يعرف معظم الناس أن تناول الكافيين يشكل سبباً مباشراً للإصابة بالقلق، لكنهم لا يدركون أن للسكر أثراً كبيراً على الحالة المزاجية، وربما تزيد سوءاً على تلك التي يتسبب بها الكافيين، ويؤدي تناول السكريات إلى الإصابة بالقلق، لكن هذا الأمر لا يعتبر قاعدة عامة، ويبقى مرتبطاً بعوامل معينة نستعرضها في هذا التقرير: 
كيف تؤثر السكريات في اضطرابات القلق؟

 

 

 

يشير الكثير من الدراسات إلى أن الأنظمة الغذائية المليئة بالسكريات لديها القدرة على العبث بحالتك المزاجية، ويتلخص هذا الأمر في ما يلي: 
جمع الباحثون، خلال دراسة أُجريت عام 2017، بيانات من 23245 مشاركاً، خلصوا فيها إلى أن الرجال الذين تناولوا كميات أكبر من السكر كانت احتمالات إصابتهم بالاضطرابات النفسية الشائعة أعلى بنسبة 23%. 
وحسب الدراسة، فإن هذه الاضطرابات شملت الاكتئاب والقلق.
كما لاحظ القائمون على هذه الدراسة أن تناول كميات أقل من السكريات ساعد على تحسين الحالة المزاجية، وتحسين الصحة النفسية للمشاركين فيها.
وتوجهت دراسة مماثلة إلى أشخاص أكبر سناً، وشملت 1128 مشاركاً، ولاحظت هذه الدراسة أن أولئك الذين اتبعوا نظاماً صحياً يحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون المشبعة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمستويات أعلى من القلق إذا تمت مقارنتهم بغيرهم.
كما وجدت الدراسة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات البسيطة كانت سبباً في إحداث اختلال وظيفي في الدماغ، وسببت الالتهابات، وهو الأمر الذي قد يسبب مشكلات نفسية وعلى رأسها القلق.
هل يقي الابتعاد عن السكريات الإصابة بالقلق؟
لا يمكن اعتبار التوقف عن تناول السكريات علاجاً متكاملاً للقلق، ولكنه يساعد بشكل فعال في علاج أعراض القلق مع التأكيد أنه ليس علاجاً كاملاً، لكن النظام الغذائي الذي يُبنى على تقليل تناول الأطعمة والمشروبات السكرية، يؤثر بشكل كبير في تعزيز الصحة العامة، وتقليل خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل القلق.
في حين يمكن أن يساعد خفض معدلات تناول الأطعمة والمشروبات السكرية في علاج أعراض القلق، إلا أن قطع السكريات ليس علاجاً كاملاً لمشكلة القلق، إنما يؤثر النظام الغذائي العام في تعزيز الصحة العامة، وخفض خطر الإصابة باضطراب نفسي مثل القلق.
وهكذا فعليك ألا تركز فقط على قطع تناول السكريات المعالجة، بل حاول تحسين نظامك الغذائي بشكلٍ عام، من خلال تناول أطعمة غنية بالمواد المغذية.

 

 

الانسحاب المفاجئ من السكر قد يسبب القلق 
رغم كل ما ذكر، فإن قطع تناول السكر بشكل مفاجئ ليس أمراً محموداً، وقد يعرض الإنسان لأضرار كبيرة ويسبب له نوبات الهلع والقلق والتعرق والشعور بالحزن، فيما أشارت دراسة أجريت عام 2018 إلى أن الانسحاب المفاجئ من السكر يسبب أعراضاً خطيرة، هي: (الإجهاد، القلق، الانفعال، والارتباك).
لذلك، لا ينصح بتاتاً بالامتناع عن تناول السكر بشكل مفاجئ، وإنما يجب أن يكون ذلك بالتدرج، وعلى عدة أسابيع مع استشارة طبيب أو خبير غذائي. 

أطعمة أخرى تسبب القلق
خلصت دراسة، أجريت عام 2021، إلى وجود أطعمة أخرى مرتبطة بنوبات القلق، ومن أهم هذه الأطعمة: (الأطعمة المقلية، النشويات المكررة، اللحوم المصنعة، المشروبات الغازية والسكرية، والكافيين).

إقرأ أيضاً: وجبات خفيفة قليلة السعرات.. سريعة الإعداد