في بعض الأحيان، يمكن أن نخطئ في تعدد المهام من أجل الإنتاجية، لكن التركيز الكامل على مهمة واحدة يمكن أن يجعلنا أكثر حضوراً وتفاعلاً وإنتاجية. ويمكن أن يتطلب الدخول في حالة من التدفق بانتظام بعض الممارسة، لكن من خلال إجراء تعديلات مثل وضع هواتفنا بعيداً والتخطيط مسبقاً، ويمكن أن تصبح عادة منتظمة تساعدنا على الانخراط بشكل أعمق في كل جانب من جوانب الحياة.

لذا، العمل العميق هو عندما تكون حاضراً بالكامل ومنغمساً في المهمة المطروحة، أي أن تكون في حالة تدفق، مع التركيز الكامل على نشاط واحد. وفي دراسة أجريت عام 2012 على 188 من لاعبي التنس الناشئين، صنف المشاركون مستوى تدفقهم الملحوظ خلال المباراة. وسجلت مجموعة الرياضيين الفائزين درجات أعلى بشكل ملحوظ في جميع أبعاد التدفق التسعة باستثناء واحد، ما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية.

ووفقاً لمراجعة بحثية أجريت عام 2019، يفتقر الدماغ البشري إلى اللبنات الأساسية المعرفية والعصبية لأداء مهمتين في وقت واحد.

وأشار الاستعراض إلى أن تعدد المهام يزيد احتمالية اضطراب الأداء وزيادة الأخطاء، والقفز المستمر من مهمة إلى أخرى يقلل قدرتنا على التركيز بعمق، ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتوتر والارتباك. ويقول الخبراء إننا قد نعتقد أننا ننجز الكثير، لكن تبديل المهام يعيق إنتاجيتنا، ويمكن أن يؤدي إلى الإرهاق. باختصار، يمكن أن يؤدي تعدد المهام إلى: اضطراب الأداء، زيادة الأخطاء، الإلهاء، انخفاض مدى الانتباه، انخفاض الإبداع، انخفاض الإنتاجية، والإجهاد والارتباك.

التركيز على مهمة واحدة يشجعنا على إيلاء اهتمامنا لما نقوم به، والدخول في حالة من العمل العميق، ووقتها سيكون لديك المزيد من المرح لفعل كل شيء بشكل أفضل، وستكون أكثر إنتاجية، وسترتكب أخطاء أقل، وتجري اتصالات ربما لم تكن على دراية بها في حالة تعدد المهام وتشتيت الانتباه.

إذا كنت من النوع الذي يحاول دائماً إكمال خمسة أشياء في وقت واحد، فقد يبدو أن التركيز باهتمام على مهمة واحدة فقط أمر صعب، جرب هذه النصائح للبدء:

1.تخلص من المشتتات:

تأخذ المشتتات تركيزك بعيداً عن المهمة التي تقوم بها، لكن يمكنك تجنب معظم عوامل التشتيت ببعض التعديلات البسيطة.

2.اذهب للمشي:

الإلهام والإبداع والتركيز تأتي بشكل طبيعي بعد أن تمضي 20 دقيقة أو نحو ذلك في المشي. ويمكن أن يكون تحريك جسدك بوعي هو المفتاح للوصول إلى التدفق. ولتحقيق أقصى استفادة من مشيك، ينصح بترك هاتفك في المنزل أو في جيبك.

إقرأ أيضاً:  9 نصائح لكسب الاحترام في علاقاتك
 

3.جرب سماعات الأذنين:

قد تزيد ترددات معينة لنبضات الأذنين من التركيز. وغالبًا وضع السماعات يساعدك على التركيز، ما قد يقضي على عوامل التشتيت الخارجية، ويساعدك على التركيز.

4.خطط مسبقاً:

بدلًا من تقسيم عقلك عبر عدة مهام مختلفة، خذ خطوة للوراء وخطط لذلك، ويمكنك كتابة كل ما تحتاج إلى القيام به في ذلك اليوم وتنظيمه في قائمة مهام مرتبة حسب الأولوية، وحاول اتباع هذه الخطوات:

1.حدد وقتًا لكل مهمة:

يمكن أن يساعدك هذا في إدراك أن هناك حقاً ما يكفي من الوقت لإنجاز كل شيء، وأن الوقت يمكن إدارته. كما يمكن أن يساعدك أيضاً في التركيز على شيء واحد في كل مرة أثناء شطب كل عنصر من قائمتك.

إقرأ أيضاً:  أسئلة تجنبي طرحها على الرجل.. في اللقاء الأول
 

2.طرق بناء التركيز:

تتضمن الطرق الأخرى لبناء تركيزك واهتمامك ما يلي: اليوغا، التأمل، الكلمات المتقاطعة، التلوين، طهي الوجبة ببطء وبشكل متعمد، الخبز، الحدائق، الفنون والحرف اليدوية. ابحث عن التدفق في كل نشاط.

عندما نتحدث عن العمل العميق، غالباً نفكر في الانغماس بمشروع عمل مهم أو "فقدان أنفسنا" في نوع من المساعي الإبداعية، مثل الكتابة أو الرسم. ويقول الخبراء إن هناك فرصًا للوصول لحالة التدفق في جميع مجالات حياتك.