جمعة السهلي: الصدفة جعلتني مخرجاً

في مسيرة ملهمة لأجيال الغد، ومن خلال أعمال مدهشة ومثيرة للإعجاب، انطلق المخرج الإماراتي، جمعة السهلي، في عوالم صناعة الأفلام القصيرة؛ ليبث سحر موهبته وأسرارها، في رسالة وطنية غاية في التفرد؛ فأشرق من أفق الفن نجمه؛ ليؤسس لمدرسة رائدة في مجاله، ويفتح كوةً على عوالم شعرية الصورة، من خلال الرواية والتا

في مسيرة ملهمة لأجيال الغد، ومن خلال أعمال مدهشة ومثيرة للإعجاب، انطلق المخرج الإماراتي، جمعة السهلي، في عوالم صناعة الأفلام القصيرة؛ ليبث سحر موهبته وأسرارها، في رسالة وطنية غاية في التفرد؛ فأشرق من أفق الفن نجمه؛ ليؤسس لمدرسة رائدة في مجاله، ويفتح كوةً على عوالم شعرية الصورة، من خلال الرواية والتاريخ.. في حوارنا معه، كشفنا بعض الجوانب المضيئة، التي تختبئ وراء تجربته وإبداعه:

• ما الذي ألهمك دخول عالم الأفلام وصناعتها؟

- الصدفة، وحدها، هي التي قادتني إلى هذا العالم؛ حيث إنني في المرحلة الجامعية قدمت أوراقي لدراسة إدارة الأعمال، ففوجئت بأنه تم توزيعي على قسم الإعلام والإخراج، فقلت: لماذا لا أجرب؟! وفي السنة الثانية، شاركت بفيلم قصير بعنوان «الوحل»، هو الأول لي، في مسابقة «iDream»، التي أطلقتها كليات التقنية العليا، وكان ذلك عام 2002؛ وحصلت على جائزة. في السنة الثالثة، شاركت في مهرجان أبوظبي السينمائي، وحصلت أيضاً على جائزة؛ فشعرت حينها بأنني أعرف المسار الذي يجب أن أسلكه؛ فواصلت إلى أن نلت درجة البكالوريوس في الإعلام والإنتاج والإخراج. 

تحدٍّ دائم

• تجاربك في إنتاج الكليبات والأفلام الوطنية والغنائية.. ما مدى رضاك عنها؟

- عام 2012، حصلت على جائزة «المهر الذهبي» في مهرجان دبي السينمائي الدولي، عن فيلم بعنوان «رأس الغنم»؛ وفكرت في إيجاد مسار خاص بي؛ فانخرطت في أعمال الكليبات الوطنية، وقمت بعمل فيلم وضعت فيه أغنية من كلمات الشاعر القدير جمعة الغويص، وكان عن فن العيالة، ووجد العمل استحساناً كبيراً من الجميع، ما أكد لي أنني على الطريق الصحيح، الذي يجب أن أضع بصمتي الخاصة والرائدة فيه، وذلك من خلال اهتمام كبير بتكوين اللقطات، والتركيز على القصة التي أصنعها بنفسي من مواضيع تراثية، مثل: الخيول، والصقور، وأصحاب الحرف التراثية، ولم أعتمد فيها على الأرشيف كما هو سائد، فاستخدمت مهاراتي وأحدث التقنيات في تصويرها «طريقة ماتريكس»، حيث قمت، مثلاً، بتصوير مقطع لصقر يصيد حبارى، استخدمت فيه 100 كاميرا، وصورت مشهداً آخر لخيول بـ75 كاميرا.

• ما أهم المحطات التي أحدثت فرقاً بالنسبة لك في هذه الصناعة، وما الإنجاز الأعظم لك؟

- لم أصل بعد، فأنا في تحدٍّ دائم مع نفسي؛ لإنجاز الأفضل، لكن أعتز بالثقة التي اكتسبتها، وأهلتني لأقوم بأعمال من أشعار شخصيات ملهمة، مثل: المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. لكن العمل الفارق، الذي أنجزته وأفتخر به أيضاً، هو الفيلم الذي أنتجته لشركة مبادلة؛ احتفاءً بعام الخمسين، بمشاركة الشاعر الكبير علي الخوار، والأستاذة القديرة سميرة أحمد كراوية في الفيلم، الذي تميز بالتنوع بين الإمارات السبع.

ملامسة التطلعات

• ما أصعب تحديات صناعة الفيلم.. بحسب تجربتك؟

- أعتقد أن قلة كتّاب السيناريو للأفلام في منطقة الخليج عموماً، هي من أكبر التحديات اليوم؛ وهذا بالطبع يؤثر في حجم الإنتاج.

• ما الذي يشعل جذوة حماسك دوماً.. للاستمرار؟

- قبول الناس لأعمالي واحتفاؤهم بها، يجعلانني دوماً في حماس ودافع؛ لتقديم المزيد، وتطوير نفسي أكثر وأكثر، لتقديم ما يليق بهذه الثقة.

• لماذا يحب الناس أعمالك.. من وجهة نظرك؟

- الناس يحبون الحكايات المصورة، والقصص التي تحتوي على رسالة، ويعشقون أن يكونوا جزءاً من القصة. وأنا أحاول ملامسة تطلعاتهم ورغباتهم، وتقديم ما يحبونه في التراث والثقافة، وهذا يجعلهم يشعرون بأنني أعبر عنهم، وعن حياتهم.

• إلى مدى تؤمن بدور الأفلام في إحداث تغيير إيجابي بالمجتمع؟

- الصورة لها تأثير سحري في العقل والوجدان الإنساني، ومن شأن ذلك أن يساهم في تغيير كثير من الأفكار والسلوكيات بالحياة؛ لذا فإن الدور الذي تلعبه هذه الأفلام غاية في الأهمية.

• ما أهمية السيناريو لعمل فيلم بالنسبة لك.. من حيث النجاح أو الفشل؟

- السيناريو هو البطل الأول لأي فيلم، فجودة التقنيات وإبداع المهارات لا تصنع عملاً مكتملاً، والقصة الجيدة هي التي تكافئ المخرج بإمكانية إنتاج فني رفيع ومؤثر.

إقرأ أيضاً:  برامج متميزة هذا الصيف على إذاعة وتطبيق "ستار أف أم"
 

قضايا  مثيرة للجدل

اشتهر جمعة السهلي بشغفه بمعالجة مواضيع حساسة، مثل: العنف الأسري ضد المرأة، وتعاطي المخدرات، والتي كانت من بين القضايا المثيرة للجدل التي تناولها. ويواصل السهلي شغفه بالحفاظ على تراث وثقافة دولة الإمارات، من خلال إخراج الأفلام الإماراتية، ومقاطع الفيديو الموسيقية الوطنية، التي تحتفي بالأعياد الوطنية لدولة الإمارات، ومقاطع الفيديو المؤسسية الأخرى لمختلف الجهات الحكومية، مثل: ديوان ولي عهد أبوظبي، وديوان حاكم رأس الخيمة، والقوات المسلحة الإماراتية، والقوات المسلحة السعودية، وشركة «أدنوك»، وغيرها الكثير. وللحفاظ على مستوى مرتفع من الأصالة، تعاون جمعة السهلي مع كبار المطربين الإماراتيين.