معروف أن اضطرابات الشخصية نوع من الاضطرابات النفسية الشائعة إلى حد ما، ويصدر عن المصاب بها نمط تفكير وسلوك متعصب، ويجد الشخص الذي يعاني هذه الاضطرابات مشاكل في علاقاته ومهام حياته، وعادة لا يدرك المصاب أنه مضطرب، لكنه سيواجه العديد من المشكلات. ومن هنا، تأتي أهمية التشخيص والعلاج المبكر، بحسب موقع mind.org الطبي.
كما أن المحيطين بالمصاب لا يدركون إصابته، لكن يعانون غرابة تصرفاته، وكلما زادت العلاقة قرباً كلما زادت درجة المعاناة، ولشيوع اضطرابات الشخصية، وتعدد أنواعها، فإنها يمكن أن تكون السبب الخفي خلف العديد من المشكلات العائلية.

وتبدأ اضطرابات الشخصية في سنوات المراهقة أو البلوغ المبكر، وأحياناً تقل حدة الأعراض مع تقدم السن. وتقسم اضطرابات الشخصية لثلاث مجموعات: (أ - ب - ج)، وكثيرون يعانون علامات وأعراض اضطراب واحد آخر على الأقل.
- اضطرابات الشخصية المجموعة (أ)، تتميز بالتفكير أو السلوك الغريب.
- اضطرابات الشخصية المجموعة (ب)، تتميز بالتفكير والسلوك العاطفي بشكل مفرط.
- اضطرابات الشخصية المجموعة (ج)، تتميز بالتفكير أو السلوك القلق.
ولا بد من توافر مجموعة محددة من المعايير (تم تحديدها في الدليل التشخيصي والإحصائي لمشكلات الصحة النفسية)، ليتم تشخيص أي من هذه الاضطرابات، وعند وجود عدد من المعايير لا ترقى لدرجة الاضطراب، يتم تشخيص الشخص على أنه مصاب بسمات، ووجدنا بعضاً من السمات فقط التي لا ترقى لتشخيص الاضطراب، ففي هذه الحالة يعتبر الشخص مصاباً ببعض سمات الشخصية (Trait).

أنواع اضطرابات الشخصية المجموعة (أ)، وتشمل:
- اضطراب الشخصية البارانوية.
- اضطراب الشخصية الفصامية.
- اضطراب الشخصية فصامي النمط.

معايير اضطراب الشخصية البارانوية
- الشك في الآخرين، بما في ذلك الزوج (الزوجة).
- الاعتقاد أن الآخرين يحاولون إيذاءك.
- ردود فعل غاضبة أو معادية تجاه الإهانات المتخيَّلة.
- الميل إلى حمل الضغائن والأحقاد في النفوس.

معايير اضطراب الشخصية الفصامية
- تفضيل الوحدة.
- عدم الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية.
- عدم القدرة على التعبير العاطفي.
- عدم القدرة على الاستمتاع بمعظم الأنشطة.
- عدم الرغبة في ممارسة الجنس.

معايير اضطراب الشخصية فصامي النمط
- ارتداء الملابس بطريقة غريبة، أو التفكير والسلوك الغريب.
- التجارب الحسية الغريبة، مثل سماع أصوات غير موجودة.
- المشاعر السطحية، أو ردود الفعل العاطفية غير الملائمة.
- القلق الاجتماعي.
- الاعتقاد أنه يمكنك التأثير على الناس والأحداث بأفكارك.
- الاعتقاد أن بعض الأحداث العارضة لها رسائل مخفية.

أنواع اضطراب الشخصية المجموعة (ب)، وتشمل:
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- اضطراب الشخصية الهستيرية.
- اضطراب الشخصية النرجسية.

 

 

 

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
- تجاهل احتياجات الآخرين أو مشاعرهم.
- الكذب، والسرقة، وخداع الآخرين.
- تكرار حدوث مشكلات مع القانون.
- الانتهاك المتكرر لحقوق الآخرين.
- السلوك العدواني، والعنيف أحياناً.
- تجاهل سلامة النفس أو سلامة الآخرين.
- السلوك الاندفاعي.
- الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية.
- عدم الندم على السلوك.

اضطراب الشخصية الحدية
- السلوك الاندفاعي والمحفوف بالمخاطر.
- اضطراب صورة الذات.
- العلاقات غير المستقرة.
- الحالات المزاجية المتقلبة.
- السلوك الانتحاري.
- سلوكيات إيذاء النفس.
- الخوف الشديد من الهجر.
- شعور مستمر بالخواء.
- الغضب الحاد والمتكرر.

اضطراب الشخصية الهستيرية
- السعي المستمر للفت الانتباه.
- العاطفية الزائدة والسعي للإثارة الجنسية.
- التأثر بسهولة بكلام الآخرين.
- العواطف السطحية المتغيرة بسهولة.
- القلق المفرط بشأن المظهر الجسدي.

اضطراب الشخصية النرجسية
- الاعتقاد أنك مميز وأكثر أهمية من الآخرين.
- الأوهام حول القوة والنجاح والجاذبية.
- عدم إدراك احتياجات الآخرين ومشاعرهم.
- المبالغة في الإنجازات أو المواهب.
- توقع المدح والإعجاب المستمر.
- الغطرسة.


أنواع اضطرابات الشخصية المجموعة (ج)، وتشمل:
- اضطراب الشخصية الاجتنابية.
- اضطراب الشخصية الاعتمادية.
- اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية.

اضطراب الشخصية الاجتنابية
- الحساسية الشديدة تجاه النقد أو الرفض.
- الشعور بعدم الملاءمة أو قلة الشأن أو عدم الجاذبية.
- الكبت الاجتماعي والخجل والعزلة.
- الخجل الشديد.

اضطراب الشخصية الاعتمادية 
- الإفراط في الاعتماد على الآخرين.
- الخوف من الحاجة إلى رعاية نفسك.
- عدم الثقة بالنفس، والحاجة إلى التشجيع الزائد.
- صعوبة بدء المشاريع، أو القيام بها من تلقاء نفسك بسبب قلة الثقة بالنفس.
- صعوبة الاختلاف مع الآخرين، خوفاً من الرفض.
- التسامح مع المعاملة السيئة أو المؤذية.

اضطراب الشخصية الوسواسية
- الانشغال بالتفاصيل والنظام والقواعد.
- الكمالية المفرطة، وعدم إنجاز المشاريع.
- الرغبة في السيطرة على الناس، والمهام، والمواقف، وعدم القدرة على تفويض المهام.
- إهمال الأصدقاء والأنشطة الممتعة بسبب الالتزام المفرط تجاه العمل أو أحد المشروعات.
- عدم القدرة على التخلص من الأشياء المكسورة أو عديمة القيمة.
- الصرامة والعناد.
- عدم المرونة بشأن الفضائل والأخلاقيات والقيم.
- البخل في إنفاق المال. 
واضطراب الشخصية الوسواسية مختلف عن اضطراب الوسواس القهري.

 

أسباب اضطرابات الشخصية:
تتكون الشخصية أثناء مرحلة الطفولة، وتتشكل من خلال تفاعل عاملين، هما: الجينات والبيئة.
ويُعتقد أن الاضطرابات الشخصية تنتج عن مزيج من هذه المؤثرات الموروثة والبيئية.
وهناك عوامل تزيد مخاطر الإصابة باضطرابات الشخصية، منها: وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطرابات الشخصية أو غيرها من الأمراض النفسية، والتعرض للإيذاء في مرحلة الطفولة، والإهمال أو الحياة الأسرية غير المستقرة خلال مرحلة الطفولة، والتغيرات في كيمياء الدماغ وبنيته، وعادة تبدأ هذه الاضطرابات في سنوات المراهقة أو البلوغ.
يمكن أن تُعيق اضطرابات الشخصية حياة الشخص المصاب، وأولئك الذين يعتنون به بشكل كبير، فقد تتسبب اضطرابات الشخصية في حدوث مشكلات في العلاقات، أو العمل، أو المدرسة، ما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، أو إدمان الكحول، أو تعاطي المخدرات.

يستخدم الطبيب الفحوص والاختبارات التالية:
- الفحص الجسدي:
الاختبارات المعملية: مثل اختبارات الدم، (تعداد الدم الكامل أو اختبار الغدة الدرقية)، واختبارات بشأن تناول الكحوليات وتعاطي المخدرات. والتقييم النفسي: من خلال مناقشة الأفكار، والمشاعر، والسلوكيات.
قد يصعب أحياناً تحديد نوع اضطراب الشخصية، حيث تتشارك بعض اضطرابات الشخصية في الأعراض نفسها، لكن الأمر يستحق الوقت والجهد للحصول على تشخيص دقيق بحيث تتمكن من تلقي العلاج المناسب.
ولتشخيص الإصابة باضطراب محدد من اضطرابات الشخصية، يجب استيفاء معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فكل اضطراب من اضطرابات الشخصية له مجموعة من معايير التشخيص، ويعاني المصاب بضعف في اثنين على الأقل من المجالات التالية: طريقة فهم وتفسير نفسه والآخرين والأحداث، وعدم ملاءمة ردود فعله العاطفية، وعدم كفاءة الأداء عند التعامل مع الآخرين وفي العلاقات وعدم القدرة على السيطرة على الرغبات.

علاجات وعقاقير لاضطرابات الشخصية:
يعتمد أفضل علاج على نوع اضطراب الشخصية، وقد يتطلب العلاج شهوراً أو سنوات، وحسب نوع الاضطراب وشدة الحالة قد يقترح الطبيب واحداً أو أكثر من العلاجات التالية: العلاج النفسي، والأدوية، ودخول المستشفى.
- أولا: العلاج النفسي:
يساعدك العلاج النفسي على فهم حالتك والتحدث عن مزاجك ومشاعرك وأفكارك وسلوكياتك، ويمكنك من معرفة الطرق الصحية للتعامل مع الأعراض وتقليل السلوكيات التي تزعجك.
- ثانيا: الأدوية:
لا توجد أدوية معتمدة لعلاج اضطرابات الشخصية، لكن هناك عدة أنواع من الأدوية النفسية التي تساعد في تحسين الأعراض، منها: مضادات الاكتئاب، ومثبتات المزاج، والأدوية المضادة للذهان، والأدوية المضادة للقلق.
- ثالثا: العلاج داخل المستشفى:
في بعض الحالات، قد تكون أعراض اضطراب الشخصية شديدة للغاية بحيث تتطلب الدخول لمستشفى الأمراض النّفسية، ودواعي الدخول للمستشفى، هي: عدم القدرة على رعاية النفس بشكل سليم، وخطر مباشر لإيذاء النفس، أو إيذاء الآخرين.