نبات الحلبة أحد أكثر أنواع النباتات فائدة للإنسان، لما فيه من فوائد وقيم غذائية مرتفعة جداً، ولقد استخدمت الحلبة كدواء منذ آلاف السنين، حيث سجل المصريون قبل نحو ألف وخمسمائة عام قبل الميلاد وصفة صنعت من الحلبة كعلاج للحروق المختلفة التي تصيب الإنسان، كما كانت تستعمل في حالات الولادة، وقد استخدمها الصينيون لعلاج الأمراض الجلدية، وغيرها من الحالات الصحية الأُخرى. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الحلبة من أشهر التوابل المنزلية، ومع ذلك بدأ العلم الحديث في اكتشاف فوائدها الحقيقية، واسم الحلبة جاء من اسم "حلبا"، وهو من أصل هيروغليفي. 
وتعرف الحلبة علمياً باسم Trigonella foenum-greacum، والموطن الأصلي للحلبة هو شمال أفريقيا والبلدان التي تحد شرقى البحر المتوسط، وهي تزرع حالياً في أغلب مناطق العالم، ونبات الحلبة عبارة عن نبات عشبي حولي صغير، يحمل ثماراً على هيئة قرون، وتحمل كل ثمرة عدداً من البذور ذات لون أصفر تميل إلى الخضار. 

وتحتوي بذور الحلبة، بحسب خبيرة التغذية ماجدة الشبول، على عدد كبير من المكونات الكيميائية، وهي تشمل: البروتينات والأحماض الأمينية، والفلافونويد، والصابونين، والصابونين الستيرويدية، والكومارين، والدهون، والفيتامينات، والمعادن، وألياف الجالاكتانان، والقلويات، مثل التريجونيلين. 
وكل 11 غراماً، أي ما يعادل ملعقة كبيرة من بذور الحلبة، تحتوى على: 1.0 من الماء، و36 سعراً حرارياً من الطاقة، و2.5 من البروتين، و0.7 من الدهون، و1 غم من الكربوهيدرات، و2.7 من الألياف الغذائية، و20 ملغم من الكالسيوم، و3.7 ملغم من الحديد، وهي تمثل 20% من احتياجات الفرد اليومية، و33 ملغم من الفوسفور، و85 ملغم من البوتاسيوم، و7 ملغم من الصوديوم، و0.28 ملغم من الزنك، و0.3 ملغم من فيتامين (ج)، و835 ميكروغرام من فيتامين (أ)، و0 ملغم من الكوليسترول. 
وتحتوي الحلبة على العديد من الفوائد الصحية، ففي بذورها العديد من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم، كما تعد أوراق الحلبة مصدراً غنياً بفيتامين (ك)، ومن أبرز فوائد الحلبة: 

زيادة إفراز حليب الأم: 
حليب الأم هو الغذاء الأمثل لحديثي الولادة، وهو أفضل مصدر للتغذية ونمو الطفل، وقد تتأثر كمية إفراز حليب الثدي بعدة عوامل، وعادة يتم وصف أدوية لزيادة كميته، وقد وجدت الدراسات أن نبات الحلبة يساعد على إفراز الحليب، لذلك يمكن اعتباره بديلاً طبيعياً آمناً من تلك الأدوية، حيث وجدت دراسة استغرقت 14 يوماً على 77 من الأمهات الجديدات أن تناول الحلبة قد زاد إنتاج لبن الأم بما يعادل الضعف، ما ساعد الأطفال على زيادة الوزن. 

إقرأ أيضاً:  لن تصدقي أن المايونيز يمنحك هذه الفوائد
 

تخفيف عسر الطمث: 
يقلل تناول 1.8-2.7 غرام من مسحوق بذور الحلبة ثلاث مرات يومياً، في أول ثلاثة أيام من فترة الحيض، تليها 0.9 غرام ثلاث مرات يومياً في دورتي الحيض التاليتين، من آلام الحيض. 

تقلل خطر الإصابة بالسرطان: 
تساعد المكونات المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهابات، الموجودة بالحلبة في الوقاية من الجذور الحرة، ما يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالسرطان. 

تخفف الحمى والتهاب الحلق: 
عندما تؤخذ الحلبة مع ملعقة صغيرة من الليمون والعسل الأبيض، يخفف هذا المشروب السعال، والألم الناجم عن التهاب الحلق. 

تساعد على التخلص من التهاب الجلد: 
تحتوي بذور الحلبة على خصائص مضادة للجراثيم، فهي تساعد في تخفيف مشاكل البشرة المختلفة، ويتم ذلك بنقع بذور الحلبة في الماء لمدة أربع إلى خمس ساعات، ثم تؤخذ هذه البذور، ويتم عمل معجون منها ثم يوضع في قطعة قماش نظيفة، وتوضع هذه القماشة على الأماكن المصابة من البشرة، مثل: الحروق والدمامل وندبات الإكزيما. 

تساعد في عملية الهضم: 
تخفف عسر الهضم، وتساعد أيضاً في علاج الإمساك بسبب محتواها العالي من الألياف. 

تعزز امتصاص الحديد في الجسم: 
كل معلقة كبيرة من بذور الحلبة تحتوي على ما يعادل 20% من احتياجات الفرد من الحديد، وهذا يقلل خطر الإصابة بالأنيميا. 

تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب: 
تناول بذور الحلبة مع البطاطا الحلوة يعتبر مصدراً ممتازاً للبوتاسيوم والجلاكتونان، ما يساعد في السيطرة على معدل ضربات القلب وضغط الدم، جنباً إلى جنب مع تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية. 

إقرأ أىضاً:  عادات صباحية تحفزك على خسارة الوزن
 

تحدُّ من الحكة وقشرة فروة الرأس: 
الخاصية المضادة للجراثيم والمضادة للفطريات من الحلبة تمنع هجوم البكتيريا والفطريات لفروة الرأس، ويساعد ذلك تقليل تكوين قشرة الرأس، وينصح بنقع بذور الحلبة في الماء أثناء الليل، وفي الصباح تتم تصفية المحلول وشطف الشعر باستخدام هذا المحلول.