هذا الأمر، كيف سيكون شعور طفلك الأكبر؟ لذلك لا تنسي تقديم هدية له بين الحين والآخر ومن دون أي مناسبة.

إقرأ أيضاً:  طفلك يعاني الغازات؟ عالجيه بهذه الطريقة
 

المساعدة والثناءاطلبي منه مساعدتك في أمور بسيطة خاصة بالرضيع، كأن تطلبي منه إعطاءك حفاضاً نظيفاً، وعند تنفيذه لطلبك، بالغي في شكره ومديحه، واجعليه يشعر بأن مساعدته هذه قد وفرت عليكِ الكثير، وأنكِ ممتنة وسعيدة.

حيلة أخرى: اتركي الرضيع في السرير، وقولي لطفلك أنك مضطرة للذهاب إلى الحمام مثلاً، واطلبي منه مراقبة الرضيع ورعايته والعطف عليه، وقولي له إنه بإمكانه تقبيله من يده، إذا أراد ذلك (لا تجبريه)، وغيبي 5 دقائق مثلاً، وعند عودتكِ، بالتأكيد، بالغي في شكره ومديحه.

فهذه الطريقة إلى جانب أنها تساعد على تخليص الطفل من مشاعر الغيرة، فإنها تجعله أيضاً يحب شقيقه الأصغر، ويتعلم مسؤولية رعايته والعطف عليه.

التعامل مع سلوكيات محددة

قد يعود طفلكِ للقيام بسلوكيات قديمة كان قد تخلص منها، كمص الإصبع أو الحبو أو مواجهة بعض النكسات إذا كان يتعلم حينها استخدام المرحاض، فعندما تلاحظين مثل هذه السلوكيات، لا تعاقبيه ولا توبخيه، بل تحلّي بالصبر وحاولي إقناعه بأن مثل هذه السلوكيات لا تناسبه، لأن ما يقوم به ليس فقط بهدف جذب الانتباه، بل أيضاً هو دليل قوي على معاناة الطفل من التوتر والمشاعر السلبية.

إقرأ أيضاً:  6 نصائح للعناية الصيفية ببشرة الأطفال
 

قد يحاول الطفل ضرب شقيقه الرضيع أو إلحاق الأذى الخفيف به، تعبيراً منه عن غيرته الكبيرة، أيضاً في هذه الحالة لا تعاقبيه ولا تبدي انزعاجكِ منه، بل فهميه أن الأذى ممنوع ضد أي شخص، وساعديه على التعبير عن غضبه من خلال الرسم مثلاً، كأن تقولي له أن يرسم نفسه وهو يصرخ.