لا خلاف حول أهمية ممارسة الرياضة منذ سن مبكرة، وآثارها الإيجابية على الصحة التي تمتد طوال العمر. وتعد السباحة واحدة من أهم الرياضات التي تحبذ ممارستها في سن الطفولة، لما تلعبه من دور في تنمية التناسق الحركي، وتقوية مختلف عضلات الجسم.
لكن كثيرون من الأمهات والآباء يقومون بتأخير تعليم السباحة لأطفالهم لعدة سنوات، ظناً أن هذا هو الوقت المناسب، إلا أنه في حقيقة الأمر يمكن البدء في تعليم السباحة للأطفال بعد بلوغ عام واحد فقط، وفقاً لتوصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، بحسب موقع Parents الصحي.

 

 

1. من عام إلى عامين:
قبل إدراج الطفل في تلك المرحلة العمرية في دروس تعليم السباحة، يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل، حيث توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأنه تجب مراعاة تعرض الطفل وخبراته السابقة للماء، وقدراته الجسمانية والحركية، ونموه النفسي والعاطفي، بجانب حالته الصحية قبل اتخاذ الوالدين قرار تعلم الطفل للسباحة. والهدف من دروس السباحة بذلك العمر هو تقديم وتهيئة الطفل للماء. حيث تركز الدروس بتلك المرحلة على المرح بدلاً من التعلم، لتعويد الطفل على الماء عبر ممارسة أنشطة بسيطة كاللعب ورش المياه والغناء أثناء الحركة بالماء بمشاركة أحد الوالدين أو كليهما.
وبالطبع، هناك بعض المحاذير التي يجدر الانتباه إليها لحماية الأطفال أثناء تلك الدروس:
- يجب الإمساك بالطفل طوال الوقت.
- الانتباه إلى أمان العوامات، إذ إنه يمكن للأطفال بذلك العمر الغرق، في غضون 30 ثانية فقط.
- يجب عدم غمر رأس الطفل بالماء أبداً، حيث إنه قد يبتلع كمية كبيرة من المياه، ما قد يؤدي إلى النعاس أو الغثيان، وأحياناً نوبات صرعية.
- يجب الحرص على ارتداء الأطفال حفاضات ملائمة للسباحة، لتمنع تسرب البراز إلى حمام السباحة.

2. من عامين إلى ثلاثة أعوام:
في ذلك العمر، لايزال الطفل بحاجة إلى وجود أحد الوالدين أو شخص بالغ آخر للإمساك به طوال الوقت أثناء تمارين السباحة. وأثناء تلك التمارين، يبدأ الطفل ممارسة أنشطة لتحريك ذراعيه وساقيه في الماء، بجانب إمساكه للطفو على ظهره أو بطنه. بالإضافة إلى ذلك يمكن حث الطفل على النفخ في الماء لعمل فقاقيع، وذلك من أجل تعليمه كيفية وضع وجهه بالماء من دون أن يقوم بابتلاعه.

وبالنسبة لمحاذير السلامة بتلك المرحلة العمرية:
- يجب عدم ترك الطفل بمفرده من دون إشراف شخص بالغ تحت أية ظروف حتى ولو لدقيقة واحدة، خاصة أنه مع تعود الطفل على الماء، فإنه يعتقد أنه يمكنه السباحة بمفرده.
- يجب تجنب ارتداء العوامات أو ألعاب الماء التي تساعد على الطفو التي يتم ملؤها بالهواء، إذ إنه يمكنها التسبب في غرق الطفل حال خروج الهواء منها، كما أنها تعطي إحساساً زائفاً بالأمان.
- يسمح فقط بارتداء سترة النجاة المناسبة لحجم وعمر الطفل.
- يجب أيضاً تعليم الطفل عدم الاقتراب من حمام السباحة بمفرده من دون مساعدة الأب أو الأم.

 

 

3. من أربعة إلى خمسة أعوام:
لدى بلوغ ذلك العمر يمتلك الطفل القدرات اللازمة لتعلم السباحة، وفي تلك الحالة يمكن إلحاقه بتدريبات تعليم السباحة. ويمكن للأب أو الأم المشاركة بأنفسهم في درس السباحة الأول للطفل لمساعدته على تجاوز ذلك الانتقال نحو السباحة بمفرده. وفي تلك المرحلة العمرية، يمكن للطفل تعلم كيفية الطفو بشكل مستقل في المياه غير العميقة، والانتقال بين وضع الوقوف ووضع السباحة دون مساعدة، بجانب غمر رأسه تحت الماء لمدة قصيرة تراوح بين 5 و10 ثوانٍ فقط، بالإضافة إلى التنسيق بين حركات الذراعين والساقين، كما يجب بدء تعليم الطفل قواعد الأمن والسلامة المتعلقة بالسباحة.
ولضمان سلامة الطفل أثناء بدء تعلمه للسباحة:
- يجب ألا يبتعد عن المدرب بطول ذراع بحيث يكون في متناول يده في أي وقت.
- كما يجب الحرص على عدم تخطيه حاجز المنطقة العميقة بحمام السباحة.
- مع الحرص على مراقبته من قبل والديه حتى في حال وجود منقذ.

 

 

 

4. من 6 أعوام فأكبر:
في هذه المرحلة، يمكن للطفل أن يحبس أنفاسه مدة أطول تحت الماء، والغوص لأعماق قصيرة للغاية، والقفز إلى الماء والصعود للسطح. كما يمكن إطلاق العنان للطفل لتعلم السباحة بطرق مختلفة ولمسافات أطول.
رغم ذلك، تظل هناك بعض المحاذير لحماية الطفل:
- حيث يجب عدم السماح له بالسباحة إلا تحت إشراف شخص بالغ.
- كما تجب مراقبة كل الأنشطة التي يقوم بها المتعلقة بحمام السباحة، مع إعطاء اهتمام وعناية خاصة، في حال السباحة بالبحار والبحيرات والأنهار.

إقرأ أيضاً: أنشطة وفعاليات مائية مثالية لأطفالك.. صيفاً