أثبتت دراسات علمية كثيرة أجريت في الدول المتقدمة أضرار التدخين المتعددة، والتدخين كما نعلم ليس شيئاً ضرورياً لحياة الإنسان، ولا يمنح دخان التبغ المحروق جسم الإنسان أي مادة غذائية مفيدة، ولا أي مادة ضرورية للحياة، فالتدخين ليس إلا عادة اجتماعية مكتسبة يتعلمها الإنسان في فترة الطفولة أو الشباب تحت تأثير الوالدين أو الأساتذة أو الرفاق والأصحاب.
يقول الدكتور كمال حماد إن التدخين ليست له علاقة مباشرة بأمراض القفص الصدري! إلا إذا ترافق مع سعال شديد يتعب عضلات الصدر. لكن حماد يؤكد أن للتدخين أضراراً كبيرة بسبب احتواء دخان السجائر والأراجيل على مواد كيميائية ضارة تسبب الحساسية والسعال والتهابات الصدر والحلق، وتزيد احتمال حدوث بعض الأمراض السيئة، مثل: التهاب القصبات المزمن وانتفاخ الرئة وسرطانات الشفتين واللسان والحلق والحنجرة والمريء (أنبوب البلع) والرئة والمعدة والبنكرياس والمثانة.

ويضيف: "يزيد خطر الإصابة بتضيق الشرايين والإصابة بالذبحة الصدرية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية وضعف الدورة الدموية في الساقين، ويضعف القوة الجنسية. والتدخين كله مضار لصحة الجسم وليس فيه غذاء مفيد، كما يترافق التدخين مع ارتفاع احتمال حدوث الإدمان عند بعض الأشخاص".
ويشرح حماد عن أضرار التدخين، قائلاً: "هناك جوانب عديدة لأضرار التدخين بأنواعه وأشكاله، ويمكن تلخيص هذه الأضرار في ما يلي: الأضرار الصحية، الأضرار المالية والاقتصادية، والأضرار الاجتماعية".
أظهرت الدراسات العلمية الطبية أن التدخين بأنواعه وأشكاله المختلفة هو عامل مهم من العوامل التي تسبب أمراض القلب وتضيّق شرايين الدماغ والرقبة والأطراف والقلب والكليتين. كما أن التدخين يضر بالرئتين، ويساعد على حدوث سرطان الرئة القاتل.

إقرأ أيضاً:  هل تطاردك الكوابيس؟.. احذر من إصابتك بهذا المرض
 

وثبت بشكل علمي قاطع ارتباط التدخين بحدوث سرطان الفم واللسان والبلعوم وسرطان المريء (أنبوب البلع)، كما ثبت ارتباط التدخين بقرحة المعدة، والتهاب القصبات المزمن، وانتفاخ الرئة والربو وتأثيره السلبي على صحة الفم. وأضرار التدخين لا تتوقف فقط عند المدخنين أنفسهم، بل يمتد الضرر أيضاً إلى أولادهم وأصدقائهم المقربين بسبب استنشاق هؤلاء للدخان الذي ينفثه المدخن في أرجاء البيت ومكان العمل.
ويضر دخان السجائر والشيشة وما فيه من مواد كيميائية بخلايا البطانة المخاطية التي تغطي الفم والأنف والحلق والقصبات والرئة، ويؤدي إلى تخريبها، فيتعرض المدخن للالتهابات التنفسية المتكررة بشكل سعال وبلغم وارتفاع حرارة والتهابات الجيوب والقصبات والرئة.
كما قد يؤدي الاستمرار بهذه العادة الضارة إلى الإصابة بالتهاب القصبات المزمن وانتفاخ الرئة وأنواع من سرطانات الفم واللسان والبلعوم والحنجرة والقصبات والرئة.

ولو حسب المدخن كل ما أنفقه في حياته على عادة التدخين من ثمن السجائر أو التنباك وثمن الكبريت والفحم والولاعات.. لذهل من ضخامة هذا المبلغ الذي أحرقه هباء في الهواء. ولنتذكر أن هذا المبلغ قد اقتطع في الحقيقة من حياة المدخن نفسه، كما ضيع بذلك شيئاً من مستقبله ومستقبل أولاده.
إن إحراق المال وتبذيره بهذا الشكل ليسا تبذيراً وتبديداً لثروة الفرد المدخن وحده، بل يتضمن في الحقيقة تبذيراً وهدراً لجزء من ثروة الأمة، لأن تلك الأموال التي صرفت على هذه العادة الضارة كان يمكن أن تصرف في خير الأمة وتطوير الخدمات في المجتمع.
ويفقد المدخن كثيراً من حاسة الشم والتذوق، لذلك هو لا يشعر بمدى الإزعاج الذي تسببه رائحة التبغ المحروق، وروائح الدخان ورائحة فم المدخن لأهله وأصحابه.
كما أظهرت الدراسات العلمية الاجتماعية ارتباط عادة التدخين بالإدمان على الكحول والمخدرات، بل إن التدخين في حد ذاته يعتبر نوعاً من أنواع الإدمان أيضاً، ويبدو أن شخصية المدخن تجعله أكثر استعداداً وتقبلاً لأنواع أخرى من الإدمان، مثل: الإدمان على الكحول والمخدرات، بعكس ما تُصوره شركات التدخين في دعاياتها والوهم الخاطئ الذي تبثه وتحاول هذه الشركات تأكيده من أن المدخن هو شخص جذاب وقوي وذكي وناجح.. فالمدخن في الحقيقة هو أضعف صحة، وأضعف إرادة، وأكثر خضوعاً وتأثراً بالآخرين.

إقرأ أيضاً:  طرق تحضير الطعام كثيرة.. فأيها الأفضل صحياً؟