العلاقة الزوجية شركة بين طرفين، قوامها التفاهم، ولبناتها المودة والرحمة، لكن هذه الشركة خلال مشوار الحياة قد تصطدم بالكثير من التحديات والعقبات، وهنا تكون أمام طريقين: إما أن تصمد وتتخطى العقبات، أو تنهار ويدخل كلا الزوجين في جب مظلم من الخلافات الزوجية، التي قد تصل إلى حد الطلاق في بعض الأحيان.

هنا، توضح لنا مدربة تطوير الذات والتنمية البشرية، لميس نايل، المراحل الخمس التي يمر بها الأزواج خلال مشوار حياتهم الزوجية، والنصائح الواجب اتباعها كي تمر كل مرحلة بأمان.

الأولى: مرحلة شهر العسل

يسود الاعتقاد أن هذه المرحلة هي أجمل مراحل الزواج، إذ تغلب عليها دائماً مشاعر النشوة والسعادة التي تسيطر على القلب والعقل، وبالتالي تقل فيها التصرفات العقلانية، خاصة أن الأزواج مازالوا في البدايات، ولم ينشغلوا بعد بمسؤوليات الأطفال، ولم يروا الجوانب الأخرى في الحياة، ولم يكتشف كل واحد طباع الطرف الآخر.

نصائح هذه المرحلة: حتى تمر هذه المرحلة بأمان، ويستطيع كلا الزوجان أن يتعرف إلى الآخر، لابد أن يمرا بفترة خطوبة كافية، لا تقل عن 6 أشهر. ومن المفيد جداً أن يفتح الشريكان مجالات للحوار بينهما في هذه الفترة، ويكون كل طرف منهما على طبيعته، بمعنى ألا يتصنع أو يتجمل، حتى يستطيعا ترتيب أمور حياتهما معاً بطريقة شفافة، ويتم هنا الكشف عن توقعات كل طرف من الآخر.

  • لميس نايل

الثانية: مرحلة الصراع

في هذه المرحلة، يبدأ روتين الحياة اليومي، ويبدأ الزوجان في تحمل المسؤوليات واكتشاف الاختلاف بينهما، الذي هو نتاج اختلاف التربية والعادات وطرق التفكير، وغيرها، ويكون التركيز في هذه الفترة على تلك الاختلافات، ويبدأ صراع بين الزوجين، كل طرف يسعى لإثبات أنه على صواب، وأن الطرف الآخر هو المخطئ، وهي أيضاً مرحلة التشبث بالرأي.

نصائح هذه المرحلة: في هذه المرحلة من المفضل أن يتواصل الزوجان مع مدرب تنمية بشرية وتطوير ذات، حتى يساعدهما على التعرف على الجوانب الخفية في كل منهما، وكيف يستطيعان أن يوفقا بين القيم والرغبات والتوقعات لكليهما حتى يتم الانسجام بينهما.

إقرأ أيضاً:  بعد تشويهها بالكريمة.. كم مرةً تعرضت «الموناليزا» الشهيرة للاعتداء؟
 

الثالثة: مرحلة التفاهم/ سوء التفاهم

في هذه المرحلة، يجد الزوجان نفسيهما أمام خيارين لا ثالث لهما، إما البقاء في حلقة الصراع، كل طرف يحاول سحب الحبل إلى جهته لكي يثبت أنه على صواب، أو التفكير بهدوء وروية وتقديم بعض التنازلات، طالما أنها لا تمس الكرامة، وعليهما أن يحذرا، فقد ينقطع الحبل ولا يصمد أمام ذلك التحدي، إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.

نصائح هذه المرحلة: على الزوجين البدء فوراً في الحديث عن الأمور التي تسبب لهما الإزعاج والاختلافات التي هي أساس الصراع القائم بينهما، والتفكير في كيفية تقريب وجهات النظر بهدوء دون نقد أو استهزاء، أو سخرية، وإذا قاما بهذه الخطوة بطريقة صحيحة، فهذا يعني أنهما على الطريق الصحيح للبدء في مواجهة المراحل المقبلة بسلاسة.

 

إقرأ أيضاً:  بثينة وأحمد كاظم سيمفونية محبة وترابط
 

الرابعة: مرحلة الملل الزوجي

في هذه المرحلة، يسيطر الروتين على الحياة الزوجية، وبالتالي يبدأ الملل بالتغلغل، رغم أن وتيرة الخلافات قد تخف حدتها كثيراً في تلك المرحلة، وهنا يدق ناقوس الخطر، إذ تعتبر هذه المرحلة من أخطر مراحل الحياة الزوجية، والسبب في ذلك أن كل طرف اعتاد الطرف الآخر وبدأ يتعامل معه بطريقة روتينية بحتة، وبالتالي فإن مشاعر الشغف والهيام قد بدأت تتلاشى في زحمة المسؤوليات والانشغالات.

نصائح هذه المرحلة: عليكما كزوجين في هذه الفترة من الحياة الزوجية القيام بعملية إنعاش للقلب، وأخذ فترة راحة من مسؤوليات الحياة، والخروج للتنزه سوياً بعيداً عن زحمة الحياة ومسؤولياتها، لتجديد المشاعر وشحن الطاقة الإيجابية في علاقتكما مرة أخرى.

الخامسة: مرحلة المشاركة

إذا وصلتما إلى هذه المرحلة بسلام، فأنتما على أعتاب مرحلة جديدة في حياتكما، سيكون قوامها الحب والعشرة والمودة، وهي أقوى أنواع الحب الذي يدوم، وهي مرحلة استقرار الحياة الزوجية.

نصائح هذه المرحلة: إذا وجدتما تحديات في هذه المرحلة من أي نوع كان، فعليكما التفكير في كيفية مواجهتها معاً، وتذكرا أن لغة الحب الأساسية هي التواصل وفتح المجال للحوار البناء.