يجب الانتباه إلى أن البكاء المتكرر، وبلا سبب والخارج عن السيطرة قد يأتي بنتائج عكسية، وقد يكون عرضاً لمشكلة أكثر خطورة، مثل: الإصابة بالاكتئاب، أو اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، أو اكتئاب ما بعد الولادة، وفي هذه الحالات يُنصح بالطبع باستشارة الطبيب.
بحسب موقع medicalnewstoday الصحي، يعد البكاء أحد ردود الفعل البشرية الطبيعية، فكل شخص يبكي من حين لآخر، وقد تنساب دموعنا لا إرادياً أحياناً، وعلى الرغم من شعورنا بالراحة في أغلب الأحيان بعد الانتهاء من البكاء، فإننا، كأشخاص بالغين، ربما نشعر بالخجل من إظهار حاجتنا إلى البكاء، ودائماً نحاول منع دموعنا من التساقط، خاصة أمام الناس وفي الأماكن العامة، ونعد ذلك شكلاً من أشكال الضعف.
وقد تشوش الدموع بصرنا، وتسبب تورم العينين لبعض الوقت، إلا أن الحقيقة هي أن هذه الدموع تعود بفوائد جمة على صحتنا بشكل عام، بل إن كتمانها هو ما قد يضرنا.. فكيف ذلك؟

 

 

أنواع الدموع
تبكي النساء في المتوسط حوالي 3 - 6 مرات في الشهر، في المقابل يبكي الرجال من مرة إلى ثلاث مرات، وتختلف أسباب البكاء، وعلى الرغم من أن نسبة 98% من الدموع تتكون من الماء، فإن بعض الدراسات أثبتت وجود اختلافات في المركب الكيميائي للدموع تبعًا لسبب نزولها، لذلك تم تقسيم الدموع إلى ثلاثة أنواع، هي:

1. الدموع الأساسية (Basal tears):
وهي دموع الحماية، التي تفرزها القنوات الدمعية بصورة مستمرة لإبقاء العين رطبة كلما طرفت، وهذه الدموع غنية بالمواد الكيميائية التي تحتاجها العين للحماية، ومنها إنزيم الليزوزيم (lysozyme)، وهو مضاد قوي للبكتيريا والفيروسات وسريع الفاعلية ويحمي العين من العدوى، التي قد تحدث في غياب هذا الإنزيم بسبب البكتيريا الموجودة في البيئة المحيطة، والتي تنمو في الأماكن الرطبة.

2. الدموع الانعكاسية (Reflex tears):
هي الدموع التي تفرزها العين لدى تعرضها للمهيجات والأجسام الغريبة، مثل: الدخان والبصل والأتربة والرياح والضوء المفاجئ، وهذه الدموع مسؤولة عن غسل العين، والتخلص من هذه الأجسام.

3. الدموع العاطفية (Emotional tears):
وهي الدموع الناتجة عن الانفعالات المختلفة، مثل: الحزن والقلق والاكتئاب والغضب والألم الشديد أو حتى السعادة البالغة، وتحتوي هذه الدموع على نسب أعلى من هرمونات التوتر (stress hormones)، التي يفرزها الجسم عند الشعور بالقلق والتوتر، ومن هذه الهرمونات هرمون البرولكتين (prolactin)، وهرمون الإنكِيفالِين (enkephalin)، وهو مسكن طبيعي للألم.

فائدة الدموع
أما عن فائدة الدموع والبكاء، فهناك فوائد عدة، يمكن استنباط بعضها من السطور السابقة، ومنها:

التخلص من التوتر:
فقد أثبتت بعض الدراسات أن البكاء العاطفي يُنشِّط الجهاز العصبي اللاودي (الباراسيمبثاوي parasympathetic)، ما يساعد على الاسترخاء والهدوء والتحكم في الانفعالات، ويحد من الشعور بالحزن.

تخفيف الألم:
البكاء يؤدي إلى إفراز الجسم للإندورفينات والإكستوسين، وهي هرمونات تساعد على الحد من الشعور بالألم، سواء كان بدنياً أو نفسياً.

 

إقرأ أيضاً: هل تملكين شامة على جسدك.. إليك دلالتها حسب مكان ظهورها

 

تحسين الحالة المزاجية:
ويحدث ذلك، أيضاً، بسبب إفراز الجسم للإندورفينات والأكستوسين.

التخلص من السموم:
يشير العلماء إلى أن ذلك يحدث، سواء كانت الدموع أساسية بسبب التخلص من الجراثيم، أو انعكاسية بسبب الأجسام الغريبة كالأتربة والبخار، أو عاطفية بسبب إفراز هرمونات القلق في الدموع، لكن تحتاج هذه النقطة للمزيد من الدراسات لإثباتها.

محاربة البكتيريا:
وذلك بسبب إفراز إنزيم الليزوزيم المضاد للبكتيريا في الدموع، كما أشرنا من قبل.

المساعدة على النوم:
وجدت إحدى الدراسات في عام 2015 أن بكاء الأطفال الرضع لبضع دقائق قبل النوم يحسن جودة نومهم، إذ يقلل من مرات استيقاظهم أثناء الليل، ولكن مازال الأمر يحتاج للدراسة للتأكد من تحقق نفس التأثير على الأشخاص البالغين.

الدموع تجلو البصر:
تساعد الدموع الأساسية على ترطيب العين، وتمنع جفاف الأغشية المخاطية، ما يساعد على الرؤية بصورة أوضح، فجفاف هذه الأغشية قد يجعل الرؤية مشوشة.

 

 

البكاء بعين واحدة
قد يسبب البكاء بعين واحدة القلق للبعض، ويظن أن ذلك نتيجة مشكلة في العين، لكن هذا الأمر لا يدعو للقلق بشكل عام، فقد يكون السبب تعطل الغدد المنتجة لهذا النوع من الدموع في هذه العين، أو أن نظام تصريف الدموع في العين المقابلة يشعرك بأنها تفرز كمية أكبر من الدموع مقارنة بالأخرى، لكنه عادة لا يرتبط بجفاف العين الناتج عن عدم قدرة العين على إنتاج الدموع المرطبة، إلا إذا صاحب ذلك شعور بالحرقان وعدم الراحة، وفي هذه الحالة عليك بمراجعة الطبيب المختص.