تؤثر الإصابة بمرض السكري على الجلد والبشرة بشكل عام، وقد تسبب هذه الإصابة مشاكل كثيرة للبشرة، لكن كيف يؤثر السكري في صحة الجلد والبشرة؟
تقول أخصائية البشرة والجلدية، الدكتورة سجى العبد، في حديث لـ"زهرة الخليج"، إن ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤثر على الصحة العامة، ومنها بكل تأكيد الجلد والبشرة، وتشكل بعض الأعراض المتعلقة بالبشرة والجلد دليلاً مهماً على الإصابة بمرض السكري، أو مقدمات السكري، أو أنها تشير إلى أن المريض يحتاج لتعديل العلاج الذي يمنح له.
وتبين الدكتورة سجى أن مريضة السكري تميل للإصابة بالالتهابات الجلدية، وقد تتسبب هذه الالتهابات بأن يصبح الجلد ساخناً ومتورماً ومؤلماً، كما تحدث هذه الالتهابات طفحاً جلدياً وحكة وقد يصاحبها انتشار البثور وجفاف القشرة، إضافة لوجود إفرازات بيضاء.

 

  • الدكتورة سجى العبد

 

وتؤكد أخصائية البشرة والجلدية: هذه الالتهابات يمكن أن تحدث في أي منطقة بالجسم، منها ما بين أصابع القدم، وحول الأظافر، وحتى في فروة الرأس.
وبشكل عام، إن ارتفاع السكر في الدم يؤدي لضعف الدورة الدموية، وقد يتسبب هذا الأمر بتلف بعدد من الأعصاب، ويؤدي لتلف البشرة وتوقفها عن إنتاج الكولاجين.
كيف يوثر مرض السكري في بنية البشرة؟
توضح الدكتور سجى، في حديثها لـ"زهرة الخليج"، أن وظيفة الطبقات الخارجية من الجلد هي حماية الجسم من الجفاف والأمراض والمواد الضارة، وتتضرر هذه الطبقات بشكل كبير جراء الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
وتبين الدكتورة: "الأدمة" موطن الأوعية الدموية والأعصاب والعرق والغدد الدهنية، وتكمن تحت البشرة، فإذا دمرت هذه "الأدمة" بفعل مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم، فإن البشرة ستتعرض لجميع أنواع الإجهاد الإضافي، وتظهر علامات شيخوخة الجلد البيولوجية البيئة بشكل مبكر.

 

 

أعراض تصيب بشرة مرضى السكري 

تشير الأخصائية سجى إلى وجود عدد من الأعراض التي تصيب بشرة مرضى السكري، منها:
· تكون البشرة جافة ومتهيجة ومشدودة بشكل ملحوظ، وهي علامة تحذير لمرضى السكري، إذ إن 40% من المصابين بمرض السكري يعانون هذه الأعراض الناتجة عن خلل في إمداد البشرة بالغذاء.
· تسبب الإصابة السكري صعوبة كبيرة في احتفاظ البشرة بالتطريب الذي تحتاجه، لذا فإنها تجف بسرعة. 
· تؤثر على التوازن الطبيعي للزهم، وهي مادة ذات طبيعة زيتية، يميل لونها للون الأصفر يتم إفرازها بشكل طبيعي في الجسم، كما تؤثر الإصابة بالسكري على إنتاج الغدد الدرقية.
· تسبب تلف طبقة الهايدروليد، التي تغطي البشرة فلا تستطيع توفير حماية لها، كما أن الإصابة بالسكري تعمل على الحد من عمل وظيفة حاجز البشرة، التي يمكن أن تهدد نظام المناعة في الجسم.
· تزيد الإصابة بالسكري احتمالية تعرض البشرة للجروح والإصابات، التي تكون عرضة للالتهاب.
· يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات عصبية (وهي حالة تعرف باسم الاعتلال العصبي)، وهي التي تحد من إحساس البشرة عند تعرضها للتلف.

وتوضح الدكتورة سجى أن البشرة لدى مرضى السكري عرضة لتصبح هشة ومتشققة، وهو أمر غير مرتبط بالانزعاج فقط، وإنما يشكل خطراً على الصحة، بحيث تؤدي الخدوش البسيطة لإصابات لا تحظى بالاهتمام اللازم لشفائها، وبالتالي تتدهور صحة الجلد، ما يتسبب في مشاكل جسدية ونفسية، ويمكن منع حدوث أضرار جسيمة للجلد بهذه الحالة، من خلال منح البشرة العناية المناسبة.

 

إقرأ أيضاَ: تأييد التقدم في العمر.. كيف تغيرت مفاهيم الجمال؟

 

العناية ببشرة مرضى السكري
تنصح أخصائية البشرة والجلدية سجى مرضى السكري بضرورة العمل على حماية بشرتهم ورعايتها، من خلال استخدام منتجات طبية عالية الجودة، بعضها أثبتت فاعلية كبيرة مع الأشخاص المصابين بالسكري، وهنالك منتجات أثبتت جودتها سريرياً وجلدياً، بأنها فعالة للغاية، وتتوافق مع بشرة مريض السكري.
وتشير لأهمية العناية المنتظمة بالبشرة، التي بإمكانها تحسين حالتها بشكل كبير، من خلال استخدام المطرِّيات المناسبة التي ستعمل على تقليل خطر الإصابة بالعدوى للجسم، خاصة الساقين.
وتحذر العبد مرضى السكري من استخدام بعض الأجهزة، منها "الديرما" كون الجروح الناتجة عن الحقن قد لا تلتئم بسرعة، وتسبب مشكلة كبيرة.