من الطبيعي أن يُفقَد شيء من قوة حاستي التذوق والشم مع التقدم في العمر، خاصة بعد بلوغ 60 عاماً، وقد يؤثر ضعف حاستي التذوق والشم بشكل كبير على جودة الحياة، وغالباً يؤدي إلى انخفاض الشهية للطعام وسوء التغذية. 
يقول الدكتور كمال حماد إن ضعف حاستي التذوق والشم قد يؤدي إلى الاكتئاب، وقد يدفع كذلك ضعف حاستي التذوق والشم إلى الإفراط في استخدام الملح أو السكر في الطعام لتحسين المذاق، ما قد يسبب مشكلة لمن يعاني ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري.
وأشار حماد إلى وجود عوامل أخرى، قد تؤثر على حاستي التذوق والشم، منها:
- مشكلات الأنف والجيوب الأنفية، مثل: الحساسية، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو لحمية الأنف.
- بعض الأدوية، مثل: حاصرات بيتا، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE).
- مشكلات الأسنان.
- التدخين.
- إصابات ورضوض الرأس أو الوجه.
- مرض الزهايمر.
- مرض باركنسون.
وإذا كنت تعاني فقدان حاستي التذوق والشم، فاستشر طبيبك، وعلى الرغم من أنك قد لا تستطيع علاج ضعف حاستي التذوق والشم المرتبطين بالتقدم في العمر، فإنه يمكن علاج بعض الأسباب الأخرى لضعف حاستي التذوق والشم. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يعدل الطبيبُ الأدوية إذا كانت أحد أسباب المشكلة، كذلك يمكن علاج كثير من أمراض الأنف والجيوب الأنفية ومشكلات الأسنان. وإذا كنت تدخن، فيمكن للإقلاع عن التدخين أن يفيد كثيراً في تحسن الشم والتذوق.
وإذا لزم الأمر، فقد يوصي الطبيب باستشارة اختصاصي حساسية أو اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة (طبيب الأنف والأذن والحنجرة)، أو اختصاصي طب الأعصاب.
ويشير حماد إلى أن معظم الناس اختبروا فقدان حاستي الشم والتذوق، إثر إصابتهم بفيروس "كوفيد-19".
وينصح حماد باتباع الخطوات التالية، لتقوية حاسة الشم:
- الحرص على تنظيف الأنف من الغبار وجزيئات التراب، وكل الأجسام والدقائق العالقة بالمخاط داخل الأنف، وذلك باستخدام محلول ملحي. 

 

 

 

- رائحة القهوة المطحونة تساعد في تحسين وتقوية حاسة الشم، وذلك من خلال استنشاق رائحتها عدّة مرات متتالية، كما أنّ رائحة القهوة تمكن من التمييز بشكل سهل بين الروائح، لذلك نلاحظ وجود علبة من القهوة في محال بيع العطور؛ من أجل شمها لتمييز رائحة عطر عن أخرى.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي ومنتظم خاصة المشي، فالرياضة تقوّي وتنشط الدورة الدموية في كافة أنحاء الجسم، خاصة الأنف، وبالتالي تتحسن حاسة الشم لدى الأفراد.
- من الأفضل تغطية الأنف عند التعرض للأجواء الجافة أو الهواء الجاف، ومن الأفضل أيضاً الحفاظ على نسبة معتدلة من الرطوبة بالمنزل في فصل الشتاء، وذلك لأن الجفاف يقلل قوة وكفاءة الشم.
- الحرص على شرب كميات كافية من المياه بشكل يومي، للحفاظ على رطوبة الجسم، بما في ذلك رطوبة الأنف، فالرطوبة تحافظ على حاسة الشم وتقويها.
- الإقلاع عن التدخين والبعد عن الوسط المليء برائحة الدخان، لأن الدخان غني بالمواد والعناصر القاتلة للألياف العصبية التي تعمل على إيصال الإشارات العصبية للدماغ، وهذه الألياف عادة تكون موجودة في الجزء الخلفي من الأنف، وبالتالي تضعف حاسة الشم وتقل كفاءتها.
- الابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من كمية المخاط في الأنف، وبالتالي تسبب الاحتقان في الأنف، مثل الأطعمة ذات المذاق الحار، فمثل هذه الأطعمة تقلل وتضعف من كفاءة الشم.

 

 

كما ينصح حماد بتناول بعض الأغذية، بهدف تقوية حاسة الشم، منها:
- الفيتامينات: يلعب النظام الغذائي دوراً كبيراً في استعادة حاسة الشم المفقودة، ويرتبط نقص فيتامين (د) بفقدان حاسة الشم والتذوق، وتساعد الفيتامينات (A ،B ،E) في تنظيم وظيفة الحسية الكيميائية، لكن هناك القليل من الأدلة الطبية لإثبات ارتباط نقصها بفقدان حاسة الشم أو التذوق. لذا، يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بهذه الفيتامينات، مثل: المحار والحبوب والجبن والحليب لمكافحة أوجه النقص، ويمكنك أيضاً تناول مكملات إضافية لهذه العناصر الغذائية، بعد استشارة الطبيب.
- الأطعمة الغنية بالزنك: معدن الزنك من المعادن الرئيسية المسؤولة عن حاسة الشم، والذي يمكن أن يؤدي نقصه إلى حالة من ضعف الشم، ويمكن تناول الزنك على شكل مكملات غذائية، كما أنه موجود في بعض الأطعمة، مثل: بذور عباد الشمس، والعدس، والبقوليات، والمحار، والمكسرات، والشوكولاتة الداكنة.
- الثوم: مركبات الثوم لها أنشطة مضادة للميكروبات، وللالتهابات، ويمكن أن يساعد ذلك في علاج انسداد الأنف، وتخفيف أعراض البرد والإنفلونزا، وهذا بدوره قد يساعدك على التنفس بسهولة، واستعادة حاسة الشم.
- الزنجبيل: تعزز الرائحة القوية للزنجبيل حاسة الشم لديك، وينصح بمضغ قطع صغيرة من الزنجبيل المقشر على فترات منتظمة.
- الفلفل الحريف: يحتوي الفلفل الحريف على مادة الكابسيسين، والتي يُعرف أنها تعمل على إزالة احتقان الأنف، وهذا بدوره يمكن أن يساعد في استعادة حاسة الشم المفقودة.
- الليمون: الليمون حامضي وغني بفيتامين (ج)، ويظهر نشاطاً مضاداً للميكروبات، وقد تساعد رائحته القوية المميزة، جنباً إلى جنب مع التركيب الكيميائي، في تقليل العدوى التي تسبب انسداد/ سيلان الأنف، وتعزيز حاسة التذوق والشم.
- القرفة: تمتلك القرفة خصائص مضادة للالتهابات وللميكروبات، وقد يساعد هذا في تقليل أي عدوى تسبب احتقان الأنف، وبالتالي تعزيز حاسة الشم.
- النعناع: المنثول، المكون الرئيسي لأوراق النعناع، يمتلك خصائص مضادة للالتهابات وللميكروبات، ويمكن أن تساعد هذه في تخفيف أعراض البرد والإنفلونزا التي تكبح حاسة الشم.
- زيت الخروع: يضفي حمض الريسينوليك في زيت الخروع خصائص قوية مضادة للالتهابات، ويمكن أن يساعد استخدام زيت الخروع كقطرات للأنف في تخفيف أعراض التورم والالتهاب المصاحب لنزلات البرد أو الإنفلونزا، وبالتالي استعادة حاسة الشم.
- خل التفاح: يحتوي خل التفاح على خصائص مضادة للميكروبات وللالتهابات، وقد يساعد ذلك في محاربة الميكروبات التي تسبب الالتهابات، وإزالة احتقان الأنف، وبالتالي تعزيز حاسة الشم.

إقرأ أيضاً: التين.. طعم لذيذ وفوائد مثالية