سواءً كنتِ من محبي الحلويات، أو من محبي الوجبات الخفيفة اللذيذة، فنحن جميعًا نتوق إلى الملح من وقت لآخر، ما يجعلنا نرغب في الحصول على حفنة من رقائق البطاطا أو رش الملح بسخاءِ بعض الشيء على وجباتنا، والجزء المضحك في هذا هو أننا في كثير من الأحيان لا نعرف السبب، حيث إننا نشعر فقط بالحاجة إلى استهلاك المزيد من الملح. 
والملح جزء طبيعي من النظام الغذائي للإنسان، إذ إن الصوديوم هو إلكتروليت يحافظ على توازن السوائل لدينا، ويضمن عمل قلوبنا وأوعيتنا الدموية بشكل صحيح، كما يضمن عمل أعصابنا بشكل كافٍ لنقل النبضات في جميع أنحاء الجسم التي لولاها لكنا متنا. 
وربما سمعتِ كثيراً تلك التحذيرات حول مدى تسبب الكثير من الملح في ارتفاع ضغط الدم، لكننا في بعض الأحيان نتوق إليه، ما يعني أمراً ما بحسب الخبراء، إذ إن الرغبة الشديدة في تناول الطعام هي علامة من الجسم على أنكِ تفتقدين شيئًا ما وتحتاجين إليه. 
وفي بعض الأحيان، نتوق إلى تناول الملح عندما نشعر بالجفاف وهو ما يبدو كأنه تناقض في الأمر، لكن إليكِ السبب في ذلك. 

 

 

ماذا يحدث عندما يصاب جسمكِ بالجفاف؟ 
يحتاج جسمكِ إلى الحفاظ على توازن صحي للعناصر، بما في ذلك الصوديوم الموجود بالملح، وعندما تصابين بالجفاف فإنكِ تفقدين توازن السوائل الثابت. 
ويقول الخبراء إننا نحتاج إلى 2300 ملليغرام - أو ملعقة صغيرة - من الملح يوميًا، حيث إنه أحد أهم مكونات أجسامنا، لذا فإن الرغبة في تناول الطعام المالح هي آلية فطرية لحماية الجسم. 
ومن المفارقات أنه عندما نحتاج إلى شرب المزيد من الماء، فإننا نشتهي الملح، ورغم أن هذا قد يبدو كأنه دافع متعارض، إلا أن الفكرة تكمن في أنه عند تناولكِ الملح ستحتاجين إلى شرب الماء بشكل طبيعي كنتيجةٍ حتمية وبعد فترة وجيزة لأن الملح يجعلكِ تشعرين بالعطش. 
وغالبًا يخفي العطش الجوع، كما أن الملح والأطعمة المالحة تحفز العطش، لذلك إذا كنتِ تشتهين شيئًا مالحًا، فقد يكون جسمكِ في الواقع يتوسل للحصول على بعض الماء. 

 

إقرأ أيضاَ: تألقي على البحر.. قبعات أنيقة ومرحة

 

نصائح للبقاء رطبة 
ليس من السهل دائمًا اكتشاف الجفاف، لكن هناك بعض العلامات، وتشمل العلامات المبكرة للجفاف الصداع، والدوخة، وسرعة ضربات القلب، وتشنجات العضلات، وتقلب المزاج، وقد تلاحظين أيضًا جلدًا متعرقًا وباردًا، وقلة الرحلات إلى الحمام والاشتياق للأطعمة المالحة. 
ومن السهل الإصابة بالجفاف أكثر مما تعتقدين، فمثلاً عندما نكون مشغولين أو تحت الضغط، يمكننا بسهولة إهمال احتياجاتنا الجسدية حتى يتم التعرف عليها في شكل أعراض، وحتى مع ذلك في بعض الأحيان يمكن أن نفوت الإشارات. 
وأثناء الطقس الحار، نحتاج ببساطة إلى المزيد من الشرب، لذا فكري بشكلٍ استباقي وتأكدي من شربك كثيرًا عندما ترتفع درجات الحرارة، وإذا كنتِ تمارسين تمارين رياضية قاسية فأنتِ بحاجة إلى المزيد من السوائل، فكلما زاد التعرق زاد فقدان الصوديوم.