شهدت مسيرة تمكين المرأة الإماراتية، في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، نجاحات وإنجازات كثيرة، حيث تولت المرأة مناصب مهمة واعتلت أعلى الوظائف، بفضل القوانين والقرارات التي صدرت، وجعلت تجربتها واحدة من أفضل التجارب العالمية. فقد عاشت المرأة الإماراتية، في عهد المغفور له، أزهى عصورها بفضل رؤيته الحكيمة وتوجيهاته السديدة ومساندته ودعمه القوي لها، وحظيت المرأة الإماراتية تحت رعايته باهتمام ودعم غير محدودين، حيث تم توفير كل أسس ومقومات نجاحها، وانعكس ذلك في تحقيقها العديد من الإنجازات المتميزة بمختلف المجالات والقطاعات.

وسار المغفور له الشيخ خليفة، على نهج والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم المرأة الإماراتية والثقة بقدراتها، فمن أقواله: "لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية مُلحة، وبفضل هذا التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجل متميز في مجال حقوق المرأة، فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الأنشطة جميعها من دون تمييز.. وإن الأبواب جميعاً مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور".

وبفضل الرؤية الحكيمة للمغفور له الشيخ خليفة، طيب الله ثراه، ودعمه، استطاعت المرأة الإماراتية أن تشغل 9 مقاعد وزارية وهو من أعلى المعدلات العالمية، كما كفل لها القانون الحصول على نصف عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، وشكل فوز الدكتورة أمل القبيسي برئاسة المجلس الوطني إنجازاً تاريخياً على المستويين المحلي والعربي.

كيف ترى البرلمانيات تمكين المرأة في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، والإنجازات التي حققتها؟ وإلى أي مدى، برأيهن، تحققت فرص العمل والمساواة بين الجنسين؟    

دعم غير محدود

تقول سارة محمد أمين فلكناز، عضو المجلس الوطني الاتحادي: "هيأ المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، البيئة الملائمة للمرأة لتشارك بإيجابية في مختلف مناحي الحياة. وقد سار على نفس نهج الوالد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يعد نصير المرأة وراعي نجاحاتها، في مواصلة تقديم كل العون والدعم والمساندة لابنة الإمارات، وكان يحرص على تسليحها بالعلم والمعرفة وصقل قدراتها بما يمكنها من تقلد المسؤولية في القطاعات كافة، فأصبحت المرأة قاضية وسفيرة ووزيرة وعضواً في المجلس الوطني الاتحادي، وعنصراً فاعلاً في القوات المسلحة والشرطة وسيدة أعمال ناجحة، فضلاً عن وجودها المتميز في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة. وفضلاً عن ذلك تمثل المرأة الإماراتية 28% من أعضاء مجلس الوزراء، وهي من أعلى النسب في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما تشغل المرأة 66% من الوظائف الحكومية، منها 33% من المراكز القيادية".

  • سارة محمد أمين فلكناز

وأشارت إلى أن حرص المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، على تمكين المرأة بشكل كبير في المجلس الوطني الاتحادي، تجسد في القرار رقم (1) لسنة 2019 الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس إلى 50%، وكان لهذا القرار بالغ الأثر في مسيرة تمكين المرأة سياسياً. كما تولت سيدة رئاسة المجلس الوطني الاتحادي عام 2015، موضحة أن الإناث في المجلس خلال الفصل التشريعي الحالي يشغلن العديد من المواقع المهمة التي تمكنهن من خدمة الوطن والمواطن، سواء على الصعيد الداخلي كرئيس ومقرر لعدد من اللجان، ونائب لرئيس المجلس، ومراقب للمجلس، ورئيس ونائب رئيس للمجموعات البرلمانية، ولجان الصداقة.

وأكدت فلكناز أن المرأة الإماراتية، وبفضل الجهود المخلصة للقيادة الحكيمة شغلت مراكز مهمة على عربياً وإقليمياً ودولياً، في البرلمانات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، كرئيس ونائب رئيس لجنة وعضو لجنة. مشيرة إلى أنه في عهد الشيخ خليفة، حصلت دولة الإمارات على المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر نسبة تمثيل المرأة بالبرلمان في تقرير التنافسية العالمية 2020. وهو نفس العام الذي اعتمدت فيه الدولة تعديلات تشريعية لتعزيز التوازن بين الجنسين، وتم منحها كافة الحقوق ومساواتها بالرجل في كافة المجالات، حيث تم تعديل قانون العمل للمساواة في الأجور بين المرأة والرجل.

 

المركز الأول

من جهتها، تؤكد عفراء بن هندي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، استكمل مسيرة التمكين التي بدأت منذ قيام الاتحاد عام 1971، ليجعل تمكين المرأة أولوية وطنية في عهده، حتى شهدت مسيرة المرأة تحولات كبيرة شملت جميع القطاعات والمجالات على مستوى الدولة حتى باتت مثالاً يستشهد بها في المحافل الدولية. والجدير بالذكر هنا، ما حرص عليه المغفور له من التمكين السياسي للمرأة، حيث وجه برفع نسبة تمثيل المرأة في مقاعد المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%". 

  • عفراء بن هندي

وترى عفراء بن هندي أن المغفور له الشيخ خليفة، طيب الله ثراه، حرص على تحقيق فرص العمل والمساواة بين الجنسين، من خلال التشريعات والمبادرات والسياسات والاستراتيجيات التي تضمن ذلك، حتى وصلت دولة الإمارات اليوم إلى المركز الأول عربياً، والمركز 18 عالمياً، في مؤشر المساواة بين الجنسين، بحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، وساعد في ذلك تشكيل "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين"، تلاه إصدار دليل التوازن بين الجنسين، الذي يعتبر دليلاً واضحاً لجميع القطاعات في الدولة، حتى يتم تحقيق هذا التوازن بالشكل الذي يحقق توجهات القيادة في هذا الشأن.

 

مراكز صنع القرار

في السياق ذاته، تقول هند حميد بن هندي العليلي، عضو المجلس الوطني الاتحادي: "إن التاريخ سجل في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، قائمة من التحولات الفارقة في مسيرة المرأة، منها: حصولها على نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، وتقدمها في مؤشرات التوازن بين الجنسين عالمياً، ومشاركتها في أبرز القطاعات الاستراتيجية كالفضاء والطاقة النظيفة وإتاحة المجال أمامها للالتحاق بالخدمة الوطنية بشكل اختياري، وإطلاق جوائز توثق إنجازات المرأة، مثل: جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات، وإصدار قرار بتعيين أول قاضية في دولة الإمارات، وتعيين أول وكيلتي نيابة للعمل بدائرة القضاء في إمارة أبوظبي". 

وأكدت العليلي أن "حصول المرأة على نصف عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي مناصفة مع الرجل له تأثير إيجابي مباشر على مسار التنمية في دولة الإمارات، من خلال ضمان مشاركة المرأة الكاملة والفعالة في السلطة التشريعية والرقابية بنسبة عالية، حيث إنه، وبحسب ما جاء في تقرير الاتحاد البرلماني الدولي لعام 2021، تصدرت دولة الإمارات المستوى العربي في نسبة المقاعد التي تشغلها المرأة في البرلمانات الوطنية، حيث تعد دولة الإمارات من بين أربع دول على مستوى العالم الأكثر تمثيلاً للنساء في البرلمان. وأشار التقرير إلى أن الإمارات تقع في المرتبة الثالثة عالمياً بالنسبة لتمثيل المرأة في البرلمان من بين 192 برلماناً دولياً، تم تصنيفها وفق نسبة مشاركة المرأة لعام 2021، كما حصلت الدولة على المركز الأول عربياً في تمثيل المرأة بمراكز صنع القرار والمناصب العليا وفق تقرير منظمة مجلس العلاقات الخارجية لعام 2021، ووفق بيانات التقرير شغلت المرأة الإماراتية في المناصب الوزارية 27%، وبلغت في المناصب التشريعية العليا 50%، وفي درجة التكافؤ السياسي 49%".