بلا شك إننا نشهد حالياً تحولاً كبيراً في معايير الجمال، فبعد أن كانت تتوجه النساء لإخفاء تجاعيدهن وخطوط العمر الدقيقة، إلا أننا بتنا حالياً نسمع عن هؤلاء النساء اللواتي لا يزعجهن الأمر، بل يعتبرن أن التصالح مع النفس والعمر أفضل، وهو ما يعرف حالياً بـ"فجر التأييد للتقدم في العمر". 
وبدأ البحث عن ينبوع الشباب عام 1513 من قبل بونثي دي ليون، بينما كان الشعب البريطاني يستخدم شرائح من اللحوم النيئة، في محاولةٍ منهم لتقليل التجاعيد لديهم، واستمر البحث بعدها عن سر الشباب. 
فمثلاً في فرنسا، أكد أعضاء المحكمة الفرنسية أن شرب الذهب والكلور يتحدى تقدم العمر، في حين أقسمت ماري، ملكة اسكتلندا، بالاستحمام في عصير العنب الأبيض لتحسين بشرتها، وغيرها من المعتقدات المختلفة حول إخفاء الشيخوخة وامتلاك الشباب الدائم. 
وقبل 40 عاماً، اتخذ الموضوع جديةً أكبر، وذلك عندما أطلق المسؤولون في مجال الإعلانات على هذا المفهوم اسم "مكافحة التقدم في العمر"، مشيرين إلى أنه صناعة تقدر بمليارات الدولارات. 

 

 

وبدأت النساء في الفترة الأخيرة، خصوصاً منذ تسعينيات القرن الماضي، يفهمن كيف يمكنهن كبح جماح آثار الشيخوخة، من خلال استخدام منتجات كالريتينول وواقي الشمس وفيتامين (سي) وحمض الهيالورونيك. 
ورغم أن الخبراء ومرشدي العناية بالبشرة كانوا على دراية بواقع مكافحة التقدم في العمر لبضعة عقود، وعلى دراية بأنه لا يمكن "إعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، ولا شيء يمكن أن يقوم بإخفاء التقدم في العمر وأضرار أشعة الشمس التي تؤثر على بشرتنا، إلا أن ذلك لم يجعل العلامات التجارية تتوقف عن تسويق منتجاتها التي تعد بذلك. 
وفي أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم حظر الكثير من الإعلانات، التي تتحدث عن "الكريمات المضادة للتقدم في العمر والتجاعيد" بسبب الصياغة المضللة، وانخفضت قيمة قطاع مكافحة التقدم في العمر من 2.2 مليار دولار إلى 1.9 مليار دولار، بل وبدأ مفهومٌ جديد يظهر على السطح، يقول بين سطوره علينا تقبل الواقع، وإن مفهوم مكافحة التقدم في العمر هو ببساطة غير موجود. 
وبدأت بعض الحركات تشجع مستخدمي تطبيق "إنستغرام"، والعلامات التجارية، في التخلص من التوقعات غير الواقعية للبشرة والجسم، وتقبل عيوب البشرة، وحب أجسادنا كما هي، وأن علامات التقدم في العمر هي جزء من حياتنا. 
ويمكن القول إن النساء وحدهن هنَّ من يمتلكن القرار حول أجسادهن، فإذا كنَّ يرغبن في أن يتقدمن في العمر دون أي تعديل وباستخدام القليل من الأمور التي تحميهن، فإن الخيار في أيديهن. 
وعلينا أن ندرك أن التقدم في العمر ليس أمراً لنحاربه أو نتجنبه، إنه مجرد جزء من الحياة.

 

إقرأ أيضاً: أفضل 15 مرطباً مع واقي الشمس لتبسيط روتينك الصباحي