لا تعني صعوبات التعلم إصابة الطفل بإعاقات جسدية أو عقلية أو تنجم عنها، بل هي اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة، والتي تبدو في اضطرابات الاستماع والتفكير والكلام، والقراءة، والكتابة والرياضيات. ويعاني الأطفال المصابون لفترة طويلة قبل أن يتم تشخيص مشكلتهم. وهذا يمكن أن يؤثر في ثقة الطفل بنفسه ومستوى تحفيزه، ويجعله يدور في دوامة من التحديات التي تسبب الارتباك للطفل والعائلة، بحسب الأخصائية التربوية آلاء دبوبش.

تشير دبوبش إلى عدة أنواع شائعة لاضطرابات التعلم، أبرزها: عسر القراءة وعسر الحساب، وتشرح: "عسر القراءة هو أحد اضطرابات التعلم التي تتميز بصعوبة القراءة والهجاء وتذكّر الكلمات المعروفة، فيما عسر الحساب هو أحد اضطرابات التعلم المرتبطة بمفاهيم الرياضيات. وتشمل علاماته صعوبة حل مسائل الرياضيات ولو كانت بسيطة أو تسلسل المعلومات أو الأحداث"، وتضيف: "أيضاً هنالك صعوبات التعلم غير اللفظية، حيث يتسم اضطراب التعلم هذا بصعوبة في الإشارات غير اللفظية، مثل التناسق ولغة الجسد. وقد يعاني بعض الأطفال أكثر من اضطراب من اضطرابات التعلم".

وتبين دبوبش أن صعوبة التعلم هي اضطراب يؤثر على قدرة الفرد على اكتساب المهارات الأكاديمية واستخدامها، مثل القراءة والحساب، ومن المهم أن يتفهم المربون كيفية التعرف إلى العلامات التي قد تشير إلى اضطرابات التعلم، وما يمكنك القيام به لمساعدة طفلك على التكيف. وتتضمن العوامل التي قد تؤثر على تطور اضطرابات التعلم ما يلي:

- الوراثة، لأن بعض اضطرابات التعلم، مثل: اضطرابات القراءة والرياضيات، تكون وراثية.

- الحالات المرضيّة، حيث تشمل عوامل الخطر المرتبطة باضطرابات التعلم ضعف النمو في الرحم (ضعف النمو الحاد داخل الرحم)، والتعرض للكحول أو المخدرات قبل الولادة وانخفاض الوزن عند الولادة، كما أن إصابات الرأس قد تؤدي أيضاً دوراً في تطوير اضطرابات التعلم.

- التعرض للعوامل البيئية، فقد تم ربط التعرض لمستويات عالية من الرصاص بزيادة خطر اضطرابات التعلم.

أعراض اضطراب التعلم.

   والتعرف إلى اضطراب التعلم، يمكن أن يكون أمراً صعباً، وقد يكون طفلك يعاني اضطرابات التعلم في إحدى الحالات التالية:

- تأخر تحقيق مراحل النمو، على الرغم من نمو معظم الجوانب الأخرى طبيعياً.

- صعوبة فهم التعليمات واتباعها.

- صعوبة تذكر ما قاله أحد الأشخاص له.

- الافتقار إلى التناسق في المشي أو الرياضة أو المهارات، مثل الإمساك بقلم رصاص.

- ضياع الواجبات المنزلية أو الكتب المدرسية، أو غيرها من العناصر، أو وضعها في غير مكانها.

- صعوبة إدراك مفهوم الوقت.

- مقاومة أداء الواجبات المنزلية أو الأنشطة التي تنطوي على القراءة والكتابة والرياضيات، أو عدم التمكن من أداء الواجبات المنزلية بالكامل دون مساعدة بالغة بصفة مستمرة.

- إساءة التصرف أو إظهار العداوة أو ردود الفعل العاطفية المفرطة في المدرسة أو أثناء القيام بالأنشطة الأكاديمية، مثل: الواجبات المنزلية أو القراءة.

إقرأ أيضاً:  فهد عبدالعزيز العودة: الصورة تختصر حياة
 

طرق العلاج

وحول طريقة علاج الأطفال المتأخرين بسبب صعوبات التعلم، تقول دبوبش: "يجب أن يخضع الطفل لفحوص من أجل استبعاد مشكلات الرؤية أو السمع أو غيرها من الحالات الطبية، ثم يجري الطبيب النفسي أو اختصاصي التعلم الاختبارات ويتحدث معك ومع طفلك ويتحقق من سجل طفلك الدراسي، لتحديد ما إذا كان طفلك يعاني اضطراب التعلم، وفي كثير من الحالات، يلزم إجراء مزيد من التقييم لإعطاء التشخيص".

وتؤكد دبوبش ضرورة الانتباه إلى أن بعض الأطفال يتعلمون بشكل أبطأ طبيعياً، وربما يحتاجون إلى وقت لتطوير مهارات القراءة والكتابة والرياضيات، بينما يعاني آخرون اضطرابات تؤثر في قدرتهم على التعلم.

ولتحسين مهارات الطلاب الصغار بسبب اضطرابات التعلم، تنصح دبوبش باتباع النصائح التالية، ومتابعتها مع معلمين متخصصين، وهي:

1. تقديم المزيد من المساعدة:

بإمكان أخصائي القراءة ومدرس الرياضيات، أو غيرهما من الاختصاصيين المُدربين، تعليم طفلك تقنيات لتحسين مهاراته الأكاديمية، كما يمكن للمدرسين أيضاً تعليم الأطفال مهارات التنظيم والدراسة.

2. برنامج التعليم الفردي:

قد تضع مدرسة الطفل له برنامجاً للتعليم الفردي لوضع خطة لكيفية تعلمه في المدرسة على نحو أفضل، لذا استفسري عما إذا كانت هناك تشريعات بالدولة بشأن برنامج التعليم الفردي.

3. علاج النطق والتأهيل:

بناءً على اضطراب التعلم، قد يستفيد بعض الأطفال من العلاج، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد علاج النطق الأطفال الذين لديهم إعاقات لغوية، والتأهيل المهني قد يساعد في تحسين المهارات الحركية للطفل الذي لديه مشكلات في الكتابة.

4. العلاج بالأدوية:

قد يوصي طبيب الطفل بأدوية لتخفيف اضطراب التعلم، فإذا كان طفلك يعاني الاكتئاب أو القلق الشديد، فإن تناول بعض الأدوية قد يساعده. تحدثي إلى طبيب الطفل للتعرف إلى المخاطر والمنافع.

إقرأ أيضاً:  سامي الرميان: أحكي القصة بالصورة
 

5. الطب التكميلي والبديل:

أظهرت بعض الأبحاث أن العلاجات التكميلية والبديلة، مثل العلاج بالموسيقى، يمكن أن تفيد الأطفال الذين يعانون اضطرابات التعلم، وعلى الرغم من ذلك، يلزم إجراء المزيد من الأبحاث. وقبل بدء علاج الطفل، ستحدد أنت وطبيب الطفل أو معلموه أو المعالجون له الأهداف لطفلك. وفي حالة إحراز تقدم بسيط، بعد مرور فترة زمنية كبيرة، قد تلزم إعادة النظر في خطط تشخيص حالة الطفل أو علاجه.v