من منّا لا يتمنى اختفاء مرض السرطان، الذي لطالما حصد أرواح الكثيرين، ومنهم من كنّا نحبهم، ويبدو أن هذه الأمنية باتت قريبةً من التحقق، بعدما أظهر علاجٌ جديد نتائج مذهلة في تجربة سريرية صغيرة، حيث شُفي جميع المرضى الذين عولجوا به، والذين كان لديهم شكل محدد من سرطان المستقيم.

ورغم أن النتائج تستند إلى حجم عينة مكونةٍ من 18 شخصًا فقط، فإنه يمكن أن تكون لها آثار مهمة في علاج هذه السرطانات.

وكانت نتائج المرحلة الثانية من التجارب قد نُشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين"، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وشملت الدراسة باحثين في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، وكذلك جامعة ييل، وقد رعتها شركة الأدوية GlaxoSmithKline.

وضمت التجربة متطوعين تم تشخيص إصابتهم بسرطان المستقيم في المرحلة الثانية أو الثالثة، ما يعني أن أورامهم بدأت تنمو بشكل أكبر، وتنتشر إلى الأجزاء القريبة من الجسم، ولوحظ شفاؤهم بعد علاجهم بعقار تجريبي يسمى "دوستارليماب".

وتلقى المشاركون جرعة من "دوستارليماب" كل ثلاثة أسابيع لمدة ستة أشهر، مع وضعهم بالحسبان فكرة أن المرضى سيحتاجون إلى الخضوع للعلاجات القياسية من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة بعد العلاج، ليجد الباحثون أن العلاج وحده بدا أنه يقضي تمامًا على السرطان.

إقرأ أيضاً:  تصيب النساء أكثر من الرجال.. تعرفوا إلى متلازمة القلب المكسور
 

واعتبارًا من نشر الدراسة، أكمل 18 مريضًا العلاج، بينما تم تتبع 12 مريضًا لمدة عام على الأقل، ولم يظهر أي منهم علامات عودة السرطان حتى الآن.

وعن هذا الأمر، قال مؤلف الدراسة لويس أ. دياز جونيور، من مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان لصحيفة نيويورك تايمز: "أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في تاريخ السرطان"، حيث تشتهر السرطانات بأنها مقاومة للعلاج، وقد أظهر القليل من الأدوية بمفردها، إن وجدت، نوع النجاح الذي نلاحظه هنا. 

ومع ذلك، لاتزال النتائج مبكرة جدًا، وسوف يتطلب الأمر مزيدًا من البحث مع دراسات أكبر حجمًا لتأكيد فاعلية الدواء، خاصة على المدى الطويل.

لكن إذا تم التحقق من صحة هذه النتائج بشكل أكبر، فقد تؤدي إلى معيار جديد لرعاية هذه الأنواع من السرطانات.

إقرأ أيضاً:  تجارب الطفولة الضارة ترافق الأطفال مدى العمر!