حظي العرض الخاص الأول، الذي أقامته الهيئة الملكية للأفلام في الأردن لفيلم "الحارة"، واستضافته تاج سينما في العاصمة الأردنية عمان، بحضور صناع وأبطال العمل ووجود حشد إعلامي وفني غفير، وتميز هذا العرض بشكل خاص بدعوة عدد كبير من أهالي منطقة "جبل النظيف" لحضوره.

 

 

وجبل النظيف هو المنطقة الشعبية التي صور بها كامل أحداث الفيلم، وتفاعل سكان الحي بشكل هائل وغير مسبوق مع تفاصيله التي تحكي قصصاً من حاراتهم، وحمل الفيلم الحائز عدداً من الجوائز السينمائية حول العالم اسم إحداها "الحارة".
وفي حديث خص به "زهرة الخليج"، قال بطل العمل الفنان العربي منذر رياحنة إن التحضير للشخصية التي قام بتجسيدها تطلب منه جهداً هائلاً، وأن ما ساعده على ذلك وجوده ضمن دائرة فيها نجوم لامعون منتمون للعمل، مبيناً أن أجمل ما عاشه في كواليس التصوير أجواء الحارة الشعبية، وكيف هب جميع سكانها لمساعدتهم والوقوف بجانبهم وتشجيعهم، وهو السبب المباشر الذي مكنهم من إخراج أفضل ما لديهم من طاقات.

 

 

 

وأضاف رياحنة أنه يتحضر لإطلاق مشروعه السينمائي القادم، الذي سيكون من إخراجه، وسيحمل اسم "الأربعاء الأسود"، وسيكون موجهاً للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم، مشيداً بذات الوقت بما تشهده السينما الأردنية من تقدم حيث شهدت الفترة الأخيرة إنتاج مجموعة من الأفلام المميزة، والتي صدرت للوطن العربي عدداً مهماً من المخرجين الواعدين، مؤكداً أن الأردن ولادة للمواهب.

 

 

من جهته، بين مؤلف ومخرج الفيلم، باسل غندور، لـ"زهرة الخليج"، أنه تشارك بكتابة القصة مع محمود أبو فرحة، موضحاً أن العلاقات المتشابكة داخل الحارة جذبته كثيراً، خاصة التقارب الهائل فيها الذي ينتج صراعات كبيرة، مؤكداً أنه كان شديد الحرص على سماع القصص الحقيقية من أهالي المنطقة، واستوحى منها فكرة "الحارة"، وعمل على تطوير هذه القصص والحكايات بما يتلاءم مع السياق الدرامي للفيلم. 
ووصف غندور الفيلم بأنه من النوع الجماهيري، وهو فعلاً "فيلم شباك"، مشيراً لوجود نهضة حقيقية في السينما والدراما الأردنية، وهذا الأمر يدلل عليه وجود أفلام، مثل: "الحارة"، و"فرحة"، ومسلسل "مدرسة الروابي".
فيما أكد الممثل محمد الجيزاوي تفاؤله الكبير بعرض أول فيلم جماهيري أردني في دور السينما الأردنية والعربية، آملاً أن يكون "الحارة" باكورة إنتاجات سينمائية قادمة. 
وأكد الجيزاوي، في حديثه إلى "زهرة الخليج"، أن اللهجة الأردنية لا تشكل عائقاً أمام انتشار الأعمال الأردنية، خاصة أن اللهجة الأردنية مفهومة لجميع الشعوب العربية، لكن الموضوع كان نفسياً لا أكثر، مشيراً لتأديته دور حلاق داخل الحارة.

 

 

ويحكي الفيلم قصصاً من إحدى الحارات في عمان الشرقية، خاصة تلك المتعلقة بخفايا عالم الليل، وما يحدث بها بعيداً عن الأعين، وكيف تدار الأمور بهذا العالم الخفي، ويشد الفيلم بأحداثه المتابعين بشكل كبير، فيما يتميز نجومه بأداء فذّ، أهلهم سابقاً لنيل جائزة الجمهور لأفضل فيلم في مهرجان مالمو السينمائي.
وتفتتح العروض التجارية في الأردن والسعودية أولاً، وهو ما فسره مخرج العمل باسل غندور بأن اختيار الأردن جاء لأنها موطن الفيلم ومكان تصويره فيما تم اختيار السعودية كذلك كونها حديثة العهد بالسينما، وتمتلك جمهوراً تواق لمتابعة الأفلام الجديدة ذات المحتوى الجيد، على أن يتم عرضه في باقي الدول العربية بعد ذلك بفترة قصيرة. 

 

 

وسبق أن عرض الفيلم لأول مرة في الوطن العربي ضمن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إضافة لمشاركته في لندن السينمائي، وروتردام السينمائي الدولي، فيما كان عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، ضمن مسابقة "بياتزا غراندي"، ليصبح أول فيلم أردني طويل يشارك في هذا المهرجان. 
فيلم "الحارة" بطولة منذر رياحنة ونادرة عمران، وعماد عزمي، وبركة رحماني، وميساء عبدالهادي، وبركة رحماني، ونديم ريماي، ومحمد الجيزاوي، وآخرين، وتأليف وإخراج باسل غندور.

إقرأ أيضاً: نورمان أسعد تتصدر "الترند".. فما السبب؟