وافقت منظمة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وفي الاتحاد الأوروبي، في أبريل عام 2021، على استخدام دواء "دوسترليماب" في الولايات المتحدة الأميركية لعلاج سرطان بطانة الرحم المنتشر، وبعض أنواع السرطانات، بعد القيام بالعديد من الدراسات منذ عام 2017، بحسب موقع webmd الطبي.
ومادة دواء دوسترليماب dostarlimab هي نوع من الأجسام المضادة الأحادية النسيلة (Humanized monoclonal antibody)، من النوع الرابع (IgG4)، والتي يتم تصنيعها باستخدام التكنولوجيا الحيوية المتوافقة مع البشر.

• كيف يؤدي دواء دوسترليماب تأثيره الدوائي؟
- تقوم بعض الخلايا السرطانية بإفراز نوعَين من البروتينات، هما: PD-L1، وPD-L2، اللذان يقومان بالارتباط بمستقبلات، خاصة على جدران الخلايا المناعية التائية (T-Cells)، وهذه المستقبلات هي المسؤولة عن نشاط وفاعلية هذه الخلايا المناعية. 
وعند ارتباط هذه البروتينات، التي تفرزها الخلايا السرطانية بالمستقبلات الموجودة على الخلايا المناعية التائية، تُعطل دورها في قتل الخلايا السرطانية، وهنا يأتي دور دواء دوسترليماب، الذي يرتبط بالمستقبلات (PD-L1)، الموجودة على الخلايا المناعية؛ فلا تستطيع البروتينات التي تفرزها الخلايا السرطانية تعطيل عمل الخلايا المناعية التائية، فتقوم بوظيفتها بشكل طبيعي، وتهاجم الخلايا السرطانية الموجودة وتقتلها وتمنع انتشارها.

• ما أنواع الأورام السرطانية التي يستخدم "دوسترليماب" في علاجها؟
- يستخدم دواء دوسترليماب في علاج الأورام السرطانية الصلبة (Solid tumors)، التي تحدث عادة بسبب نقص إنزيمات إصلاح الحمض النووي (DNA)، والتي تسمى (dMMR)، ما يؤدي إلى تكاثر الخلايا بشكل غير منظم، فتتكون أورام سرطانية صلبة، مثل: سرطان بطانة الرحم (Endometrial cancer)، وسرطان المستقيم (colon cancer). 
وقد أقر استخدام هذا الدواء في علاج المصابات بسرطان بطانة الرحم، إذا لم تحدث لديهن استجابة جيدة للعلاج الجراحي والكيماوي، المعتمد من الهيئات الطبية حالياً.

• ما الجرعة المستخدمة من دواء دوسترليماب؟
- يتم إعطاء دواء دوسترليماب بشكل محلول وريدي (Intravenous)، يتم أخذه على مدى 30 دقيقة تحت إشراف الطبيب. ويؤخذ مرة واحدة كل ثلاثة أسابيع في أربع دورات متتالية، أي ما يعادل 12 أسبوعاً، ثم بدايةً من الدورة الخامسة تصبح الجرعة مرة واحدة كل ستة أسابيع إلى أن يقرر الطبيب إيقاف الدواء. وتتم مراقبة المريضة للتأكد من عدم حدوث مضاعفات أثناء إعطاء الدواء.

تنبيهات عند استخدام الدواء
يجب إخبار الفريق المعالج إذا كنت تعاني فرط حساسية تجاه مادة دوسترليماب. وقبل البدء في استخدام الدواء يجب إخبار الطبيب بما إذا كان المريض قد خضع لعلاج إشعاعي من قبل، أو قام بعملية زراعة نقيّ العظام. وكذلك إذا كان المريض يعاني من أمراض مناعية مثل: الذئبة الحمراء، الصدفية، التهاب الأمعاء المناعي، التهاب الأوعية الدموية المناعي، ومتلازمة غيلان - بارييه.
ويجب إخبار الطبيب عن وجود سعال، أو ألم في الصدر، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال والإسهال الدموي أو الضعف العام أو وجود مشاكل في الرؤية، أو نقص في كمية البول، أو وجود دم في البول، أو وجود صداع أو اصفرار في لون الجلد أو العينين.

الآثار الجانبية لاستخدام دواء دوسترليماب
فرط حساسية تجاه الدواء، وظهور أعراض، مثل: ضيق في التنفس، وتورم واحمرار الجلد، وانسداد الحلق. وإذا حدثت مثل تلك الأعراض، فيجب طلب المساعدة بأقصى سرعة؛ لأن ذلك قد يعرض حياة المريض للخطر.
كما أن هناك أعراضاً جانبية قد تظهر على المريض أثناء إعطاء الدواء، مثل: الشعور بصداع بسيط، وزيادة معدل التنفس، والإجهاد، والإحساس بحكة في الجلد، وإذا حدثت تلك الأعراض، فيجب إخبار الفريق الطبي المعالج، ومنها:
- عدم انتظام ضربات القلب، ألم في الصدر، سعال شديد، وضيق في التنفس.
- عدم الاتزان، وألم في العينين.
- نوبات صرع.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل: ألم في المعدة، إسهال دموي، ودوار ودوخة وقيء.
- فقر الدم، نقص في عدد خلايا الدم الحمراء (Anemia).
- تورم الكاحلين، ظهور دم في البول، نقصان حجم البول عن الطبيعي، وتغير لون البول.
- التهاب في الكبد، اليرقان (اصفرار الجلد والعينين "jaundice").
وعلى الرغم من أن نسبة ظهور هذه الأعراض الجانبية قليلة جداً، فإنها تبقى مهمة عند إعطاء الدواء، فقد يلجأ الطبيب المعالج لتأجيل موعد جرعة الدواء أو حتى إيقافه إذا كانت الأعراض الجانبية شديدة.
كما يجب تجنب استخدام دواء دوسترليماب في فترة الحمل لأنه يؤذي الجنين، ويبقى أثره على الجنين مستمراً لأربعة أشهر بعد إيقافه، لذلك إذا كانت المريضة حاملاً قبل البدء في استخدام الدواء فيجب تأجيل استخدامه لما بعد ولادة الطفل. وإذا كانت المريضة تخطط للحمل مستقبلاً فيجب عليها الانتظار أربعة أشهر بعد إيقاف الدواء تفادياً لآثاره الجانبية على الجنين.
ويجب أيضاً تجنب استخدام الدواء في فترة الرضاعة، لأنه يصل للطفل عن طريق لبن الأم فيؤذي الطفل، لذلك يجب استخدام التغذية الاصطناعية للطفل في هذه الحالة، أو إذا كانت الأم تخطط للرضاعة الطبيعية فيجب عليها الانتظار لأربعة أشهر بعد آخر جرعة للدواء.

إقرأ أيضاً:  أسباب الشعور بالخمول المستمر
 

نتائج دواء دوسترليماب في علاج سرطان المستقيم
في دراسة مبدئية، تم إعطاء الدواء لـ12 مريضاً يعانون من سرطان المستقيم في مركز مدينة منهاتن لعلاج الأورام السرطانية بالولايات المتحدة الأميركية، وكان المرض يتمركز عند بعضهم في جزء محدد من المستقيم، أو بشكل أورام منتشرة في المستقيم، أو انتشر الورم في المستقيم والعقد الليمفاوية المحيطة بالمستقيم، لكنه لم ينتشر بعد لأعضاء أخرى في الجسم غير المستقيم. وتم إعطاء الدواء للمرضى لمدة ستة أشهر بمعدل جرعة واحدة كل ثلاثة أسابيع. وبعد انتهاء مدة العلاج، تم فحص المرضى بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية ومنظار الجهاز الهضمي والفحص النووي PET، وحتى بالكشف اليدوي وفحص الخزعة من مكان الورم، ولم يتم العثور على أية أورام باقية في المستقيم عند جميع المرضى الذين تم إعطاؤهم الدواء. وعلى الرغم من أن تلك النوعية من الأورام السرطانية معروف عنها أنها تعاود الظهور مرة أخرى بعد العلاج، لكن لم يظهر عند هؤلاء المرضى أية أورام مرة أخرى بعد متابعتهم لمدة 6 إلى 25 شهراً بعد انتهاء التجارب السريرية.
وعند مقارنة دواء دوسترليماب بالأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج سرطان الرحم مثلاً، فهو أقل شدة في آثاره الجانبية، وفي إمكانية عودة الورم مرة أخرى بعد اكتمال العلاج.

إقرأ أيضاً:  نتائج مبشرة.. دواء قد يُنهي مرض السرطان
 

وبعد أن أثبتت التجارب السريرية تمام شفاء 12 مريضاً من أصل 12 مريضاً، كانوا مصابين بسرطان المستقيم دون عودة الورم للظهور مرة أخرى خلال 25 شهراً من المتابعة، فهذه نتائج مشجعة لاحتمال التوصل إلى علاج مفيد لمرضى سرطان المستقيم، ولكن يجب انتظار نتائج الدراسات المستقبلية على عدد أكبر من المرضى، ومقارنة نتائج هذه الطريقة في العلاج بنتائج الطرق الأخرى المعتمدة في علاج هذا المرض على مدى خمس سنوات على الأقل.
ليس كل ما نتمناه يتحقق دون معوقات وصعوبات؛ لأن دواء دوسترليماب غير متوفر سوى في الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي. ولم يسمح باستخدامه حالياً في علاج سرطان المستقيم بانتظار نتائج مزيد من الدراسات على عدد أكبر من المرضى، وبعد متابعتهم لفترة خمس سنوات على الأقل. والعلاج المعتمد حالياً هو الأدوية الكيماوية والعلاج الإشعاعي ثم العملية الجراحية.