هل سمعت يوماً بـ"رهاب المكالمات الهاتفية"، على الأغلب لم تسمع بهذا المصطلح من قبل، لكن الغريب أن الكثيرين يعانونه، وفق ما نشر موقع "ذا كونفرسيشن" الأسترالي، الذي قدم كذلك نصائح للتغلب عليه.
وأشار الموقع، في تقريره، إلى أن البقاء على اتصال مع الأحباء يعتبر أمراً مهماً للكثيرين، خاصة وقد اتضح هذا الأمر، جلياً خلال السنوات الماضية، إبان انتشار جائحة "كورونا"، وتقييد الحركة في معظم دول العالم.
لكن الأمر غير الاعتيادي أن يكون إجراء المكالمات أو تلقيها تجربة مرهقة وغير محببة لدى عدد كبير من الناس، وهذا ما يعرف بـ"رهاب الهاتف"، وهو الخوف من المحادثات الهاتفية وتجنبها، والذي يعتبر حالة شائعة بين الأشخاص الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعي، وفق تقرير نشره الموقع الأسترالي.
ويوضح التقرير أن عدم وجود رغبة في استخدام الهاتف لا يعني حتماً أنك تعاني رهاب الهاتف، على الرغم من إمكانية وجود صلة بين الاثنين. وبطبيعة الحال، هناك العديد من الأشخاص الذين لا يحبون إجراء المكالمات أو تلقيها، لكن إذا تسببت هذه الكراهية في تجربة أعراض معينة، فعلى الأرجح أنك تعاني "رهاب الهاتف".

أعراض "رهاب الهاتف"
يشير التقرير إلى بعض الأعراض العاطفية لرهاب المكالمات الهاتفية، من أبرزها:
· التأخر في الرد.
· تجنب إجراء المكالمات بسبب القلق المتزايد.
· الشعور بالتوتر الشديد أو القلق قبل المكالمة وأثناءها وبعدها. 
· القلق بشأن ما ستقوله. 
إضافة لكل ذلك، يؤكد التقرير وجود أعراض جسدية تتعلق بالغثيان والدوخة وزيادة معدل ضربات القلب والتوتر العضلي.
وضمن ذات السياق، سبق أن نشرت دراسة استقصائية في المملكة المتحدة سنة 2019، كان من أهم نتائجها أن 76% من جيل الألفية، و40% من جيل طفرة المواليد، تراودهم أفكار مقلقة عندما يرن هاتفهم.
كما أشارت الدراسة إلى أن 61% من جيل الألفية يتجنبون المكالمات تمامًا، مقارنة بنسبة 42% من جيل طفرة المواليد.
حسناً. إذا كنت تعاني فعلاً هذه الأعراض أو بعضها، وتعتبر إجراء المكالمات الهاتفية أمراً مرهقاً، فإليك النصائح التالية:

 

 

تجنب المكالمات الهاتفية
إذا كان التحدث عبر الهاتف أمرًا شاقًا بالنسبة لك، لأنك تعتبر نفسك مقيداً بصوتك فقط دون قدرتك على التواصل عبر الإشارات الاجتماعية الأخرى، أو التواصل البصري والعاطفي.
وقد منحنا تطور التكنولوجيا فرصة قضاء أيام أو أسابيع وحتى أشهر دون التحدث مباشرة إلى الآخرين، فقد وجدت إحدى الدراسات أن أولئك الذين يعانون "رهاب الهاتف" يفضلون المراسلة النصية، ويعتبرونها وسيلة ممتازة للتواصل، ويعمد الكثيرون منهم لاختيار هذا النوع من الاتصال، كونه يمنحهم الوقت للتفكير في صياغة رسائلهم، ما يوفر لهم الفرصة ليكونوا غير رسميين، وفي بعض الحالات يقومون بإظهار نمط في المحادثات مختلف تماماً عن حياتهم الواقعية.
ويشير التقرير إلى أن "رهاب الهاتف" مرتبط بعدم وجود عوامل خارجية، قد تسبب إلهاء الطرف الآخر، عكس تلك المحادثات التي تكون وجهاً لوجه، ويرافقها الكثير من عوامل التشتيت، ولا يكون تركيز الطرف الآخر منصب تماماً على الشخص المقابل، ما يجعل الحديث أكثر عفوية. أما في المحادثة الهاتفية، فإنك تشعر بأن تركيز المقابل منصب عليك تماماً، ويطلب منك الإجابة على أسئلته فوراً.
وبحسب الموقع، فإنه من السهل تأجيل المكالمات أو تجنبها تمامًا، عندما يشعر أحدنا بالقلق، لكن إذا زادت المماطلة في إجراء المكالمات فسيزداد القلق على الأرجح، لكنك لست مضطرًا إلى المعاناة في صمت بسبب الرسائل النصية، كما أن هناك العديد من الأساليب المفيدة، التي قد تساعدك على كسر النمط.

الإجابة على الهاتف
يؤكد الموقع أن أكثر الطرق فاعلية للتغلب على رهاب الهاتف، تكمن في إجراء المزيد من المكالمات الهاتفية، فكلما فعلنا ذلك، أصبحنا أقل إرهاقًا، ومن المحتمل أيضًا أن يكون رهاب الهاتف بسبب قلة الخبرة وكلما زادت الممارسة زادت الثقة.
وينصح ببدء هذه العملية من خلال اختيار قائمة من الأصدقاء والأشخاص الذين نحتاج للتواصل معهم والحديث إليهم، وأن نقوم بذلك من خلال الاتصال الهاتفي، والبدء بإجراء هذه المكالمات ومحاولة الإكثار منها في الأيام الأولى.
ويضيف التقرير: في حال لم تنجح الطرق السابقة، وبقيت تعاني القلق والتردد في إجراء المكالمات، فإن استشارة المختصين تعتبر أمراً رائعاً بهدف منحك علاجاً سلوكياً معرفياً، غالباً يكون فعالاً، ويأتي بنتائج مثمرة.
كما يضع الموقع بديلاً لهذه المكالمات، وهي الحديث عبر الإنترنت مع أحد الأشخاص في حال شعرت بالتوتر.

إقرأ أيضاً: «فوبيا الزواج».. 10 أسباب و 5 أعراض