لا يوجد شخص لم يعانِ رائحة الفم الكريهة (Bad Breath)، خاصة بعد تناول وجبة غنية بالتوابل أو الثوم. لكن بعض الناس تلازمهم هذه الشكوى معظم الأحيان، ما قد يشير إلى إصابتهم بعلة صحية مهمة، مثل: سوء الهضم أو مرض كلوي أو غيرهما من الأسباب التي لا تتعلق بنوع الطعام أو نظافة الفم. 
قديماً، استخدم ممارسو الطب الصيني التقليدي رائحة أنفاس الناس للمساعدة في تشخيص بعض الحالات المرضية لقرون عديدة، وفي ما يلي بعض الحالات المرضية التي تقترن، أو تسبب حدوث رائحة الفم الكريهة: 

1. الشخير: 
إذا كنت تعاني الشخير أثناء النوم، فإنك ستنام وفمك مفتوح، ويمكن أن يسبب ذلك جفاف الفم، وهذا يجعله أفضل مكان للبكتيريا التي تسبب رائحة الفم الكريهة في الصباح، ويمكن أن يكون الشخير، أيضاً، علامة على توقف التنفس أثناء النوم، كما يمكن أن يساعد تناول الطعام وتراكمه بين الأسنان على نمو البكتيريا. لذا، يجب استخدام فرشاة الأسنان والخيط بشكل جيد قبل الذهاب إلى السرير. فإذا كنت تعاني الشخير بشكل منتظم ناقش ذلك مع طبيبك، للحصول على مساعدة لتجنب أي من مشاكل الأسنان أو انقطاع النفس. 

2. أمراض اللثة وارتجاع الحمض: 
إذا كانت أنفاسك ذات رائحة معدنية؛ فقد تكون لديك بكتيريا تنمو تحت اللثة، يمكن أن تؤدي إلى عدوى، وبالتالي التهاب اللثة، والتهاب اللثة غالباً يصاب به المدخنون والأشخاص الذين لا يقومون بتنظيف أسنانهم بالفرشاة والخيط بشكل منتظم. 
أما ارتجاع الحمض، فيحدث عندما يتدفق حمض المعدة بطريقة معاكسة، تجعل الحمض يصعد لأعلى باتجاه المريء، وهذا يمكن أن يجعل رائحة النفس كريهة، كما يمكن أن يحمل الحمض أجزاء من الطعام إلى الفم، كما يمكن للحمض أيضاً أن يلحق الضرر بالحلق والفم، ما قد يجعل الفم أرضاً خصبة لنمو المزيد من البكتيريا، التي تسبب رائحة الفم الكريهة. 

3. مرض السكري: 
إذا كنت تعاني رائحة فم غير معتادة، مثل: رائحة نفس تشبه رائحة الفاكهة، فهذه الرائحة قد تكون علامة على أن جسمك يستخدم الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من السكر (الجلوكوز)، وربما يعني ذلك أنك تعاني انخفاضاً شديداً في هرمون الأنسولين، وتجب عليك زيارة الطبيب.

4. جرثومة المعدة والجهاز التنفسي: 
هذا النوع من البكتيريا مرتبط بسرطان المعدة والقرحة، لكن جرثومة المعدة أيضاً قد تسبب رائحة الفم الكريهة، كما تسبب الغثيان وحرقة المعدة وعسر الهضم أيضاً. ويمكنك الكشف عند الطبيب لتشخيص الإصابة بجرثومة المعدة، ويختفي العديد من هذه الأعراض عندما يتم القضاء على هذه البكتيريا بالمضادات الحيوية. 
كما أن نزلات البرد والسعال والتهاب الجيوب الأنفية يمكن أن تنتج مخاطاً ممتلئاً بالبكتيريا من خلال الأنف والفم، ويمكن أن تؤثر على رائحة النفس، وعادة تزول بمجرد الشفاء من نزلات البرد. 

إقرأ أيضاً:  بعد نجاح تجاربه.. هل يكون "دوسترليماب" طوق نجاة لمصابي السرطان؟
 

5. حصوات اللوزتين: 
قد يتراكم الطعام أحياناً على اللوزتين، حيث يمكن للكالسيوم أن يتجمع حولهما، ويسبب حصوات اللوزتين، وعادة لا تسبب الحصوات أي مشكلة، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يتهيج الحلق، وقد تنمو البكتيريا على الحصوات، وهذا يجعل رائحة النفس كريهة، وقد تتمكن من التخلص منها باستخدام فرشاة أسنان أو قطعة قطن، كما عليك المحافظة على تنظيف الأسنان بما في ذلك اللسان، والغرغرة بالماء بعد الأكل، وعليك التحدث إلى طبيبك إذا كانت هذه الحالة تتكرر معك بكثرة. وأيضاً عندما لا يحتوي جسمك على كمية كافية من الماء، لا يتم إنتاج كمية كافية من اللعاب الذي ينظف البكتيريا من الفم، التي يمكن أن تسبب نفساً غير منعش، كما أن هناك بعض الحالات التي تؤثر على الغدد التي تصنع اللعاب مثل متلازمة "سجوجرن"، وتصلب الجلد حيث يمكن أن تسبب جفاف الفم ورائحة النفس السيئة.