خلال فترة الحمل، يمر جسم المرأة بتغيرات كثيرة، ويمكن أن تتسبب ضغوط هذه التغيرات في الشعور بالاكتئاب أثناء الحمل. ويمكن أن يؤثر هذا التغير العاطفي على الطريقة التي تشعرين بها تجاه نفسك والعالم من حولك. ومن المهم التواصل مع الطبيب المختص إذا كنت تعانين الاكتئاب، لأنه قابل للعلاج، وبحسب موقع Cleveland Clinic الصحي، فإن النساء المصابات بالاكتئاب أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
والاكتئاب هو حالة تؤثر في حالتك العاطفية، يمكن أن تسبب لك مشاعر الحزن والانفصال. 
والمزاج المكتئب هو رد فعل طبيعي للخسارة أو التغيير أو صراعات الحياة أو مشكلات احترام الذات. ومع ذلك، يمكن أن يصبح الاكتئاب في بعض الأحيان شديدًا، ويستمر فترات طويلة، ويمنعك من عيش حياة طبيعية. 
يكاد يكون الاكتئاب شائعاً عند النساء الحوامل، كما هي الحال عند النساء غير الحوامل. ويمكن أن تحدث هذه الحالة في أي وقت في حياتك، بما في ذلك أثناء الحمل.
هناك العديد من العوامل المختلفة، التي يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل، وتشمل هذه المخاطر:
- وجود تاريخ من الاكتئاب أو الاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD).
- عمرك في وقت الحمل، كلما كنت أصغر سنًا، زادت المخاطر.
- العيش وحيدة.
- الحصول على دعم اجتماعي محدود.
- معاناة من الخلاف الزوجي.
- الشعور بالتردد حيال حملك.
ووفق هذه المعطيات، يمكن أن يسبب لك الحمل الشعور بالاكتئاب. وإذا عانيت الاكتئاب في الماضي، فقد تعود الأعراض، أو إذا كنت تعانين الاكتئاب قبل الحمل، فقد يزداد الأمر سوءًا بمجرد حدوث الحمل. وتجدر الإشارة إلى أن الاكتئاب لا يصيب جميع النساء الحوامل، فالأمر كما ذكرنا يعتمد على الحالة الخاصة بكل امرأة. 

 

 

أبرز علامات الاكتئاب أثناء الحمل:
خلال فترة الحمل، يمر جسمك بالعديد من التغيرات. وقد تواجهين الكثير من المشاعر المختلفة طوال فترة الحمل، أحيانًا تحملك إلى أعلى الدوارة العاطفية، وأحيانًا إلى أسفل. ومن الجيد أن تشعري بكل هذه المشاعر المختلفة. ومع ذلك، إذا عانيت الأعراض التي سنذكرها لاحقاً، فقد يؤشر ذلك إلى إصابتك بالاكتئاب، ويجب هنا عليك التواصل مع الطبيب الخاص بك على الفور. وتشمل علامات الاكتئاب أثناء الحمل ما يلي:
- وجود أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار.
- الشعور بالاكتئاب معظم اليوم، في وقت مبكر من اليوم تقريبًا، خلال الأسبوعين الماضيين.
- الشعور بالذنب أو اليأس أو انعدام القيمة.
- مواجهة صعوبة في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات.
- فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة خلال اليوم، كل يوم تقريبًا، خلال الأسبوعين الماضيين.

كيف يؤثر الاكتئاب في الحمل؟
يمكن أن تؤثر معاناة الاكتئاب أثناء الحمل على صحة الأم بعدة طرق:
- التدخل في قدرتك على رعاية نفسك، ومن المهم أن تعتني بصحتك أثناء الحمل، ويمكن للاكتئاب أن يجعلك تتجاهلين تلك الاحتياجات الشخصية، وإذا كنت تعانين الاكتئاب أثناء الحمل، فقد تكونين أقل قدرة على اتباع التوصيات الطبية، وكذلك النوم وتناول الطعام بشكل صحيح.
- تعريضك لخطر أكبر لاستخدام المواد الضارة. وقد يدفعك الاكتئاب إلى اللجوء إلى هذه المواد، التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على حملك.
- التدخل في قدرتك على الارتباط بطفلك الذي ينمو في أحشائك، فالجنين يستطيع أن يسمعك تتحدثين، ويمكن أن يشعر بالعاطفة من خلال النغمة والإيقاع والضغط في صوتك. وإذا كنت تعانين الاكتئاب أثناء الحمل، فقد تجدين صعوبة في تطوير هذه العلاقة مع جنينك، ويمكن أن تشعري بعزلة عاطفية.

 

 

ما الخيارات المتاحة أمامك في حال الإصابة باكتئاب الحمل؟
إذا كنتِ تعانين الاكتئاب أثناء الحمل، فهناك خطوات يمكنك اتباعها للمساعدة في تحسين شعورك. 
الاستعداد لمولود جديد يتطلب الكثير من العمل الشاق، لكن تذكري أن صحتك مهمة، ويجب أن تأتي أولاً. وهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في علاج الاكتئاب أثناء الحمل، منها: 
- مقاومة الرغبة في إنجاز كل شيء: قللي أعمالك الروتينية وافعلي أشياء من شأنها أن تساعدك على الاسترخاء، وتذكري أن الاعتناء بنفسك جزء أساسي من رعاية طفلك الذي لم يولد بعد.
- الحديث عن مخاوفك: تحدثي إلى أصدقائك وشريكك وعائلتك. وإذا طلبت الدعم، فستجدين أنك تحصلين عليه غالبًا.
- إذا لم تجدي الراحة من القلق والاكتئاب عن طريق إجراء هذه التغييرات، فاطلبي نصيحة الطبيب المختص أو الإحالة إلى أخصائي الصحة العقلية.

هل الأدوية المضادة للاكتئاب آمنة أثناء الحمل؟
تشير الدلائل المتزايدة إلى أن العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب المتوفرة حاليًا آمنة نسبياً لعلاج الاكتئاب أثناء الحمل، على الأقل من حيث الآثار قصيرة المدى على الطفل. ولم تجرَ دراسة الآثار طويلة المدى بشكل كامل. ويجب عليك مناقشة المخاطر والفوائد المحتملة مع طبيبك.

إقرأ أيضاً: طرق تحضير الطعام كثيرة.. فأيها الأفضل صحياً؟