مؤخراً، أيدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية الأميركية، لقاحات "كوفيد-19" للأطفال فوق سن 6 أشهر، ودعمت هذه التوصيات، أيضاً، إدارة الغذاء والدواء الأميركية. 
وكذلك دعمت بعض المؤسسات الاستخدام الطارئ للقاح "موديرنا"، المكون من جزأين للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، ولقاح "فايزر" ثلاثي الجرعات، للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات، كما شجعت الآباء على تطعيم جميع الأطفال المؤهلين، بمن في ذلك أولئك الذين أصيبوا بالفعل بـ"كوفيد-19". 
لكن هناك الكثير من الأمور التي عليكِ معرفتها قبل ذلك، والتي سنخبركِ بها في السطور القادمة. 

كم يجب أن يكون عمر الأطفال للحصول على اللقاح؟ 
تمت الموافقة، الآن، على لقاحين لـ"كورونا" في الولايات المتحدة، للأطفال الذين تزيد أعمارهم على 6 أشهر، والذي بشمل نظام الجرعتين من "موديرنا"، مخصصاً للأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات، في حين أن لقاح "فايزر: عبارة عن عملية من ثلاث طلقات، مخصص للأطفال من سن 6 أشهر إلى 4 سنوات. 

هل اللقاحات آمنة للأطفال الصغار؟ 
قالت الدكتورة ليزلي سود، طبيبة الأطفال في كلية الطب بجامعة ييل، في بيان: "هناك العديد من العمليات المعمول بها لضمان السلامة، بما في ذلك الإشراف من المجموعات الاستشارية للقاحات، وإدارة الغذاء والدواء، ومصنعي اللقاحات". 

وأضافت سودي أن الأطفال يحصلون على جرعات أقل من اللقاحات مقارنة بالبالغين، لكنهم "يقومون باستجابات قوية للأجسام المضادة، دون مخاوف تتعلق بالسلامة". 

ما الأعراض الجانبية؟ 
نتجت عن المطعومين للأطفال الأصغر سنًا آثار جانبية معتدلة، بما في ذلك: التهيج والنعاس والحمى والتعب والألم في موقع الحقن، على غرار الآثار المذكورة في تقرير مركز السيطرة على الأمراض في ديسمبر 2021، على أكثر من 8 ملايين جرعة من لقاح "فايزر" للأطفال من 5 إلى 11 سنة. 

أما في ما يخص التهاب عضلة القلب، وهو أحد الآثار الجانبية النادرة والخفيفة، عادةً، المرتبطة بلقاحات "موديرنا"، و"فايزر"، ومعظمها عند المراهقين والشباب، الذين تراوح أعمارهم بين 12 و29 عامًا. 
وفي إحدى الدراسات، قال مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، إن 54 متلقيًا فقط من بين مليون ذكر، تراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، يعانون التهاب عضلة القلب بعد الجرعة الثانية من لقاح "فايزر". 
في حين لم تشر أيٌّ من التجارب مع الأطفال الصغار إلى أي حالات من التهاب عضلة القلب، لكن إدارة الغذاء والدواء الأميركية، قالت إنه لا توجد بيانات كافية، لتحديد المخاطر بشكل مناسب. 

ما الفرق بين لقاحَيْ "موديرنا" و"فايزر"؟ 
هناك العديد من الاختلافات الرئيسية بين اللقاحين، بما في ذلك كيفية إعطائهما، والآثار الجانبية المحتملة، والفاعلية المثبتة. 

العمر والجرعة 
نظام الجرعتين من "موديرنا" مخصص للأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات، وكل جرعة 25 ميكروغراماً، ربع الجرعة الممنوحة للبالغين، مع إعطاء الحقنة الثانية بعد أربعة أسابيع من الأولى. 
ولقاح "فايزر" عبارة عن عملية من ثلاث جرعات مخصصة للأطفال من عمر 6 أشهر إلى 4 سنوات، كل جرعة هي 3 ميكروغرامات فقط، أي عُشر جرعة البالغين، ويتم إعطاء الجرعتين الأوليين لمدة ثلاثة أسابيع، والثالثة بعد شهرين على الأقل من الثانية. 

إقرأ أيضاً: هل تتغير حاستا الشم والتذوق مع التقدم في العمر؟
 

الآثار الجانبية 
أصيب ما بين 21 إلى 26% من الأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات بالحمى بعد كل جرعة من لقاح "موديرنا"، بينما كانت الحمى أقل شيوعًا في تجربة "فايزر"، حيث تم الإبلاغ عنها في 7% فقط من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا بعد كل حقنة. 
وفي تجربة "موديرنا"، عانى 62% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات من التعب، مقارنةً بأقل من 45% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 2 و4 سنوات في تجربة "فايزر". 

الفاعلية 
ذكرت الشركة أن جرعتين من لقاح "موديرنا" فعالتان بنسبة 51% في الوقاية من العدوى لدى الأطفال من سن 6 أشهر إلى سنتين، و37% في الأطفال من 2 إلى 5 سنوات، ومن المتوقع أن تكون قدرة اللقاح على الوقاية من الأمراض الخطيرة أو الاستشفاء أعلى. 
في حين أفادت شركة "فايزر" بأن لقاحها المكون من ثلاث جرعات ساعد بنسبة 80% في الوقاية من العدوى، لكن بحثها استند إلى مجموعة صغيرة جدًا من الأشخاص. 

هل يحتاج الأطفال إلى التطعيم؟ 
الأطفال أقل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة من البالغين، لكن بعضهم أصبحوا مرضى للغاية، حيث كانت موجة "أوميكرون" قاسية بشكل خاص على الأطفال، ما أدى إلى زيادة في دخول الأحداث إلى المستشفى. 
لذا، يظل التطعيم هو الاستراتيجية الأكثر أمانًا للوقاية من المضاعفات الناجمة عن العدوى، بما في ذلك الاستشفاء بين الأطفال والبالغين. 
كما أن الأطفال من سن 5 إلى 11 عامًا الذين يعانون "كوفيد-19" لديهم أيضًا مخاطر أعلى للإصابة بمتلازمة الالتهاب المتعدد الأجهزة (MIS-C)، وهي مضاعفات نادرة، لكنها خطيرة، ويمكن أن تشمل: التهاب القلب، والرئتين، والكلى، والدماغ، والجلد، والعينين، والأعضاء الأخرى. 
وتم الإبلاغ عن أكثر من مليونَيْ حالة إصابة بـ"كوفيد-19" لدى الأطفال بعمر 4 سنوات، أو أقل في الولايات المتحدة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ما أدى إلى وفاة 442 طفلاً. 
وحتى حالة خفيفة من "كوفيد-19" يمكن أن تعطل قدرة الطفل على التواصل الاجتماعي، أو الذهاب إلى المدرسة، ويمكن للأطفال نقل العدوى إلى أفراد الأسرة أو المجتمع الأكثر ضعفًا.