لا تعتبر أزمة منتصف العمر تشخيصاً للصحة العقلية. في الواقع، ظل الخبراء منذ عقود يناقشون ما إذا كانت أزمات منتصف العمر حقيقية على الإطلاق. 
وما هو متداول أن مقدار الشعور بالسعادة ينخفض لدى من تراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً، وأن هذه الفئة العمرية لديها أعلى معدلات الاكتئاب.
لكن موقع healthline الطبي يعرف منتصف العمر بالوقت المناسب لإعادة الأشياء، التي ربما شعرت بالتوقف قليلاً في حياتك. سواء كانت علاقاتك أو صحتك، يمكنك السيطرة الآن وإجراء تغييرات إيجابية. الآن هو أفضل وقت لاتخاذ خطوات لتحسين حياتك لسنوات قادمة. وبالتالي لن تكون مضطراً لترك منتصف العمر أزمة تحبطك.
يُعتقد أن أحد الأسباب هو أن منتصف العمر هو المرة الأولى التي لا يستطيع فيها كثير من الناس اعتبار أنفسهم "صغاراً". هذا التغيير في التفكير يمكن أن يجبر الناس على إعادة التفكير في كل شيء عن حياتهم، بما في ذلك: زيجاتهم، ومهنهم. وقد يكون هذا جزءاً من سبب ارتباط منتصف العمر بارتفاع معدل الطلاق ومشاكل الزواج. وإضافة إلى ذلك، يستقر الأشخاص في منتصف العمر بشكل عام في حياتهم المهنية، وقد يدركون أنهم لم يحققوا الأشياء التي يريدونها.

ولتحقيق أفضل الفوائد من مرحلة منتصف العمر، يمكن اتباع النصائح التالية:

- ركزي بعض الطاقة على نفسك:
من الشائع أن يبلغ الأشخاص في منتصف العمر عن الإرهاق. فقد تشعرين بالإرهاق، أو تتعرضين للتوتر عند رعاية أطفالك أو أحد الوالدين المسنين. وقد تتلاعب بعلاقتك المصاعب المالية، وغيرها. بغض النظر عما تقومين به، قد يكون من الصعب التوقف والتنفس، وقد تشعرين حتى بالأنانية في قضاء بعض الوقت لنفسك.
لا داعي لذلك، يتفق خبراء الصحة العقلية في أن التركيز على نفسك أمر مهم للغاية، ويمكن أن يكون تخصيص الوقت لتسألي نفسك عما تريدين، وما تشعرين به هو الخطوة الأولى لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى إجراء تغيير. لذا، قبل أن تفعلي أي شيء آخر، خذي بعض الوقت للتفكير في الكيفية التي سارت بها الأمور بالنسبة لك في السنوات القليلة الماضية. إنها أفضل طريقة لبدء بعض الطاقة؛ لتحديث حياتك في منتصف العمر.

- قومي بتدوين التغييرات في حياتك:
يمكن لمنتصف العمر إحداث تغييرات. وغالباً، تحدث هذه التغييرات بسرعة دون فترة تعديل أو وقت لمعالجتها، ويتفق العديد من المتخصصين في مجال الصحة العقلية على أن أحد أفضل الأشياء، التي يمكنك القيام بها هو تخصيص وقت للاعتراف بهذه التغييرات. وهذا لا يعني أنك بحاجة إلى التفكير في الماضي، إنه يعني ببساطة أنها فكرة جيدة أن تكون على دراية بالتغييرات.
بالنسبة لبعض الناس، قد يعني هذا كتابة يوميات للعمل من خلال الأحداث. ومع ذلك، حتى إذا لم تكوني تدونين الأشياء بطريقة مناسبة لك، فيمكنك تخصيص الوقت والمساحة للتفكير في أي تغييرات مررت بها خلال السنوات القليلة الماضية. وشيء واحد يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص، خذي الوقت الكافي لتكوني ممتنة لأي تغييرات إيجابية.

 

 

 

- تعلمي شيئاً جديداً:
هناك فوائد متعددة لتعلم شيء جديد، إذ يمكن أن يحافظ على نشاط عقلك، ويمنحك الحماسة، ويمنحك شعوراً رائعاً بالفخر والإنجاز. لهذا السبب، يوصى به بشدة من قبل متخصصي الصحة العقلية للأشخاص في منتصف العمر، إنها أيضاً طريقة رائعة لأخذ قسط من الراحة، وأخذ بعض الوقت لنفسك.
يمكنك تعلم مجموعة مذهلة من الأشياء وأنت في منزلك. ويمكنك تعلم التحدث بلغة جديدة، أو كتابة رمز الكمبيوتر باستخدام التطبيقات الموجودة على هاتفك، ويمكنك أن تأخذي دورات كاملة من أفضل الجامعات في أي موضوع تتخيلينه. وتسمح لك بعض برامج الدورات التدريبية عبر الإنترنت بالحصول على شهادات، وإذا كنت تفضلين الخروج من المنزل، فإن معظم الكليات ومراكز التدريب تقدم قائمة كاملة من الدورات التدريبية للمتعلمين البالغين فقط، الذين يرغبون في تعلم مهارات جديدة.

- أعيدي الاتصال بالأصدقاء والعائلة:
الروابط الاجتماعية مهمة للصحة العقلية، ويمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في حياتك، وأن يكون لديك أشخاص يمكنك مشاركة الأوقات الجيدة والاحتفالات معهم، والأشخاص الذين يمكنك الاتصال بهم لإجراء محادثة جيدة، والأشخاص الذين يمكنك الاعتماد عليهم للحصول على الدعم في الأوقات الصعبة.
من الشائع، أيضاً، الشعور بالعزلة، خاصة في منتصف العمر، ويمكن أن يساعدك التواصل مع العائلة والأصدقاء، ومحاولة البقاء على اتصال. ولا يتعين عليك التخطيط لحفلة أو حدث كبير لإعادة الاتصال. ومن الأفضل أن تبدئي بترحيب بسيط، سواء كان ذلك بإرسال رسالة نصية إلى أختك، أو رسالة على "فيسبوك" لصديق، أو بريد إلكتروني لصديق لم تلتقيا منذ سنوات.

 

 

 

- ابحثي عن طرق جديدة للبقاء نشطة:
التمرين مهم، فبالإضافة إلى فوائده الجسدية العديدة، يمكنه تحسين صحتك العقلية، وزيادة تركيزك، وتقليل توترك. ويمكن أن تبدئي أيضاً في الشعور بالملل، خاصة إذا كنت تشعرين بالفعل بالقلق، أو تحاربين الأفكار السلبية في حياتك.
لذلك، حتى إذا كنت تذهبين إلى صالة الألعاب الرياضية بالفعل عدة أيام في الأسبوع، فإن إيجاد طرق جديدة للبقاء نشطة يمكن أن يساعدك، ويمكن أن يبقيك متحمسة، ويعزز مزاجك، ويزيد ثقتك بنفسك.
لا تخافي من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك عندما يتعلق الأمر باللياقة البدنية، ويمكن أن تكون دروس الرقص أو مجموعة المشي لمسافات طويلة أو دوري الرياضات الترفيهية المحلية طرقاً رائعة للحفاظ على لياقتك. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون طريقة ممتعة ومنخفضة التوتر، لتكوين صداقات قليلة جديدة.

- اختاري عادة صحية:
يمكن للتغييرات الصغيرة أن تقطع شوطاً طويلاً، فمنتصف العمر هو الوقت المثالي لبدء عادة صحية جديدة. ولست مضطرة إلى إصلاح نمط حياتك بالكامل، إذ يمكنك اختيار تغيير بسيط والالتزام به. وستحصلين على الفوائد الصحية للتغيير والرضا الذي يأتي مع الحفاظ على عادة جديدة، وهذا يعني تعزيز الصحة العقلية والصحة البدنية لعمل واحد، ومن الصعب التغلب على ذلك.

- اقضي بعض الوقت في الهواء الطلق:
لقضاء الوقت في الهواء الطلق فوائد للصحة العقلية، وغالباً يقترح المعالجون أن المرضى في منتصف العمر يمشون في الهواء الطلق على الأقل عدة مرات في الأسبوع. ويمكن أن يكون المشي في الحي الذي تسكنين فيه طريقة رائعة للحصول على الهواء النقي وضخ الدم، لكن لا يتعين عليك التوقف عند هذا الحد. وإذا كنت ترغبين في الذهاب أبعد من ذلك، ففكري في قضاء اليوم في التنزه بالمسارات في حديقة محلية، ويمكنك اصطحاب صديق لتوفير الدافع، أو استخدام الوقت الذي تقضينه في الطريق لتصفية ذهنك.
بالطبع، ليس عليك فقط المشي للاستفادة من الأماكن الرائعة في الهواء الطلق، ويمكن للقوارب أو السباحة أو التخييم أو مجرد الاسترخاء في يوم جميل أن تعزز مزاجك.

 

 

 

- خصصي وقتاً لمشروع تهتمين به:
من الشائع الشعور بعدم الرضا عن العمل أثناء منتصف العمر، فقد تشعرين بالإرهاق أو الملل أو أنك أهدرت وقتك في مهنة لا تحبينها. في حين أنه قد يكون من المغري الإقلاع عن التدخين غدًا، إلا أن هناك طرقاً أفضل للتعامل مع هذا الشعور، ويتفق الخبراء على أن منتصف العمر هو الوقت المثالي للعمل على شيء أنت تتحمسين له.
ربما كنت ترغبين دائماً في كتابة رواية، أو ربما كنت دائماً مهتمة ببيع مجوهراتك المصنوعة منزلياً عبر الإنترنت. بغض النظر عن أي شيء، فإن التركيز على مشروع تهتمين به حقاً، يمكن أن يعزز طاقتك وتفاؤلك. بالإضافة إلى ذلك، قد يجلب لك مصدر دخل إضافياً، أو حتى يمكنك من تغيير حياتك المهنية.

- ضعي في اعتبارك التماس العلاج:
قد تعتقدين أن العلاج يقتصر على أوقات الشدة أو الصدمات أو الأزمات، لكن هذه ليست هي الحال. ويعتبر العلاج، أيضاً، أداة رائعة في الأوقات الانتقالية. ويمكن أن يكون منتصف العمر وقتاً رائعاً للتحدث مع المعالج، ويمكن للمعالج مساعدتك في فرز مشاعرك حول الأحداث الماضية، وإدارة التوتر الحالي، والتخطيط لمستقبلك. ويمكنه مساعدتك في تحقيق أقصى استفادة من سنوات منتصف العمر لديك، والشعور بالثقة في طريقك إلى الأمام.
إضافة إلى ذلك، إذا أحدثت فترة منتصف العمر تغييرات كبيرة، مثل: الطلاق أو صعوبات الزواج أو الوفاة، أو إذا تسببت في انعكاسات كبيرة على ماضيك، فيمكن للمعالج أن يوجهك من خلال أفكارك ومشاعرك.

إقرأ أيضاً: واجهي الاعتداءات النفسية للغير بما يضمن سلامة نفسيتك