هل تذهبين إلى مكتبك في الصباح ممتلئة بالطاقة والنشاط، لتنهي الواجبات التي يجب تسليمها في أسرع وقت، لكن بعد وقت قليل تفقدين قدرتك على التركيز؟ هل تفتحين كتاب الجامعة لتدرسي، ثم بعد بضع دقائق تكتشفين أنك تفكرين في أمر بعيد كل البعد عن دروسك من دون رغبة منك؟ 
إذا كانت الإجابة نعم، فقد تكون السطور المقبلة لها دور مهم في تغيير قدرتك على الإنتاج والتركيز.

يشير موقع Medicalnewstoday الصحي إلى أن التركيز في أكثر من شيء أمامك يجعل إنتاجيتك (الدراسية أو العملية) أقل بنسبة 40%. 
تخيلي أنك تفقدين ما يقارب نصف قدرتك الإنتاجية والمعرفية بسبب عدم قدرتك على وضع تركيزك في أمر واحد. ليس هذا فحسب، بل تشير دراسة أخرى إلى أن التشتت الذهني أثناء العمل قد يكون عاملاً مهماً في نقص معدل الذكاء (IQ)، الذي قُدِّر بعشر درجات في بعض الأحيان.

 

 

ما الذي ستجنينه إذا كنت تعملين بكامل طاقتك العقلية ولم تفقدي تركيزك في أغلب الوقت؟ ستكون كفاءتك أكبر، حيث ستنهين عملك في ساعتين، الذي قد يستغرق منك طوال اليوم، فقط في حالة أنك استجمعت قواك العقلية، وصرت أكثر تركيزاً. وسيقلّ شعورك بالقلق، تخيلي أنك اليوم ذهبت إلى عملك، وأنهيت كل ما يجب عليك أن تنهيه بكل كفاءة في وقته، بالطبع ستشعرين بمعدل قلق أقل.
وستنتجين عملاً عالي الجودة، حيث إن تجنبك للمشتتات الداخلية والخارجية سيجعل العمل أكثر تنافساً والدراسة أكثر فمهاً.
هنالك وسائل تساعدك على التركيز، أبرزها:

- تدريب عقلك:
مارسي بعض التمارين التي تساعد على زيادة التركيز، مثل: السودوكو والشطرنج وبعض ألعاب الكلمات والكلمات المتقاطعة وألعاب الذاكرة. ففي دراسة أُجريَت على أكثر من 4700 فرد، مارسوا بعضاً من تلك الأنشطة لمدة 20 دقيقة في اليوم على مدار عشرة أسابيع، بينت تلك الدراسة أن الأشخاص الذين مارسوا تلك الأنشطة، زادت قدرتهم على الأداء المعرفي بصورة كبيرة.
- تحسين نومك:
قلة النوم أو زيادته تؤثر بوضوح في قدرتك على التركيز وإنهاء عملك بشكل متكامل، وإذا كنت تعانين مشاكل في النوم، فتلك الخطوات ستساعدك على تحسين النوم، مثل: أغلقي التلفزيون وابتعدي عن الشاشات قبل النوم بساعة، حافظي على درجة حرارة غرفتك مريحة، لكن باردة، واسترخي قبل النوم مع موسيقى هادئة أو حمام دافئ أو كتاب أو الطريقة التي تناسبك، واذهبي إلى الفراش واستيقظي في ذات الوقت تقريباً كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، تمرني بانتظام، لكن حاولي تجنب التمارين الشاقة قبل النوم مباشرة.

- تناول الطعام الصحي:
الطعام الصحي لا يحسن حالتك الصحية ويقلل تراكم الدهون غير الصحية فحسب، بل يزيد قدرتك على العمل والتركيز والمهارات العقلية، علاوة على أن هناك نوعاً من الأطعمة قد يحسن من أدائك العقلي، مثل: الأسماك الدهنية (السلمون، والسلمون المرقط)، البيض (الأبيض والصفار على حد سواء)، التوت، السبانخ، الجوز، الأفوكادو، والشوكولاتة الداكنة.

- ممارسة رياضة التأمل:
أظهرت دراسة أجريت على 200 فرد بجامعة ميشيغان، يمارسون التأمل بصورة منتطمة لمدة 20 دقيقة يومياً، أنهم أصبحوا أكثر قدرة على التركيز وأفضل في أداء المهام العقلية والإدراك وأقل أخطاءً.

- ممارسة الرياضة البدنية:
يمكنك أن تفعلي ذلك بالشكل الذي يلائم وقتك وقدرتك البدنية، لكن حاولي قدر ما تستطيعين أن تحصلي على جزء من الرياضة اليومية، حتى لو كانت رياضة المشي (الرياضة العنيفة قد تكون ذات تأثيرات عكسية)، ما سيؤثر مباشرةً في صحتك العقلية وقدرتك على التركيز.

 

 

- تحديد أكثر أوقاتك نشاطاً:
قد تكون قدرتك على الفهم والتركيز في ساعات الصباح الأولى أو غير ذلك من الأوقات، فاغتنمي الوقت الذي تعلمين أنك ستكونين فيه أكثر قدرة على الفهم والتركيز.

- الحصول على أوقات للراحة:
العمل بشكل متواصل بكل تأكيد يحجّم قدرتك على التركيز لأكبر وقت ممكن، هناك مثل عربي يقول: "إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى"، وهو في غاية الحكمة، حيث إن عدم وضوح الرؤية في "متى سأحصل على قدر من الراحة؟" يجعلك أقل تفاعلاً مع عملك، لكن تحديد أوقات للمهمة التي تقومين بها، وأنك ستحصلين على راحة بعد 40 دقيقة مثلاً، سيجعلانك أكثر فاعلية.

- وقف تنبيهات هاتفك الجوال:
تشير دراسة، أُجريَت في 2015 بجامعة فلوريدا الأميركية، إلى ضرر عدم وقف تنبيهات الهاتف، وتتلخص الدراسة في تلك الجملة التي تقول: "على الرغم من أن هذه الإخطارات قصيرة بشكل عام، فإنها قد تحفز أفكاراً غير ذات صلة بالمهمة، أو شرود الذهن، الذي ثبت أنه يضر بأداء المهمة التي تؤديها". إذاً هي ليست رسالة عابرة أو مكالمة خاطفة، بل هي وسيلة يمكنها بكل سهولة تشتيت انتباهك وعدم قدرتك على العودة لأداء مهامك بشكل سريع.

- تقليص الوجود على مواقع التواصل الاجتماعي:
أُجريَت دراسة على ما يزيد على 11 ألف فرد، ومدى استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل، وأوضحت أن زيارة مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل تحد من إنتاجية الفرد وكفاءته.

- تهيئة المكان الذي ستعملين فيه:
عندما تقومين بترتيب منزلك أو ترتيب مكتبك، يشعر عقلك أيضاً بمزيد من التنظيم والحرية والقدرة على التفكير بشكل أوضح.

 

 

 

- تجهيز خطة مسبقة ليومك:
عند بداية يومك أو مذاكرتك، ضعي أمامك ورقة لاصقة على مكتبك. ما المهام التي ستقومين بها اليوم بشكل واضح ومنطقي، وحاولي أن تحددي بوضوح ما الذي تقومين به، مثلاً: "سوف أنهي هذا الجزء من الكتاب من صفحة معينة إلى أخرى"، بكل تأكيد سيشجعك ذلك على أن تقومي بمهامك بشكل ملائم لما تحبين.

- امشي في الطبيعة لوقت قصير أثناء راحتك:
أوضحت دراسة كبيرة أُجريَت في ثلاث مدن أوروبية، على عدد كبير من مواقع العمل، أن الأماكن التي تحتوي على مساحات خضراء ونباتات في المكاتب، يكون الأفراد العاملون فيها أكثر إنتاجية وقدرة على العمل بكفاءة وتركيز.

- حددي وقتاً للعمل ثم للراحة ثم للعمل:
من السهل أن تركزي عندما تعلمين أن لديك وقتاً محدوداً فقط. اضبطي الوقت لمدة 40 دقيقة أو ما يكون أكثر مناسبة لعملك ومهامك، وعندما تنتهي تلك الدقائق، كافئي نفسك بـ5 دقائق للراحة، ثم أكملي عملك أو دراستك، بالتأكيد ستحصلين على عمل أكثر كفاءة، وعقل أكثر تركيزاً.
نجاحاتنا في الحياة تحتاج إلى الكثير من الجهد والاستمرارية والمثابرة، التي تجعلنا أكثر شعوراً بالسعادة والرضا عن النفس، وبذل بعض المجهود من أجل الحصول على ما نريد، أمر طبيعي يحتاج كلٌّ منا إلى أن يسعى له.

إقرأ أيضاً: أنشطة جانبية تمكنكِ من كسب المال عبر الإنترنت