طفلي يستيقظ في منتصف الليل، يبكي ويصرخ ويرتجف خوفاً! حرارته ليست مرتفعة، ولا يعاني أي مشكلة صحية.. فما الذي يحدث معه؟

نعم، قد يختبر الطفل، بين سنتين و4 سنوات، رؤية كوابيس مزعجة تقطع عليه نومه الهادئ، وتعكر صفو مزاجه.

لكن، ما سبب رؤية هذا الطفل الصغير للكوابيس؟ وكيف يمكن للأم أن تعالج هذه المشكلة؟.. هذا ما سنتحدث عنه في السطور التالية:

أولاً: كيف تعرفين أنه كان كابوساً؟

إذا استيقظ طفلك خلال النصف الثاني من الليل وهو يصرخ ويبكي، وعلامات الخوف واضحة عليه، فعلى الأرجح أنه قد رأى كابوساً، كما أنه من المحتمل أن يتذكر هذا الكابوس في اليوم التالي، عندما يستيقظ ويعيش حالة من الانزعاج.

لكن أيضاً، بين سنتين و4 سنوات، قد يستيقظ الطفل مذعوراً في الليل، وعليه أعراض رؤية الكابوس نفسه، لكنه يعود إلى النوم سريعاً، ولا يتذكر ما حدث معه عندما يستيقظ في الصباح. ومن الضروري عدم الخلط بين الحالتين: فالأولى هي رؤية الطفل كابوساً أثناء النوم، أما الثانية فمعروفة باسم "اضطرابات نوم الأطفال".

ثانياً: ما أسباب رؤية الأطفال للكوابيس؟

يعاني معظم الأطفال رؤية الكوابيس بين الحين والآخر، لكن تكثر الأحلام العادية، وتلك المخيفة، لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و4 سنوات، لأنه في هذه السن تتطور المخاوف العادية، وتتبلور مخيلة الطفل، ما يجعله يرى الأحلام والكوابيس أثناء ساعات النوم.

وقد يحلم طفلكِ بكابوس، إثر استماعه إلى قصة مخيفة (حتى لو لم تكن مخيفة بالنسبة لكِ)، أو بسبب مشاهدته فيلماً أو مشهداً مخيفاً من الرسوم المتحركة، وبقي عالقاً في ذهنه، أو إثر اختباره بعض مشاعر القلق أو الانزعاج خلال النهار، مثل قيامه بتصرف خطأ فقمتِ بتوبيخه ومعاقبته، أو مشاهدته مشاجرة بينكِ وبين والده.

ومن الأمور التي تؤدي إلى رؤية الكوابيس لدى الطفل بين سنتين و4 سنوات، هي مروره بمراحل معينة، كمرحلة تعليمه استخدام المرحاض، ونقله من سريره القديم إلى آخر جديد خاص بالكبار، أو دخوله إلى الحضانة. وبالنسبة للطفل، فإن كل هذه الأمور مجهدة نفسياً، ورؤية الكوابيس تعتبر استجابة طبيعية.

إقرأ أيضاً:  ليسوا أذكى من البقية.. هذا ما يميز طلاب "الهندسة" و"الطب" عن غيرهم
 

ثالثاً: كيف تساعدين طفلكِ بعد رؤية كابوس؟

التواصل الجسدي مهم جداً في هذه الحالة، فعندما تسمعين صراخ طفلكِ ليلاً، اذهبي إليه على الفور واحتضنيه، وربتي على ظهره، وبعد أن يهدأ قليلاً اطلبي منه أن يخبرك عن الكابوس إذا أراد (لا تضغطي عليه ليخبرك)، وقولي له إنه "مجرد حلم"، فالأطفال في هذا العمر مستعدون لبدء تعلم أن الكوابيس والأحلام ليست حقيقية، كما أنه من الضروري أن تبقي بجواره حتى يهدأ ويعود إلى النوم. واعلمي أنه إذا قررتِ أخذه معكِ إلى سريرك لينام بجوارك، فقد يروق له ذلك ويعتاده.

رابعاً: منع الكوابيس!

أعطي طفلكِ حماماً دافئاً، واقرئي له قصة مليئة بالفرح تحتوي على الشخصيات التي يحبها، وغني معه أغاني هادئة. وهناك حيل بسيطة قد تفيد في جعل طفلكِ يحلم أحلاماً جميلة، بعيدة عن الكوابيس، ومنها:

-  اكتبي لافتة تقول: (الأحلام الجميلة فقط مسموح بها هنا)، ودعيه هو يعلقها فوق سريره.

- اجلبي كريماً مرطباً، وقولي لطفلك إن اسم هذا المرطب: (كريم الأحلام الجميلة)، واطلبي منه أن يدهن وجهه أو بطنه به كل يوم قبل النوم.

- املئي زجاجة بلاستيكية بماء معطر، وقولي لطفلكِ إنه: (بخاخ يطرد الوحوش والكوابيس)، واجعليه يرش منه القليل على باب غرفته كل ليلة قبل النوم.

وإذا كنت تشكين في أن القلق والتوتر هما سبب رؤية طفلكِ للكوابيس، فحاولي التحدث معه في النهار عن الأمور التي تزعجه، وإذا استمر برؤية الكوابيس، والخوف من الذهاب إلى الفراش، فاعلمي أنه من الضروري استشارة طبيب، فالأحلام أحياناً تشير إلى مشكلة عاطفية تحتاج إلى علاج.

إقرأ أيضاً:  لصاحبة القامة الطويلة.. حيل تساعدك لتظهري أقصر