تعطي النساء عناية خاصة لزيادة جمال الشعر والمحافظة عليه من التغيرات التي تطرأ بمرور الزمن، إذ إن شعر الرأس يعتبر تاجاً للجمال، وعنواناً للصحة، وجمال الشعر يؤثر على بقية أجزاء الجسم. ومن مقاييس الجمال المهمة في الشعر خلوه من التجاعيد، وكثرة لمعانه، وكونه منسدلاً بنعومة، إضافة إلى لونه وطوله، لذلك كان البحث عن مواد تساعد على تحقيق هذه المواصفات والحفاظ عليها، الشغل الشاغل للكثير من الناس على مر العصور.
ومن المواد التي شاع استخدامها في السنوات الأخيرة مادة الكيراتين (Keratin)، وهي بروتين يوجد بصورة طبيعية في الجسم، خاصة في الشعر والجلد، ويعمل على حماية أنسجة الجسم التي يغطيها، فمثلاً تُشكل هذه المادة طبقة عازلة تشبه الشبكة تحيط بالشعرة الواحدة، وتعمل كعازل يحميها من العوامل الخارجية، كذلك يعطي الكيراتين الشعر لمعاناً وقوة ومنظراً صحياً.
ولا يمكن للكيراتين أن يعمل على فرد الشعر وحده، وإنما يحتاج إلى مواد إضافية يتم خلطها بالبروتين أثناء جلسات الفرد، ليتمكن من تمليس الشعر والتخلص من ثنياته، ومن أبرز المواد الإضافية التي تضاف مع الكيراتين (الفورمالين الذي يعمل على فرد الشعر)، وكذلك عن طريق كيّ الشعر عند وضع الكيراتين.
وهناك العديد من أنواع الكيراتين الموجودة في الأسواق، ويُعد المنتج البرازيلي هو الأفضل والأقدم، وإن كانت بدأت منتجات أميركية أخرى في الظهور. وتختلف أنواع الكيراتين على حسب سياسة الشركة المنتجة له، إذ تنقسم هذه الشركات إلى:
· شركات تنتج كيراتين يقوم بعلاج تقصف وتساقط وهيشان الشعر، ويقوم بتطريته وتنعيمه، وجعله صحياً ولامعاً (لا تحتوي على فورمالين).
· شركات تنتج كيراتين يقدم نسبة فرد 70%، نتيجة نسبة فورمالين بسيطة، وأحماض أمينية تقوم بفرد الشعر بشكل آمن جداً وطبيعي.
· شركات تنتج كيراتين به نسبة فورمالين عالية، لذا ينتج عنه نسبة فرد من 90 إلى 100%، إلا أن لها آثاراً جانبية آنية وبعيدة المدى نتيجة لوجود هذه النسبة العالية من الفورمالين.
وعتبر أفضل أنواع الكيراتين صحية هي الخالية تماماً من مادة الفورمالين (زيرو فورمالدهايد)، (سمحت منظمة الصحة العالمية بإضافة نسبة فورمالين لا تتعدى الـ0.2%). إلا أن أغلب الشركات تضيف مادة الفورمالين لكي تعمل على فرد الشعر وجعله ناعماً. ولتجنب شراء كيراتين يحتوي على نسبة عالية من الفورمالديهايد، تجب قراءة ملصق المكونات جيداً لمعرفة نسبته، كذلك يجب الانتباه إلى بعض المركبات الكيميائية التي تعمل بنفس طريقة الفورمالدهايد، ولها نفس آثاره الجانبية وأضراره مثل: جلوتارالدهايد، أوكسالدهايد، ثيوجليكولات الأمونيوم (والذي يستخدم أيضاً في كريمات الفرد الدائمة)، وميثلين جليكول.
ويجب الانتباه إلى أن الكيراتين لا يصلح استخدامه على الشعر الضعيف والشعر شديد التلف، وبصفة عامة إذا كان الشعر يتحمل درجة حرارة تصل إلى 450 درجة أثناء فرده بالمكواة، فيمكنه تحمل الفرد بالكيراتين، كذلك لا يوصى باستخدامه مع الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 16 سنة، كذلك إن الكيراتين له تأثير ضعيف مع الشعر كثير التجاعيد والملتوي (لذلك يوصى بعدة جلسات للحصول على نتائج جيدة).
أما فاعليته، فتستمر لعدة أسابيع وليس دائماً، إذ تقل فاعليته بالتدريج بعد كل عملية غسل للشعر. وبصورة عامة إذا أردت إطالة مدة فاعلية الكيراتين على شعرك، فيجب اتباع الخطوات التالية:
- لا تغسلي شعرك لمدة 3-4 أيام بعد وضع الكيراتين، إذ يحتاج الكيراتين وقتاً أطول لكي يثبت على الشعر.
- بعد المدة أعلاه (فترة عدم الغسل)، يوصى باستخدام شامبو لا يحتوي على كبريتات الصوديوم (sodium sulphate)، والذي يشكل المادة المكونة للرغوة في أغلب منتجات الشامبو، لذلك يمكن استخدام الشامبو الخاص بالأطفال بدلاً من الشامبو العادي، إذ إنه لا يحتوي على كبريتات الصوديوم. كذلك يجب عدم الإكثار من غسل الشعر، إذ يوصى بألا تزيد على 2-3 مرات أسبوعياً.
- يوصى بتجنب الذهاب إلى حمامات السباحة لمدة 3-4 أيام، كذلك تغطية الشعر عند النزول إلى حمام السباحة أو البحر (بعد هذه المدة) لحمايته من مادة كلوريد الصوديوم، التي تقلل مدة فاعلية الكيراتين.
- عدم الإفراط في استخدام مكواة الشعر المسطحة بعد معالجة الشعر حتى لا تسبب تكسر الشعر.
- تجنب صبغ الشعر لمدة أسبوعين قبل وبعد المعالجة بالكيراتين.
إقرأ أيضاً: 7 حيل بسيطة للحصول على شعر طويل وصحي
أما طريقة معالجة الشعر بالكيراتين، فتمر بالمراحل التالية، إذ يقوم مصفف الشعر أولاً بغسل الشعر بالشامبو وتجفيفه بواسطة مجفف الشعر، وبعدها يقسم الشعر إلى خصل وتتم معالجة كل خصلة بالكيراتين بواسطة فرشاة، وتترك لمدة 20 دقيقة، بعدها يقوم مصفف الشعر بكيّ الشعر المعالج بواسطة مكواة الشعر (حيث تستخدم درجة حرارة عالية، يجب أن تكون ملائمة لشعرك)، وتستمر هذه العملية لمدة تصل إلى 90 دقيقة أو أكثر، بحسب نوع الشعر وطوله.