خولة أبوصالح: أتحدى الخيال في أعمالي

من الواقعية التفصيلية المدهشة، إلى أكوان الألوان الجريئة.. تتجول الفنانة التصويرية السورية، خولة أبوصالح، بريشتها المبدعة في فضاءات «البورتريه»، في مزج بين التقليدي والرؤى الحديثة، مستلهمةً التراث الإماراتي، وتستخدم مهاراتها، وشغفها الاستثنائي، في أعمال بصرية مبهرة؛ لتؤكد أن هذا الفن الكلاسيكي لايزا

من الواقعية التفصيلية المدهشة، إلى أكوان الألوان الجريئة.. تتجول الفنانة التصويرية السورية، خولة أبوصالح، بريشتها المبدعة في فضاءات «البورتريه»، في مزج بين التقليدي والرؤى الحديثة، مستلهمةً التراث الإماراتي، وتستخدم مهاراتها، وشغفها الاستثنائي، في أعمال بصرية مبهرة؛ لتؤكد أن هذا الفن الكلاسيكي لايزال حاضراً ومؤثراً، كما كان منذ قرون. في حوارها مع «زهرة الخليج»، أطلعتنا على مواطن الجمال في تجربتها الفنية الثرية:

* ما الذي دفعكِ إلى التركيز على رسم «البورتريه»، وما الذي يجذبك من مواضيع؟

- الموضوع الإنساني من أول الأشياء اللافتة للفنان، وبالنسبة لي هو من أكثر ما يلفتني ويستهويني، وهو ليس الوحيد في هذه المرحلة. إضافة إلى ذلك، أحب أن أتوسع في الفن الكلاسيكي، والرسم التصويري، وتقنيات الرسم بالألوان الزيتية. كما أفضل أن تكون تجربة هذه التقنيات في المواضيع الإنسانية، والشخصيات المؤثرة؛ فمن خلالها نستطيع أن نرى تمكن الفنان، وتطور أعماله، وفهمه لعناصر اللوحة، مثل: الظل، والنور، والتشريح الفني.. إلخ.

رغبة في التأثير

* ما التأثير، الذي ترغبين في إحداثه، من خلال أعمالك؟

- أحب أن أترك بعض الأسرار والمعاني الخفية، والتأثير يكون بأن يرى أيُّ شخص في عملي شيئاً يفهمه، ويتأثر به، وأرغب في أن أترك انطباعاً جيداً، وحالة من الفضول؛ لفهم ما فيها من معانٍ وتقنيات.

* هل لديك صورة عالمية، أو لوحة مفضلة تلهمك؟

- هناك أكثر من لوحة تلهمني، لفنانين قدامى، وأيضاً لمعاصرين. بالنسبة لي، أكثر شيء يهمني هو المعاني والدراسات في العمل الفني، وأيضاً الإبداع في التنفيذ.

* من وجهة نظرك.. ما البصمة التي وضعتِها في فن «البورتريه»؟

- حالياً.. أرى أنني متوجهة لدمج نوع أحبه جداً، هو المدرسة الكلاسيكية التصويرية، مع شخصيات قيادية مؤثرة معاصرة لزماننا، بمشاهد من الخيال، أعتقد أن هذا النوع من الدمج قليل حالياً؛ إذ إن أكثر شيء نراه، هو النقل عن الصور مباشرة، وأنا أحب أن يكون العمل ملكي في كل شيء؛ حتى في المشهد الذي أصوره.

طبيعة معقدة

* صفي لنا علاقتك بالألوان، وحدثينا عن كيفية اختيارها، وتعاملك مع الطبيعة المعقدة لألوان البشر؟

- أجمل المراحل، وأكثرها تحدياً، هي دمج الألوان الزيتية، والقدرة على التعامل معها؛ بسبب طبيعتها الكيميائية؛ فكل لون له مواصفات يمكن أن تتغير مع الزمن. ومع الخبرة بالعمل، وكثرة التجارب، يستطيع الفنان استخدام هذه الصفات الكثيرة، والمتغيرة، في خدمة اللوحة.

إقرأ أيضاً:  هل تقرئين كثيراً وتنسين ما قرأته؟.. نصائح تساعدك في التذكر
 

* إلى أيِّ مدى تتفاعلين مع العالم الرقمي (التكنولوجيا).. في عملك؟

- لدرجة كبيرة، وهناك اهتمام كبير تجاه عالم الـ«NFT»، وبدأت رسم أول مجموعة لي، وأصبح الـ«digital art» جزءاً مهماً وجديداً، بالإضافة إلى الرسم بالألوان الزيتية. في هذا الوقت من عصرنا، نشعر بتغير كبير، وتقدم حضاري وتكنولوجي، وأنا أحب أن أكون من أول الفنانين، الذين سيقدمون أعمالاً فعالة، ومُستلهمةً من هذا التغير.

تاريخ الإمارات

حول تجربة لوحة مؤثرة ومفضلة، تحبها وتفخر بها، تقول الفنانة خولة إن لوحة «رؤيا زايد» مثلت مرحلة انتقالية بالنسبة لها، إذ تشرح: «هذه اللوحة ضمن سلسلة إرث المستقبل، حيث ستكون هناك مجموعة أعمال توثيقية لتاريخ الإمارات، واستشراف المستقبل. في هذا العمل كانت هنالك دراسات وربط هندسي وزمني بين الماضي، ورؤية المستقبل، تمثلت من خلال ساعة رملية، يتحول فيها رمل الصحراء مضيئاً، كالذهب المسال، ممثلاً للأمل وقيمة الصحراء الإماراتية، في يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو في مرحلة الشباب، ورؤيته لمستقبل الإمارات، ويقينه بحدوثه في مشهد كما لو كنا في تلك اللحظة، التي تراءت في مخيلته، إذ يمثل رمل الصحراء في يده النور والأمل، وأيضاً يدل على الثروات الكامنة في أرض الإمارات، حيث يتدفق الرمل، ويضيء كالسحر؛ ليتحول إلى رؤية المستقبل لإمارات نعرفها اليوم، ولغدٍ آتٍ». وتضيف أبوصالح: «ما يميز سلسلة إرث المستقبل، هو اعتمادي على طريقة الربط الزمني، والتقنية ذاتها في الدمج بين الفن الكلاسيكي والثقافة المحلية، وأيضاً موضوع اللوحة. بالنسبة لي، يجب أن تكون هناك قصة متكاملة، ورموز، ودراسات للتكوين والظل والنور داخل العمل؛ ليستحق لقب عمل فني».