تتأثر الصحة البدنية والعقلية للأفراد بمجموعة كبيرة ومتنوعة من العوامل. لكن كيف يمكن أن تؤثر مواقف الآخرين في رفاهية الأفراد؟ وما أثر الاعتداءات الدقيقة على الصحة؟
الاعتداءات الدقيقة، بحسب موقع medicalnewstoday الصحي، هي شكل خبيث من أشكال التمييز، وتتمثل في الإهانات اللفظية وغير اللفظية والبيئية اليومية، سواء كانت متعمدة أو غير مقصودة، والتي تنقل العدائية أو الازدراء أو رسائل سلبية تستهدف الأشخاص بناءً على انتمائهم لمجموعة مهمشة فقط.
ويعود أصل مصطلح "الاعتداءات الدقيقة" (microaggression) إلى سبعينيات القرن الماضي، وقد صاغه طبيب نفسي أميركي من أصل أفريقي في جامعة هارفارد، وتحديداً في ما يتعلق بالعرق. ومنذ ذلك الحين، توسع المصطلح ليشمل الفئات المهمشة الأخرى بمن في ذلك النساء، والأقليات الدينية، وذوو الإعاقة، وأولئك الذين ينتمون إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة.

 

 

تتعلق الاعتداءات الدقيقة بثلاث فئات:
1. الضربات الدقيقة microassaults: الشكل الأكثر وضوحاً للاعتداءات الدقيقة، والتي تأتي في شكل إهانات وشتائم يمكن أن تكون لفظية أو سلوكية.
2. الإهانات الدقيقة microinsults: تؤكد الصور النمطية المتحيزة من خلال التعليقات غير الحساسة التي تضع افتراضات حول ذكاء الفرد، أو الأخلاق، أو الانتماء إلى مجموعة.
3. عدم المصادقة الدقيقة microinvalidations: التعليقات التي لها تأثير في التقليل من قيمة التجربة التي يعيشها الأشخاص المهمشون أو إنكارها.
قد تكون الاعتداءات الدقيقة نتيجة للتحيز الواعي، لكنها قد تكشف أيضاً عن التحيزات اللاواعية. وفي كثير من الأحيان، قد يقدم الشخص على ارتكاب عدوان دقيق من دون الاعتراف بوعي بأن الموقف الذي يعبر عنه كلامه أو أفعاله تمييزي، وتشير الأبحاث المستجدة إلى أنه، مثل أشكال التمييز الأكثر وضوحاً، هذا النوع الخفي من التمييز له آثار سلبية ملموسة على صحة من هم في الطرف المتلقي. ويمكن أن يكون للتعرض المزمن للاعتداءات الدقيقة تأثير مباشر على الصحة، وتأثير غير مباشر عندما يحدث داخل نظام الرعاية الصحية.

 

 

 

التأثير المباشر للاعتداءات الدقيقة على الصحة
عندما يعاني الشخص الإجهاد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى استجابات فسيولوجية، بما في ذلك: ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وإفراز هرمونات معينة، مثل الكورتيزول، ما يعني أن التمييز هو نوع من الضغط الاجتماعي ويؤثر في الجسم بنفس الطريقة.
مؤخراً، تم الكشف عن تأثير واحد من هذه الاستجابة المتزايدة للضغط في دراسة على الاختلافات العرقية بالنوم. المشاركون الأميركيون من أصل أفريقي، الذين أبلغوا عن تعرضهم لمزيد من التمييز حققوا نوم موجات بطيئة أقل عمقاً، وهي حالة النوم العميقة المرتبطة بالراحة.
أيضاً، يعتبر النوم أمراً بالغ الأهمية للأداء الفسيولوجي الصحي للجسم، بما في ذلك: الجهاز المناعي، والأنظمة الهرمونية، والوظيفة العقلية.
وقام تحليلان منفصلان عام 2009 للبحوث الموجودة: أحدهما من مجلة الطب السلوكي، والآخر من النشرة النفسية، بفحص الارتباط بين التمييز المتصور، والعديد من الظروف الجسدية.
وخلص كلاهما إلى أن التمييز كان عامل ضغط له تأثير سلبي على الصحة والمرض، خاصة ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
على الرغم من وجود مجموعة متزايدة من المؤلفات العلمية حول العلاقات بين التمييز ونتائج الصحة البدنية، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإظهار التأثير الحقيقي لمختلف أشكال التمييز والعدوان التمييزي.
ويرتبط التمييز بزيادة حالات الإصابة بالأمراض العقلية والعنف والفقر، وعدم المساواة في جودة العلاج والحصول على الرعاية الصحية، وكلها لها آثارها الخاصة على الصحة. 
يعد عزل التأثير المادي المباشر للعدوان الدقيق أمراً صعباً، عندما يكون هناك العديد من العوامل المشتركة في اللعب.
ويتفاقم هذا من خلال البيانات التي تشير إلى أن التمييز يزيد احتمالية انخراط الأفراد في سلوكيات غير صحية، مثل: التدخين أو الشرب أو الإفراط في تناول الطعام، والتي قد تكون بمثابة استراتيجية فورية للحد من التوتر، لكنها عوامل عالية الخطورة للإصابة بالمرض على المدى الطويل.