يشير مصطلح النوموفوبيا Nomophobia، إلى مجموعة من الأعراض التي يشعر فيها الشخص بالخوف أو القلق بشأن فقدان الهاتف الذكي أو الاتصال.
وحتى إن لم يتم الاعتراف بهذا المرض لغاية الآن رسمياً، لكن المزيد من الباحثين يتقدمون بطلب لإدراجه كنوع من أنواع الاضطراب النفسي. وبحسب موقع verywellmind الصحي، يبدو أن النوموفوبيا أكثر شيوعًا بين الشباب والمراهقين، على الرغم من أن العديد من مستخدمي الهاتف يعانون درجة معينة من الأعراض، لكن العلاجات حالياً غير قياسية، وتتضمن استخدام الأدوية والعلاجات السلوكية ومجموعات الدعم والرعاية الذاتية، ويمكن أن تتحسن أعراض رهاب النوموفوبيا بالعلاج وتغيير نمط الحياة.

 

 

ويتفق معظم خبراء الصحة أن النوموفوبيا هي مجموعة من الأعراض النفسية، التي يشعر فيها الشخص بالخوف أو القلق بسبب عدم اتصاله بهاتفه المحمول. وفي حين أن بعض الأشخاص قد يكرهون فكرة عدم استخدام هواتفهم لفترات طويلة، يشعر البعض الآخر بالخوف أو القلق بشأن فقدان الاتصال بهواتفهم المحمولة.
وتشبه النوموفوبيا الحالات النفسية الأخرى المتعلقة بالمخاوف من أشياء معينة، كما أنها تشترك في الاتصال بأنواع أخرى من اضطرابات القلق، مثل: الرهاب الاجتماعي.
ويشير مصطلح النوموفوبيا إلى الخوف من عدم وجود اتصال بالهاتف المحمول. وهو حالة يمكن أن تسبب الذعر أو القلق للشخص الذي يعاني منها. ونشرت مجلة طب الأسرة والرعاية الأولية، عام 2019، أن العديد من الحالات النفسية المحتملة، مثل القلق الاجتماعي أو اضطراب الهلع، قد تظهر لدى الشخص قبل تطور رهاب النوموفوبيا.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أيضًا أنه لايزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الاضطراب ناتجاً عن اضطراب القلق الحالي، أو إدمان الهاتف المحمول.
وقد أعرب باحثون آخرون عن نتائج مماثلة، ففي دراسة أجريت عام 2016، اقترح الباحثون أن رهاب النوموفوبيا قد يكون أقل رهاباً أو قلقاً محدداً وأكثر إدماناً، لذا اقترحوا تغيير الاسم، وعمل تصنيف يسمى "اضطراب إدمان الهواتف الذكية".
وتشير نتائج دراسات متعددة إلى أن رهاب النوموفوبيا صار أكثر انتشاراً، ووفقاً لبحث عام 2019، شعر ما يقرب من 53% من البريطانيين الذين امتلكوا هاتفاً في عام 2008 بالقلق عندما لم تكن لديهم هواتفهم أو بطارية فارغة أو لم تتوفر لديهم الخدمة.

أعراض النوموفوبيا:
تشبه أعراض رهاب النوموفوبيا أعراض الرهاب واضطرابات القلق الأخرى. والتي تكون بشكلين: عاطفية وجسدية، والأعراض العاطفية مثل: 
- القلق أو الخوف أو الذعر عندما تفكر في فقدان هاتفك أو عدم القدرة على استخدامه.
- التهيج إذا اضطررت إلى ترك هاتفك أو تعلم أنك لن تتمكن من استخدامه لفترة من الوقت.
- الذعر إذا لم تتمكن من العثور على هاتفك لفترة وجيزة.
- التوتر عندما لا تتمكن من فحص هاتفك.
- فحص هاتفك باستمرار بحثاً عن الرسائل الفائتة، أو رسائل البريد الإلكتروني، أو المكالمات القادمة.
- شحن بطاريتك حتى عندما يكون هاتفك مشحوناً بالكامل.
- اصطحاب هاتفك معك أينما ذهبت، حتى في الحمام.
- التحقق بشكل متكرر للتأكد من أن هاتفك معك.
- الخوف من عدم وجود شبكة Wifi أو القدرة على الاتصال بشبكة بيانات خلوية.
- القلق بشأن الأشياء السلبية التي تحدث وعدم القدرة على طلب المساعدة.
- الإجهاد بسبب الانفصال عن وجود الشخص أو هويته عبر الإنترنت.
- تخطي الأنشطة أو الأحداث المخطط لها من أجل قضاء الوقت على الجهاز المحمول.

أما أبرز الأعراض الجسدية، فهي: الضيق في الصدر، صعوبة في التنفس بشكل طبيعي، ارتجاف أو اهتزاز، زيادة التعرق، الشعور بالإغماء أو الدوار أو الارتباك، ضربات القلب السريعة، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تتفاقم أعراض الخوف هذه إلى نوبة هلع.

أسباب النوموفوبيا: 
لم يُفهم السبب الدقيق لرهاب النوموفوبيا. فقد لاحظ مؤلفو مقال، عام 2016، أنه تم تطويره بسبب التواصل الفوري والإشباع الفوري، الذي توفره الهواتف الذكية. ويمكن لهذا أن يطور السلوك الإدماني والقهري. واقترح الباحثون أن الأسباب المحتملة، تشمل:
- الأفكار الوسواسية والسلوك القهري، المرتبط بالهاتف الذكي.
- الحساسية الشخصية، وهي القدرة على تقييم القدرات والسمات من الإشارات غير اللفظية في الآخرين، والتي تشمل: مشاعر الشخصية الدونية، والانزعاج الاجتماعي.
- عدد ساعات استخدام الهاتف الذكي كل يوم.
- الخوف من العزلة قد يلعب دوراً في تطور الرهاب. إذا كان هاتفك بمثابة طريقتك الرئيسية للاتصال بالأشخاص الذين تهتم لأمرهم، فمن المحتمل أن تشعر بالوحدة الشديدة دونه.
- قد يزداد خطر إصابتك برهاب النوموفوبيا، إذا كان لديك أحد أفراد الأسرة المقربين مصاباً بالرهاب، أو أي نوع آخر من القلق.
- يمكن أن يؤدي التعايش مع القلق بشكل عام إلى زيادة خطر الإصابة برهاب النوموفوبيا.

 

إقرأ أيضاً: 5 أشياء تجنب قولها لأصحاب الأمراض النفسية.. فما هي؟

 

علاجات النوموفوبيا:
نظرًا لأن رهاب النوموفوبيا ليس اضطراباً معترفاً به رسمياً وهو جديد نسبياً، فلا توجد علاجات حالياً. لذلك، من المرجح أن يوصي الطبيب أو أخصائي علم النفس بخيارات علاجية مشابهة لعلاج أنواع الرهاب الأخرى. وفي ما يلي بعض الخيارات الممكنة التي قد يوصي بها الطبيب، إذا اشتبه في أن شخصاً ما يعيش مع رهاب النوموفوبيا:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): في هذا العلاج، يواجه الشخص الأفكار الأساسية التي تساهم في صنع رهاب النوموفوبيا. مثلاً، يمكنك أن تقول: "لقد نسخت جهات الاتصال الخاصة بي احتياطيًا، وسأحصل على هاتف جديد. ستكون الأيام القليلة الأولى صعبة، لكنها لن تكون نهاية العالم".
- إزالة التحسس أو العلاج بالتعريض Exposure therapy: يتضمن هذا النهج تعريض الشخص تدريجياً لما يخافه. مثلاً قد يعرّض الطبيب الشخص لعدم القدرة على الوصول إلى هاتفه.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي: يتضمن العلاج بالتنويم الإيحائي معالجاً يوجه الشخص من خلال الصور، لمساعدته على تطوير تقنيات التهدئة الذاتية، عند مواجهة عدم إمكانية الوصول إلى الهاتف.
- الأدوية: قد يصف أخصائي الرعاية الصحية أدوية، مثل: كلونازيبام وترانيلسيبرومين، للمساعدة في علاج أعراض رهاب النوموفوبيا، مثل: القلق. وتشير الجمعية الخيرية البريطانية للصحة العقلية Mind، إلى أن الأدوية الآتية يمكن أن تساعد في علاج النوموفوبيا، وهي: حاصرات بيتا، والمهدئات، ومضادات الاكتئاب.